في تكوين5 نقرأ "وسار أخنوخ مع الله"، وفى عبرانيين 11 نقرأ أنه "أرضى الله"، وفى رسالة يهوذا ع14 نقرأ "تنبأ عن هؤلاء أيضاً أخنوخ السابع من آدم".
وهذا ترتيب أدبي جميل، فسيره مع الله يُذكر أولاً، والخدمة أخيراً. فالأهم هو سيدنا وشركتنا مع الرب ومن ثم تأتى الخدمة المقبولة. فلو لم نُرضِ الرب أولاً، حينئذ ستكون الخدمة بلا فائدة وغير مُشبعة لقلب الرب.
هل أدركت أيها الحبيب أن سيرك مع الله، إنما يُسر ويشبع قلبه؟ والعهد الجديد يعطى لنا المزيد من النور للسلوك التقوى الـمُشبع لقلب الرب، والذي يريده من كل مؤمن حقيقي.
دعونا ننظر إلى فصلين من كلمة إلهنا.
أولاً: نقرأ "أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دُعيتم بها" (أف 4: 1 ) - أي نسلك حسب المقام السامي الرفيع الذي أوصلتنا إليه النعمة، وهذا يأخذنا إلى آخر إصحاح2 من هذه الرسالة حيث يشرح الرسول أنه في المسيح أصبح اليهود والأمم "إنساناً واحداً جديداً" (أف 4: 1 ) . ويقول الرسول إن لنا "قدوماً في روح واحد إلى الآب" ونحن مبنيون معاً مسكناً لله في الروح.
يا للمقام السامي والامتياز الرفيع! ليتنا نسلك بموجب هذا الامتياز.
ثانياً: في كولوسى1: 10يقول "لتسلكوا كما يحق للرب في كل رضى". في هذا الجزء يطالبنا الوحي أن نعرف مشيئته وذلك لا يتسنى إلا بالخضوع للرب كسيد على حياتنا.
فلكي نرضى الرب، علينا بالسير والشركة معه، والسير مع الرب يتطلب حياة الإيمان، وأروع صورة لحياة الإيمان الحقيقية هي حياة الطاعة.
فليتنا نسعى كلنا لنسلك السلوك التقوى الـمُشبع لقلب إلهنا، ومعرفة كلمة الله تقودنا إلى مخافته "الحق الذي هو حسب التقوى" (تى1: 1) . وبحياة الأمانة والقداسة نزين "تعليم مخلصنا الله" (تى2: 10) .
دعني أعيش في رضاك وأستمر فــي الجهـــاد
عينــي إليـــك لا ســـواك حتى أفـــوز بالـمُـــراد