30 - 09 - 2012, 08:30 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير سفر استير كتابيا "للقمص تادرس يعقوب ملطى"
الكتاب المقدس - العهد القديم
سفر أستير الأصحاح الخامس 1 وفي اليوم الثالث لبست أستير ثيابا ملكية ووقفت في دار بيت الملك الداخلية مقابل بيت الملك، والملك جالس على كرسي ملكه في بيت الملك مقابل مدخل البيت 2 فلما رأى الملك أستير الملكة واقفة في الدار نالت نعمة في عينيه، فمد الملك لأستير قضيب الذهب الذي بيده، فدنت أستير ولمست رأس القضيب 3 فقال لها الملك: ما لك يا أستير الملكة ؟ وما هي طلبتك ؟ إلى نصف المملكة تعطى لك 4 فقالت أستير: إن حسن عند الملك فليأت الملك وهامان اليوم إلى الوليمة التي عملتها له 5 فقال الملك: أسرعوا بهامان ليفعل كلام أستير. فأتى الملك وهامان إلى الوليمة التي عملتها أستير 6 فقال الملك لأستير عند شرب الخمر: ما هو سؤلك فيعطى لك ؟ وما هي طلبتك ؟ إلى نصف المملكة تقضى 7 فأجابت أستير وقالت : إن سؤلي وطلبتي 8 إن وجدت نعمة في عيني الملك، وإذا حسن عند الملك أن يعطى سؤلي وتقضى طلبتي، أن يأتي الملك وهامان إلى الوليمة التي أعملها لهما، وغدا أفعل حسب أمر الملك 9 فخرج هامان في ذلك اليوم فرحا وطيب القلب. ولكن لما رأى هامان مردخاي في باب الملك ولم يقم ولا تحرك له، امتلأ هامان غيظا على مردخاي 10 وتجلد هامان ودخل بيته وأرسل فاستحضر أحباءه وزرش زوجته 11 وعدد لهم هامان عظمة غناه وكثرة بنيه، وكل ما عظمه الملك به ورقاه على الرؤساء وعبيد الملك 12 وقال هامان: حتى إن أستير الملكة لم تدخل مع الملك إلى الوليمة التي عملتها إلا إياي. وأنا غدا أيضا مدعو إليها مع الملك 13 وكل هذا لا يساوي عندي شيئا كلما أرى مردخاي اليهودي جالسا في باب الملك 14 فقالت له زرش زوجته وكل أحبائه: فليعملوا خشبة ارتفاعها خمسون ذراعا، وفي الصباح قل للملك أن يصلبوا مردخاي عليها، ثم ادخل مع الملك إلى الوليمة فرحا . فحسن الكلام عند هامان وعمل الخشبة |
||||
30 - 09 - 2012, 08:31 AM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير سفر استير كتابيا "للقمص تادرس يعقوب ملطى"
أستير 5 - تفسير سفر أستير أستير تدعو الملك للوليمة إذ صامت أستير مع جواريها ومردخاي وكل يهود شوشن في تذلل أمام الله وبدموع إنطلقت أستير إلى الملك متكئة على صدر إلهها لكي تدعو الملك وهامان إلى وليمة خاصة... هي في الحقيقة وليمة الصليب التي خلالها خلص شعب الله وهلك هامان (إبليس). 1. أستير تقابل الملك [1-2]. 2. دعوة الملك وهامان للوليمة [3-8]. 3. هامان يعد الصليب [9-14]. 1. أستير تقابل الملك: "وفي اليوم الثالث لبست أستير ثيابًا ملكية ووقفت في دار بيت الملك الداخلية مقابل بيت الملك، والملك جالس على كرسي ملكه في بيت الملك مقابل مدخل البيت" [1]. أعدت أستير نفسها لهذا اللقاء بالصوم والتذلل مع الصلاة وجاءت تلتقي مع الملك في اليوم الثالث لتدعوه مع هامان إلى وليمة تعدها لهما. لقد رأي كثير من الآباء أن رقم "3" يُشير إلى القيامة[28]، فإن كانت وليمة أستير تُشير إلى وليمة الصليب التي أعدها الرب ليخلص شعبه ويصلب إبليس وكل أعماله الشريرة، فإنها إنطلقت إلى هذه الوليمة بروح القيامة. بمعنى آخر إن كانت هذه الوليمة تُشير إلى الصليب، فإن ما أصاب هامان من هلاك إنما هو بصليب الرب القائم من الأموات. على الصليب هلك هامان الحقيقي أي إبليس لأن المرتفع على الصليب هو "القيامة" بعينه (يو 11: 25). إنطلقت أستير إلى الملك كما إلى الصليب خلال قوة قيامة الرب، لذلك خلعت المسوح ولبست الثياب الملكية، إذ آمنت بالله الذي يُقيم المسكين من المزبلة. يقدم لنا تتمة أستير صورة رائعة تفصيلية عن لقاء أستير مع الملك (ص 15)، فيذكر أنها إذ خلعت ثياب حدادها ولبست ملابس مجدها استدعت مدبر الكل ومخلص الجميع الله [5]. وكأنها تعلن أنها من أجله خلعت المسوح ولأجله لبست المجد، وانها لن تنطق للعمل بدونه. إستدعته ليكون مرافقًا لها، لا بل ليكون في قلبها ويتكلم على لسانها، بل تكون هي مختفية فيه حتى