![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قلبٍ ظلّ مخلصًا حتى آخر نفس ان كلبٌ صغير بلون رمادي مائل للبني يجلس وحيدًا بجانب طريقٍ منعزل في ضواحي مدينة توليتي الروسية. لا يبحث عن طعام، ولا يسعى وراء مأوى... بل يبدو كمن ينتظر شيئًا واحدًا فقط، شيئًا لا يُشترى ولا يُعوَّض: من أحبّهم. ذلك الكلب كان يُدعى كوستيا (Kostya) — وهي كلمة روسية تعني الوفيّ. قصة كوستيا بدأت في منتصف التسعينات، حين شهد ذلك الطريق حادثًا مروّعًا غيّر مجرى حياته إلى الأبد. في صباحٍ جليدي قاسٍ، فقدت سيارة صغيرة السيطرة على الطريق بعد أن غطاه الجليد، فاصطـدمت بعنـفٍ بشجرةٍ ضخمة. بداخلها كانت أسرة صغيرة: أب وأم وطفلهما الصغير، في طريقهم لقضاء عطلة شتوية، لكن القدر أوقف رحلتهم إلى الأبد. الناجي الوحيد كان الكلب كوستيا، الذي قُذف من السيارة أثناء الحا*دث ونجا بجروح طفيفة. عندما وصلت فرق الإنقاذ، وجدوه يدور حول الحطام المشتعل، ينوح بصوتٍ موجع، يحاول أن يوقظ أحبّته الذين لن يجيبوه أبدًا. ومنذ تلك اللحظة، تغيّر كل شيء... فقد رفض كوستيا مغادرة المكان، وكأنه عاهد نفسه ألا يتحرك حتى يعودوا إليه. مرت الأيام، ثم الشهور، ثم الأعوام... سبع سنوات متتالية جلس فيها كوستيا في نفس البقعة، في المطر والثلج والحر، يراقب الطريق الذي أخذ أحبّته منه. الناس في المدينة حاولوا تبنّيه مرارًا، أطعموا الكلب المسكين، بنوا له مأوى خشبيًّا بسيطًا، لكن قلبه كان يعود به كل مرة إلى نفس المكان. لم يكن ينبح، لم يهاجم أحدًا، فقط يجلس في صمتٍ وهدوء، كأنه يحرس ذاكرةً مقدسة لا يريد أن تُنسى. تحوّل كوستيا إلى رمزٍ إنسانيٍّ نادر. كان المارة يلقون عليه التحية وكأنه أحد سكان المدينة، والأطفال يتركون له الطعام في طريقهم إلى المدرسة. القصص عنه انتشرت، وصار الزوار يتوقفون لتصويره، والبعض كان يقف في صمتٍ متأثرًا بما يراه: وفاء لا يتغير رغم مرور الزمن. وفي صباحٍ باردٍ من عام 2002، وجد السكان كوستيا ممددًا في مكانه المعتاد... هادئًا كما لو كان نائمًا. لكن هذه المرة لم يستيقظ. رحل كما عاش — بصمتٍ وكرامةٍ وولاءٍ لا ينكـ*سر. دفنه الأهالي تحت الشجرة التي شهدت الحا*دث، ووضعوا فوق قبره لافتة كُتب عليها: "هنا يرقد أوفى مخلوق... لقد انتظر حتى النهاية." وفي العام التالي، أقامت المدينة تمثالًا برونزيًا تكريمًا له، أطلقوا عليه اسم "الوفاء (Loyalty)". منذ ذلك الحين، أصبح التمثال معلمًا محببًا في توليتي، يزوره الناس من كل مكان، ويمسح العشّاق أنفه طلبًا للحظ والوفاء في حبّهم. قصة كوستيا ليست عن كلبٍ فحسب، بل عن قلبٍ ظلّ مخلصًا حتى آخر نفس. هي تذكير لنا بأن الحب الصادق لا يرحل بالموت، وأن الوفاء الحقيقي لا يشيخ مع الزمن، بل يظل واقفًا، كما ظل كوستيا... عند نفس الطريق، ينتظر إلى الأبد. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يا مخلصًا كريمًا أرشدنا عابرينْ |
قصة هل تقبل المسيح مخلصًا لك؟ |
فهل قبلته مخلصًا وفاديًا لك |
أن يعترفوا في وضوح بالمسيح مخلصًا وسيدًا |
مزمور 30 - الرب مخلصًا لمؤمنيه |