إن كانت الأناجيل تسحب قلوبنا بالشوق نحو الالتقاء بالسيد المسيح المصلوب، الملك الروحي (إنجيل متى)، وخادم البشرية (إنجيل مرقس)، وصديقها (إنجيل لوقا)، ابن الله الوحيد الجنس القادر وحده أن يخبرنا عن الآب ويكشف لنا الأسرار الإلهية (إنجيل يوحنا)، فقد جاء سفر الأعمال ليقدم لنا روحه القدوس الذي قاد البشرية في أورشليم واليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض. نراه يلهب القلوب ويجتذبها نحو المخلص، يعمل في الرسل، كما في الشعوب، ليشَّكل كنيسة المسيح الحاملة أيقونة عريسها السماوي، ويهيئها للعرس الأبدي.
إلهنا الصالح قادر أن يعمل بروحه الناري حتى يبقى سفر الأعمال مفتوحًا على الدوام، فتصير الأرض وملؤها للرب ومسيحه، ويتمتع الكل بقلوب متسعة لا تكف عن الشهادة لإنجيل الخلاص بروح الحب الباذل، فيكمل السفر بمجيء السيد المسيح على السحاب، ليضم كنيسته إلى مجده الأبدي.
ليفتح روح الله القدوس كنز هذا السفر حتى تغتني كل نفس بالخيرات السماوية، وتفيض على من حولها، فيحمل الكل السمات السماوية الفائقة.