يطلق سهامه في قلب الملك ليحوله من القسوة إلى الحب. لقد استدعت الله مخلص الجميع إذ عرفت "قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يميله" (أم 21: 1). إنطلقت أستير معها جاريتان، تستند على واحد كأنها لم تستطيع أن تقف لتنعمها وترفهها والأخرى تتبعها ترفع أذيالها... وكانت مشرقة اللون في ريعان جمالها ووجهها أنيس ومحبوب جدًا. دخلت كل الأبواب بابًا بابًا ثم وقفت قبالة الملك حيث كان جالسًا على عرشه بلباس المُلك مزينًا بالذهب والجواهر ومنظره رهيب فرفع عينيه وأظهر غضب قلبه باشتعال عينيه فسقطت الملكة واستحال لون وجهها إلى صفرة واتكأت رأسها على الجارية استرخاءً، فحوّل الله روح الملك إلى الحلم فأسرع ونهض عن العرش مشفقًا وضمها بذراعيه حتى ثابت إلى نفسها وكان يلاطفها بهذا الكلام: "مالك يا أستير أنا أخوك لا تخافي إنكِ لا تموتين إنما الشريعة ليست عليكِ ولكن على العامة، هلمى والمسي الصولجان". وإذ لم تزل ساكنة أخذ صولجان الذهب وجعله على عنقها وقلبها، وقال: "لماذا لا تُكلمينني؟!" فأجابت وقالت: "إنيّ رأيتك يا سيدي كأنك ملاك الله فاضطرب قلبي هيبة من مجدك، لأنك عجيب جدًا يا سيدي ووجهك مملوء نعمة". وفيما هي تتكلم سقطت ثانية وكاد يغشى عليها، فاضطرب الملك وكان جميع أعوانه يلاطفونها. إنه لقاء عجيب يكشف عن لقاء الكنيسة الحية المختفية في المسيح يسوع القائم من الأموات مع الآب لتنعم بحبه وأحضانه الأبدية. أقول ما أحوجنا أن ننطلق مع أستير في اليوم الثالث، حاملين في دخلنا قوة قيامة الرب التي تنزع حدادنا وتهبنا أمجادًا داخلية وثيابًا ملوكية تليق بلقائنا مع الرب السماوي. لننطلق معها ويكون معنًا أيضًا جاريتان نتكئ على الواحدة وتحمل الأخرى أذيالنا؛ كما حمل كلمة الله الناسوت كجارية له فظهر في صورة الضعف وهو ملك الملوك، لكن بقى الناسوت – الجارية الأخرى – من وراء يخضع لعمله الإلهي في إنسجام... هكذا مع الفارق لنتكئ على الجسد كجارية يخضع لنفوسنا في الرب، وليكن الجسد وراءنا يسير على خطوات الروح ويخدمها ولا يكون متسلطًا عليها يحركها بشهواته وملذاته الزمنية. لنسير مع أستير التي بدت كخائرة، وكأنها تسقط تحت الصليب مع مسيحها، تشرب معه كأس آلامه وتشاركه شبه موته لتحمل قوة قيامته. لنكن كأستير، تختفي في الله مخلصنا، فتدخل من باب إلى باب حتى تبلغ حضرة الملك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هكذا يدخل بنا كلمة الله من قوة إلى قوة (مز 84: 7)، وينطلق بنا من مجد إلى مجد (2 كو 3: 18)، فتنفتح أمامنا الأبواب الدهرية من أجله (مز 24: 7). أخيرًا إذ دخلت إلى الملك لاطفها: "يا أستير أنا أخوكِ لا تخافي، إنك لا تموتين إنما الشريعة ليست عليك ولكن على العامة". ألسنا نسمع ذات الكلمات حين ندخل حضن الآب فنجد الإبن أخًا بكرًا لنا، يشفع فينا لننعم بشركة أمجاده فلا نخاف الدينونة لأننا لا نموت. وكما يقول الرسول بولس في جرأة: "من سيشتكي على مختاري الله؟! الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين؟! المسيح هو الذي مات بل بالحرى قام أيضًا الذي هو أيضًا عن يمين الله الذي أيضًا يشفع فينا" (رو 8: 32-34). لقد ضم الملك أستير بين ذراعيه ووضع صولجان الذهب على عنقها، هكذا يضمنا الآب في حضنه ويقيمنا كملكة بالصليب (صولجان الذهب) الذي قبلناه حاملينه مع الرب على عنقنا. أما قولها أنها رأته كملاك الله فاضطرب قلبها من هيبة مجده فيحمل رمزًا للكنيسة التي تعاين أسرار الله وتنظر وجهه وتدخل في هيام حب أبدي لا ينقطع، وتبقى كل أبديتها تتأمله بحب ممتزج مهابة! الآن نردد ما قاله القديس أُغسطينوس: [ألم يحقق الله لها ما سألته (14: 13) إذ عمل في قلب الملك... سمع لها فغيّر قلبه بقوة خفية فعالة حتى قبل أن يسمع توسلاتها[29]]. 2. دعوة الملك وهامان للوليمة: يقول المؤرخ هيرودت[30] أن ملوك مادي كانوا يرفضون دخول أحد إلى حجرة العرش ما لم يُستدع، لابراز مهابتهم وخشيتهم، وفي نفس الوقت حماية لأنفسهم من أي أغتيال. أما أستير فلم تدخل فقط إلى حيث العرش إنما دخلت إلى قلب الملك الذي ضمها بين ذراعية وأخذ يلاطفها ويسألها: "مالك يا أستير الملكة؟ وما هي طلبتك؟ إلى نصف الملكة تعطى لك! [3]. لم يكن يتوقع الملك إجابة أستير: "إن سؤلي وطلبتي، إن وجدت نعمة في عيني الملك وإذا حسن عند الملك أن يُعطي سؤلي وتقضي طلبتي أن يأتي الملك وهامان إلى الوليمة التي أعملها لهما وغدًا أفعل حسب أمر الملك" [7-8]. لا نعرف لماذا أجلت أستير طلبتها في وقت وعدها فيه الملك أن يهبها حتى إلى نصف المملكة، هل شعرت بشيء من الخوف فأرادت أن تستجمع شجاعتها بالصلاة طوال اليوم، أو لعلها بحكمتها لم ترد أن تتعجل الطلب حتى لا يشعر الملك أنها قد ضغطت عليه واستغلت حبه لها؟! إنما نعرف تفسيرًا أهم كان يجب أن تؤجل الحديث إلى غد حتى يمتلئ كأس شر هامان ويصنع الصليب لمردخاي [14] حتى يُصلب هو عليه. يدّ الله قد دفعتها للتأجيل حتى تتحقق خطة الله الخلاصية في أروع صورها، يتمجد مردخاي بمذلة هامان حيث كان ينادي قدامه في ساحة المدينة "هكذا يُصنع للرجل الذي يسر الملك بأن يكرمه" (6: 11)، ويعد هامان الخشبة لنفسه. كان تأجيل الطلب على ما يبدو باعلان إلهي إن لم يكن بصورة ملموسة فبعمل الله في قلبها وعلى لسانها كما طلبت هي أن يعطيها كلام حكمة... وخلال هذا التأجيل أسرع الله بتمجيد مردخاي بعد أن نزع الله النوم من عيني الملك (ص 6) وأسرع هامان إلى إشعال النار لحرق نفسه. أما لماذا طلبت هامان أن يحضر مع الملك، وكانت هذه هي المرة الأولى التي فيها سألته أن يأكل هامان معهما، كما يظهر من فرح هامان نفسه وقوله لعائلته وأحبائه: "حتى أن أستير الملكة لم تُدخل مع الملك إلى الوليمة التي عملتها إلاَّ إياي، وأنا غدًا مدعو إليها مع الملك" [12]، فربما لأنها إذ أرادت أن تشتكيه للملك لم تقبل أن تفعل ذلك من ورائه، بل مواجهة معه. لقد أرادت أن تضرب بحجر عصفورين: ترضي الملك بمجئ هامان المحبوب جدًا لديه، وفي نفس الوقت تشتكي هامان أمام الملك في حضرته. على أي الأحوال إن كانت هذه الوليمة هي وليمة الصليب التى تقيمها الكنيسة عند الجلجثة إنما لتدعو الملك فيفرح بثمر كنيسته المتألمة القائمة من الأموات، ويحضر هامان ليُحكم عليه بالصليب ويفقد كل سطوته. وكما يقول القديس جيروم: [إنه على الصليب إرتفع المسيح مصلوبًا حسب الجسد، لكنه صلب إبليس وحطّم سلطانه. 3. هامان يعد الصليب: "خرج هامان في ذلك اليوم فرحًا وطيب القلب" [9]، إذ حسب هذا المتكبر الذي لا يفكر إلاَّ في نفسه أن الملكة ترغب في تكريمه لمصاحبته للملك في الوليمة، ولم يعلم أنها دعته لدينونته، شأنه شأن المعجبين بأنفسهم المخادعين لذواتهم، وكما قيل لأدوم: "أنت محتقر جدًا، تكبر قلبك قد خدعك" (عو 2: 3). خرج فرحًا وطيب القلب، لكن فرحه لم يدم إلاَّ لحظات فعند الباب قبل خروجه من القصر رأى مردخاي لا يسجد له فامتلأ غيظًا... وهكذا جمع هامان أهل بيته وأحباءه ليعلن لهم غناه وكرامته، قائلاً: "وكل هذا لا يساوي عندي شيئًا كلما أرى مردخاي اليهودي جالسًا في باب الملك" [13]. إنه لا يطيق أن يرى مرخاي جالسًا في باب الملك حتى لو دُعى هو إلى وليمة الملك. هذا هو فكر إبليس نحو أولاد الله إذ لا يطيقك أحدًا منهم يجلس في باب ملك الملوك، حاسبًا هذا خسارة له. لنتأمل شخص مردخاي الذي قدم أصوامًا وتذللاً وصرخ بمرارة في وسط المدينة، لنجده يعود إلى القصر بعد فترة التذلل، ولا ينحني بالسجود لهامان، فهو لا يقبل أن يسترضي إنسانًا على حساب الحق ولا يُقدم لإنسان ما يليق بالله وحده. وإذ كان هامان قد فقد سلامه أشارت عليه زوجته وكل أحبائه أن يعملوا خشبة إرتفاعها خمسين ذراعًا لكي يطلب في الصباح صلب مردخاي قبل دخوله إلى الوليمة، وعمل هامان الخشبة. صنع هامان الخشبة كما أعد إبليس الصليب خلال أعوانه، وإذ ظن هامان أنه يصلب مردخاي صُلب هو عليها، وهكذا إذ حسب إبليس أنه يتخلص من السيد المسيح بالصليب إذا بإبليس نفسه يُصلب خفية فاقدًا سلطانه على مؤمني الرب (كو 2: 14-15). لقد صنع صليبًا إرتفاعه 50 ذراعًا حتى يستطيع أن ينعم برؤية مردخاي مصلوبًا وهو في القصر من بعيد فيشفي غليله. لكن رقم 50 يحمل معنى رمزيًا، فهو يُشير إلى الحرية، إذ في اليوبيل (السنة الخمسين) ينعم اليهود على العبيد بالعتق كما تتحرر الأرض وترد إلى أصحابها[31]... وبالصليب تحررت البشرية المؤمنة من هامان الحقيقي. ففي الصليب ترى مسيحها يفتح ذراعيه لكي يضم العالم كله – من اليهود والأمم – ليعتقهم من أسر إبليس وينطلق بهم إلى حضن أبيه. |
||||
30 - 09 - 2012, 08:31 AM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير سفر استير كتابيا "للقمص تادرس يعقوب ملطى"
أستير 5 - تفسير سفر أستير أستير تدعو الملك للوليمة إذ صامت أستير مع جواريها ومردخاي وكل يهود شوشن في تذلل أمام الله وبدموع إنطلقت أستير إلى الملك متكئة على صدر إلهها لكي تدعو الملك وهامان إلى وليمة خاصة... هي في الحقيقة وليمة الصليب التي خلالها خلص شعب الله وهلك هامان (إبليس). 1. أستير تقابل الملك [1-2]. 2. دعوة الملك وهامان للوليمة [3-8]. 3. هامان يعد الصليب [9-14]. 1. أستير تقابل الملك: "وفي اليوم الثالث لبست أستير ثيابًا ملكية ووقفت في دار بيت الملك الداخلية مقابل بيت الملك، والملك جالس على كرسي ملكه في بيت الملك مقابل مدخل البيت" [1]. أعدت أستير نفسها لهذا اللقاء بالصوم والتذلل مع الصلاة وجاءت تلتقي مع الملك في اليوم الثالث لتدعوه مع هامان إلى وليمة تعدها لهما. لقد رأي كثير من الآباء أن رقم "3" يُشير إلى القيامة[28]، فإن كانت وليمة أستير تُشير إلى وليمة الصليب التي أعدها الرب ليخلص شعبه ويصلب إبليس وكل أعماله الشريرة، فإنها إنطلقت إلى هذه الوليمة بروح القيامة. بمعنى آخر إن كانت هذه الوليمة تُشير إلى الصليب، فإن ما أصاب هامان من هلاك إنما هو بصليب الرب القائم من الأموات. على الصليب هلك هامان الحقيقي أي إبليس لأن المرتفع على الصليب هو "القيامة" بعينه (يو 11: 25). إنطلقت أستير إلى الملك كما إلى الصليب خلال قوة قيامة الرب، لذلك خلعت المسوح ولبست الثياب الملكية، إذ آمنت بالله الذي يُقيم المسكين من المزبلة. يقدم لنا تتمة أستير صورة رائعة تفصيلية عن لقاء أستير مع الملك (ص 15)، فيذكر أنها إذ خلعت ثياب حدادها ولبست ملابس مجدها استدعت مدبر الكل ومخلص الجميع الله [5]. وكأنها تعلن أنها من أجله خلعت المسوح ولأجله لبست المجد، وانها لن تنطق للعمل بدونه. إستدعته ليكون مرافقًا لها، لا بل ليكون في قلبها ويتكلم على لسانها، بل تكون هي مختفية فيه حتى يطلق سهامه في قلب الملك ليحوله من القسوة إلى الحب. لقد استدعت الله مخلص الجميع إذ عرفت "قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يميله" (أم 21: 1). إنطلقت أستير معها جاريتان، تستند على واحد كأنها لم تستطيع أن تقف لتنعمها وترفهها والأخرى تتبعها ترفع أذيالها... وكانت مشرقة اللون في ريعان جمالها ووجهها أنيس ومحبوب جدًا. دخلت كل الأبواب بابًا بابًا ثم وقفت قبالة الملك حيث كان جالسًا على عرشه بلباس المُلك مزينًا بالذهب والجواهر ومنظره رهيب فرفع عينيه وأظهر غضب قلبه باشتعال عينيه فسقطت الملكة واستحال لون وجهها إلى صفرة واتكأت رأسها على الجارية استرخاءً، فحوّل الله روح الملك إلى الحلم فأسرع ونهض عن العرش مشفقًا وضمها بذراعيه حتى ثابت إلى نفسها وكان يلاطفها بهذا الكلام: "مالك يا أستير أنا أخوك لا تخافي إنكِ لا تموتين إنما الشريعة ليست عليكِ ولكن على العامة، هلمى والمسي الصولجان". وإذ لم تزل ساكنة أخذ صولجان الذهب وجعله على عنقها وقلبها، وقال: "لماذا لا تُكلمينني؟!" فأجابت وقالت: "إنيّ رأيتك يا سيدي كأنك ملاك الله فاضطرب قلبي هيبة من مجدك، لأنك عجيب جدًا يا سيدي ووجهك مملوء نعمة". وفيما هي تتكلم سقطت ثانية وكاد يغشى عليها، فاضطرب الملك وكان جميع أعوانه يلاطفونها. إنه لقاء عجيب يكشف عن لقاء الكنيسة الحية المختفية في المسيح يسوع القائم من الأموات مع الآب لتنعم بحبه وأحضانه الأبدية. أقول ما أحوجنا أن ننطلق مع أستير في اليوم الثالث، حاملين في دخلنا قوة قيامة الرب التي تنزع حدادنا وتهبنا أمجادًا داخلية وثيابًا ملوكية تليق بلقائنا مع الرب السماوي. لننطلق معها ويكون معنًا أيضًا جاريتان نتكئ على الواحدة وتحمل الأخرى أذيالنا؛ كما حمل كلمة الله الناسوت كجارية له فظهر في صورة الضعف وهو ملك الملوك، لكن بقى الناسوت – الجارية الأخرى – من وراء يخضع لعمله الإلهي في إنسجام... هكذا مع الفارق لنتكئ على الجسد كجارية يخضع لنفوسنا في الرب، وليكن الجسد وراءنا يسير على خطوات الروح ويخدمها ولا يكون متسلطًا عليها يحركها بشهواته وملذاته الزمنية. لنسير مع أستير التي بدت كخائرة، وكأنها تسقط تحت الصليب مع مسيحها، تشرب معه كأس آلامه وتشاركه شبه موته لتحمل قوة قيامته. لنكن كأستير، تختفي في الله مخلصنا، فتدخل من باب إلى باب حتى تبلغ حضرة الملك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هكذا يدخل بنا كلمة الله من قوة إلى قوة (مز 84: 7)، وينطلق بنا من مجد إلى مجد (2 كو 3: 18)، فتنفتح أمامنا الأبواب الدهرية من أجله (مز 24: 7). أخيرًا إذ دخلت إلى الملك لاطفها: "يا أستير أنا أخوكِ لا تخافي، إنك لا تموتين إنما الشريعة ليست عليك ولكن على العامة". ألسنا نسمع ذات الكلمات حين ندخل حضن الآب فنجد الإبن أخًا بكرًا لنا، يشفع فينا لننعم بشركة أمجاده فلا نخاف الدينونة لأننا لا نموت. وكما يقول الرسول بولس في جرأة: "من سيشتكي على مختاري الله؟! الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين؟! المسيح هو الذي مات بل بالحرى قام أيضًا الذي هو أيضًا عن يمين الله الذي أيضًا يشفع فينا" (رو 8: 32-34). لقد ضم الملك أستير بين ذراعيه ووضع صولجان الذهب على عنقها، هكذا يضمنا الآب في حضنه ويقيمنا كملكة بالصليب (صولجان الذهب) الذي قبلناه حاملينه مع الرب على عنقنا. أما قولها أنها رأته كملاك الله فاضطرب قلبها من هيبة مجده فيحمل رمزًا للكنيسة التي تعاين أسرار الله وتنظر وجهه وتدخل في هيام حب أبدي لا ينقطع، وتبقى كل أبديتها تتأمله بحب ممتزج مهابة! الآن نردد ما قاله القديس أُغسطينوس: [ألم يحقق الله لها ما سألته (14: 13) إذ عمل في قلب الملك... سمع لها فغيّر قلبه بقوة خفية فعالة حتى قبل أن يسمع توسلاتها[29]]. 2. دعوة الملك وهامان للوليمة: يقول المؤرخ هيرودت[30] أن ملوك مادي كانوا يرفضون دخول أحد إلى حجرة العرش ما لم يُستدع، لابراز مهابتهم وخشيتهم، وفي نفس الوقت حماية لأنفسهم من أي أغتيال. أما أستير فلم تدخل فقط إلى حيث العرش إنما دخلت إلى قلب الملك الذي ضمها بين ذراعية وأخذ يلاطفها ويسألها: "مالك يا أستير الملكة؟ وما هي طلبتك؟ إلى نصف الملكة تعطى لك! [3]. لم يكن يتوقع الملك إجابة أستير: "إن سؤلي وطلبتي، إن وجدت نعمة في عيني الملك وإذا حسن عند الملك أن يُعطي سؤلي وتقضي طلبتي أن يأتي الملك وهامان إلى الوليمة التي أعملها لهما وغدًا أفعل حسب أمر الملك" [7-8]. لا نعرف لماذا أجلت أستير طلبتها في وقت وعدها فيه الملك أن يهبها حتى إلى نصف المملكة، هل شعرت بشيء من الخوف فأرادت أن تستجمع شجاعتها بالصلاة طوال اليوم، أو لعلها بحكمتها لم ترد أن تتعجل الطلب حتى لا يشعر الملك أنها قد ضغطت عليه واستغلت حبه لها؟! إنما نعرف تفسيرًا أهم كان يجب أن تؤجل الحديث إلى غد حتى يمتلئ كأس شر هامان ويصنع الصليب لمردخاي [14] حتى يُصلب هو عليه. يدّ الله قد دفعتها للتأجيل حتى تتحقق خطة الله الخلاصية في أروع صورها، يتمجد مردخاي بمذلة هامان حيث كان ينادي قدامه في ساحة المدينة "هكذا يُصنع للرجل الذي يسر الملك بأن يكرمه" (6: 11)، ويعد هامان الخشبة لنفسه. كان تأجيل الطلب على ما يبدو باعلان إلهي إن لم يكن بصورة ملموسة فبعمل الله في قلبها وعلى لسانها كما طلبت هي أن يعطيها كلام حكمة... وخلال هذا التأجيل أسرع الله بتمجيد مردخاي بعد أن نزع الله النوم من عيني الملك (ص 6) وأسرع هامان إلى إشعال النار لحرق نفسه. أما لماذا طلبت هامان أن يحضر مع الملك، وكانت هذه هي المرة الأولى التي فيها سألته أن يأكل هامان معهما، كما يظهر من فرح هامان نفسه وقوله لعائلته وأحبائه: "حتى أن أستير الملكة لم تُدخل مع الملك إلى الوليمة التي عملتها إلاَّ إياي، وأنا غدًا مدعو إليها مع الملك" [12]، فربما لأنها إذ أرادت أن تشتكيه للملك لم تقبل أن تفعل ذلك من ورائه، بل مواجهة معه. لقد أرادت أن تضرب بحجر عصفورين: ترضي الملك بمجئ هامان المحبوب جدًا لديه، وفي نفس الوقت تشتكي هامان أمام الملك في حضرته. على أي الأحوال إن كانت هذه الوليمة هي وليمة الصليب التى تقيمها الكنيسة عند الجلجثة إنما لتدعو الملك فيفرح بثمر كنيسته المتألمة القائمة من الأموات، ويحضر هامان ليُحكم عليه بالصليب ويفقد كل سطوته. وكما يقول القديس جيروم: [إنه على الصليب إرتفع المسيح مصلوبًا حسب الجسد، لكنه صلب إبليس وحطّم سلطانه. 3. هامان يعد الصليب: "خرج هامان في ذلك اليوم فرحًا وطيب القلب" [9]، إذ حسب هذا المتكبر الذي لا يفكر إلاَّ في نفسه أن الملكة ترغب في تكريمه لمصاحبته للملك في الوليمة، ولم يعلم أنها دعته لدينونته، شأنه شأن المعجبين بأنفسهم المخادعين لذواتهم، وكما قيل لأدوم: "أنت محتقر جدًا، تكبر قلبك قد خدعك" (عو 2: 3). خرج فرحًا وطيب القلب، لكن فرحه لم يدم إلاَّ لحظات فعند الباب قبل خروجه من القصر رأى مردخاي لا يسجد له فامتلأ غيظًا... وهكذا جمع هامان أهل بيته وأحباءه ليعلن لهم غناه وكرامته، قائلاً: "وكل هذا لا يساوي عندي شيئًا كلما أرى مردخاي اليهودي جالسًا في باب الملك" [13]. إنه لا يطيق أن يرى مرخاي جالسًا في باب الملك حتى لو دُعى هو إلى وليمة الملك. هذا هو فكر إبليس نحو أولاد الله إذ لا يطيقك أحدًا منهم يجلس في باب ملك الملوك، حاسبًا هذا خسارة له. لنتأمل شخص مردخاي الذي قدم أصوامًا وتذللاً وصرخ بمرارة في وسط المدينة، لنجده يعود إلى القصر بعد فترة التذلل، ولا ينحني بالسجود لهامان، فهو لا يقبل أن يسترضي إنسانًا على حساب الحق ولا يُقدم لإنسان ما يليق بالله وحده. وإذ كان هامان قد فقد سلامه أشارت عليه زوجته وكل أحبائه أن يعملوا خشبة إرتفاعها خمسين ذراعًا لكي يطلب في الصباح صلب مردخاي قبل دخوله إلى الوليمة، وعمل هامان الخشبة. صنع هامان الخشبة كما أعد إبليس الصليب خلال أعوانه، وإذ ظن هامان أنه يصلب مردخاي صُلب هو عليها، وهكذا إذ حسب إبليس أنه يتخلص من السيد المسيح بالصليب إذا بإبليس نفسه يُصلب خفية فاقدًا سلطانه على مؤمني الرب (كو 2: 14-15). لقد صنع صليبًا إرتفاعه 50 ذراعًا حتى يستطيع أن ينعم برؤية مردخاي مصلوبًا وهو في القصر من بعيد فيشفي غليله. لكن رقم 50 يحمل معنى رمزيًا، فهو يُشير إلى الحرية، إذ في اليوبيل (السنة الخمسين) ينعم اليهود على العبيد بالعتق كما تتحرر الأرض وترد إلى أصحابها[31]... وبالصليب تحررت البشرية المؤمنة من هامان الحقيقي. ففي الصليب ترى مسيحها يفتح ذراعيه لكي يضم العالم كله – من اليهود والأمم – ليعتقهم من أسر إبليس وينطلق بهم إلى حضن أبيه. |
||||
30 - 09 - 2012, 08:31 AM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير سفر استير كتابيا "للقمص تادرس يعقوب ملطى"
الكتاب المقدس - العهد القديم
سفر أستير الأصحاح السادس 1 في تلك الليلة طار نوم الملك، فأمر بأن يؤتى بسفر تذكار أخبار الأيام فقرئت أمام الملك 2 فوجد مكتوبا ما أخبر به مردخاي عن بغثانا وترش خصيي الملك حارسي الباب، اللذين طلبا أن يمدا أيديهما إلى الملك أحشويروش 3 فقال الملك: أية كرامة وعظمة عملت لمردخاي لأجل هذا ؟. فقال غلمان الملك الذين يخدمونه: لم يعمل معه شيء 4 فقال الملك: من في الدار ؟. وكان هامان قد دخل دار بيت الملك الخارجية لكي يقول للملك أن يصلب مردخاي على الخشبة التي أعدها له 5 فقال غلمان الملك له : هوذا هامان واقف في الدار. فقال الملك: ليدخل 6 ولما دخل هامان قال له الملك: ماذا يعمل لرجل يسر الملك بأن يكرمه ؟. فقال هامان في قلبه: من يسر الملك بأن يكرمه أكثر مني 7 فقال هامان للملك: إن الرجل الذي يسر الملك بأن يكرمه 8 يأتون باللباس السلطاني الذي يلبسه الملك، وبالفرس الذي يركبه الملك، وبتاج الملك الذي يوضع على رأسه 9 ويدفع اللباس والفرس لرجل من رؤساء الملك الأشراف، ويلبسون الرجل الذي سر الملك بأن يكرمه ويركبونه على الفرس في ساحة المدينة، وينادون قدامه: هكذا يصنع للرجل الذي يسر الملك بأن يكرمه 10 فقال الملك لهامان: أسرع وخذ اللباس والفرس كما تكلمت، وافعل هكذا لمردخاي اليهودي الجالس في باب الملك. لا يسقط شيء من جميع ما قلته 11 فأخذ هامان اللباس والفرس وألبس مردخاي وأركبه في ساحة المدينة، ونادى قدامه: هكذا يصنع للرجل الذي يسر الملك بأن يكرمه 12 ورجع مردخاي إلى باب الملك. وأما هامان فأسرع إلى بيته نائحا ومغطى الرأس 13 وقص هامان على زرش زوجته وجميع أحبائه كل ما أصابه. فقال له حكماؤه وزرش زوجته: إذا كان مردخاي الذي ابتدأت تسقط قدامه من نسل اليهود، فلا تقدر عليه ، بل تسقط قدامه سقوطا 14 وفيما هم يكلمونه وصل خصيان الملك وأسرعوا للإتيان بهامان إلى الوليمة التي عملتها أستير |
||||
30 - 09 - 2012, 08:31 AM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير سفر استير كتابيا "للقمص تادرس يعقوب ملطى"
أستير 6 - تفسير سفر أستير
الله يمجد مردخاي في أمانة وبحب صادق تذلل مردخاي أمام الله وحث أستير على العمل بطريقة روحية، إذ عاد إلى عمله في القصر لم يتراجع عن سلوكه الروحي التقوي إذ لم يسجد لهامان. قضى هامان الليلة كلها يعد الصليب ليتشفي في مردخاي، لكن الله نزع النوم أيضًا عن عيني الملك حتى يتمجد مردخاي ويبطل عمل هامان. 1. الملك يذكر أعمال مردخاي [1-3]. 2. الملك يستشير هامان [4-9]. 3. هامان يسقط أمام مردخاي [10-11]. 4. إنهيار هامان [12-14]. 1. الملك يذكر أعمال مردخاي: "وفي تلك الليلة طار نوم الملك فأمر أن يؤتي بسفر تذكار أخبار الأيام فقرئت أمام الملك، فوجد مكتوبًا ما أخبر به مردخاي عن بغثانا وترش خصيي الملك حارسي الباب اللذين طلبا أن يمدا أيديهما إلى الملك أحشويروش. فقال الملك: أية كرامة وعظمة عملت لمردخاي لأجل هذا؟ فقال غلمان الملك الذين يخدمونه: لم يعمل معه شيء" [1-3]. إنه لتوقيت عجيب، فبينما كانت أستير تعد الوليمة ولم يكن سهلاً عليها أن تهاجم هامان المحبوب لدى الملك، وكان هامان يسهر الليلة كلها يعد لمردخاي صليبًا ضخمًا، كان الله يستخدم كل الأحداث معًا لتحقيق خطته الخلاصية في أروع صورة. فما لم يستطع مردخاي وأستير عمله قام به الرب نفسه إذ نزع النوم عن عينيه حتى يحثه على مكافأة مردخاي من أجل أمانته في العمل وإنقاذ حياته. هنا يليق بنا أن نقف قليلاً فنرى صلوات مردخاي تُستجاب في الوقت المناسب وحين أقول صلواته لا أقصد مجرد الكلمات الخارجية من فمه، وإنما حياته كلها. فكل عمل روحي وكل أمانة وكل تقديس يحول حياتنا إلى صلوات مقبولة لدى الله. فما فعله مردخاي منذ سنوات حين خدم الملك بأمانة وانقذه من المؤامرة الرديئة إنما كان صلاة لله نفسه الذي يقبل كل عمل روحي وأمانة كرائحة بخور طيبة. بهذا نفهم قول المرتل: "أما أنا فصلاة" (مز 109: 4)، مدركين أن كل عضو في جسدنا وكل عاطفة وأحساس إنما يكون بتقديسه وجهاده في الرب أشبه بلسان عملي يفتح أبواب السماء ليدخل بنا إلى حضرة الله. فالبار صلاته تقتدر كثيرًا في فعلها (يع 5: 16)، لأن ما ينطق به لسانه من طلبات يخرج متناسقًا مع ما تعلنه حياته كلها بكونها صلاة. وعلى العكس صلاة الأشرار مكرهة أمام الرب، لأنه ينطق بشيء بينما تنطق حياته بشيء آخر فيكون نشاذًا لا يستريح له الرب. إستجاب الرب لصلوات مردخاي التي قدمها بحياته العملية كما بلسانه، فبينما كان هامان يحكم خطته ليهوى بمردخاي حتى التراب، إذا بالله "يقيم المسكين من التراب، يرفع الفقير من المزبلة للجلوس مع الشرفاء، ويملكهم كرسي المجد، لأن للرب أعمدة الأرض" (1 صم 2: 8). طار النوم من عيني الملك، وإذ تذكر أعمال مردخاي وسأل عن مكافأته حسب ما ناله كلا شيء ولم يستريح في قلبه حتى يرد له الحب بالحب. لقد أدرك أنه انقذ حياته، فأية مكافأة تليق أمام هذا العمل؟! حقًا إن كان هذا هو إحساس ملك عُرف بالوحشية فماذا يليق بنا أن نرد الله مقابل محبته إذ خلصنا من خطايانا المهلكة، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إن كان مردخاي هذا عندما تذكر الملك خدماته صارت نافعة له وبسببها إرتفع إلى مجد عظيم هكذا، فكم بالحرى يليق بنا أن نكون شاكرين لله ونقدم له بفيض كل ما لنا عندما نذكر غفرانه لخطايانا التي ارتكبناها ضده وما قدمه لنا من صلاح؟![32]]. 2. الملك يستشير هامان: جاء هامان في الصباح المبكر بعد ليلة ربما قضاها كلها مع النجارين في عمل الصليب، وإذ أراد مقابلة الملك ليستأذنه في صلب مردخاي حتى ينعم بالسلام الداخلي قبل تمتعه بوليمة أستير، وجد الملك نفسه يطلبه ليستشيره، قائلاً له: "ماذا يُعمل لرجل يُسر الملك أن يكرمه؟ فقال هامان في قلبه: من يُسر الملك بأن يكرمه أكثر منيّ؟!" [6]. وفي كبرياء قلبه ظن أنه ليس من إنسان يحبه الملك مثله، فبالغ في التكريم جدًا، ولم يدرك أنه "قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم 16: 18)، وأنه "تأتي الكبرياء فيأتي الهوان، ومع المتواضعين حكمة" (أم 11: 2). وكما يقول الأب مار إسحق السرياني: [المجد الزمني يشبه صخرة مختفية في البحر، لا يعرفها البحار قبل أن تصطدم بها سفينة ويتمزق قاعها وتمتلئ ماءً[33]]. بالغ في التكريم فطلب أن يلبس المحبوب من الملك الثوب الملوكي ويركب فرس الملك وتتوج رأس الفرس بتاج كعادة الأشوريين والفارسيين، وأن يُنادي أمامه في ساحة المدينة: هكذا يُصنع بالرجل الذي يُسر الملك بأن يكرمه. لقد حمل هامان روح إبليس الذي كرمه الله – قبل السقوط – فكان كاروبًا مع أعلى الطغمات السمائية، وفي كبرياء أراد أن يختلس ما لله لحساب نفسه[34]، هكذا أراد هامان أن يختلس ثوب الملك وفرسه وكرامته! 3. هامان يسقط أمام مردخاي: سقطت كلمات الملك على أُذني هامان كصاعقة حين قال له: "أفعل هكذا لمردخاي اليهودي الجالس في بيت الملك، لا يسقط شيء من جميع ما قلته" [10]. فإن كان هامان لا يطيق مردخاي بسبب جنسيته وانتسابه لله، فها هو الملك يمجده ويكرمه ملقبًا إياه "اليهودي"، ولعله عرف ذلك خلال مناقشته بخصوص مكافأته. يا للعجب تذلل مردخاي فرفعه الملك إلى كرامة فائقة، وتكبر قلب هامان فهوى إلى تحت قدميه. من أجل تذلل مردخاي فارتفع لكي ينقذ حياتهم ويحول يوم هلاكهم القاتم إلى عيد الفوريم المفرح، وأما هامان فبتشجيع أحبائه تكبر فسقط وهلك مع بنيه وكل عائلته. ماذا نرى في مردخاي الممجد إلاَّ عمل المسيح الممجد الذي رفعنا معه إلى مجده بعد أن تذلل من أجلنا وصرخ بسببنا على الصليب صرخة مرّة. لبس مردخاي الثوب الملكي أما السيد المسيح فأعطانا ذاته لكي نلبسه (غل 3: 27) فنختفي فيه. ركب مردخاي فرسًا ملوكيًا أما السيد المسيح فوهبنا نعمته الإلهية لتحملنا من مجد إلى مجد وتنطلق بنا إلى حضن أبيه. نال مردخاي تاج الملك أما السيد المسيح فوهبنا فيه شركة الطبيعة الإلهية وجعلنا ورثة الله ووارثون مع المسيح (رو 8: 27)، فيه صرنا موضع سرور الآب، وكان يُنادي أمامنا: "هكذا يفعل بالرجل الذي يُسر الملك بأن يكرمه". بقدر ما تمجد مردخاي هوى هامان أمامه حتى صار تحت قدميه، وكما يقول الأب أفراهات: [وطأ مردخاي عنق هامان مضطهده، وداس يسوع على أعدائه بقدميه[35]]. 4. إنهيار هامان: "ورجع مردخاي إلى باب الملك، وأما هامان فأسرع إلى بيته نائحًا ومغطي الرأس" [12]. إذ كُرم مردخاي في ساحة المدينة ونال مجدًا لم يكن يتوقعه أحد عاد إلى بيت الملك مرفوع الرأس، أما هامان الذي كان يسجد له الكل فخجل ورجع إلى بيته نائحًا ومغطي الرأس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). وكانت تغطيه الرأس بالنسبة للرجل علامة الحزن الشديد والعار، فعندما هرب داود من أمام إبنه أبشالوم "كان يصعد باكيًا، ورأسه مغطى، ويمشي حافيًا، وجميع الشعب الذي معه غطوا كل واحد رأسه" (2 صم 15: 30). وعندما خزى أشراف يهوذا بسبب القحط الشديد ورجوعهم من الأجباب بأوان فارغة غطوا رؤوسهم (إر 14: 3). على كلٍ عاد مردخاي إلى بيت الملك كأنه بيته الخاص به، إذ أعلن الملك أنه المحبوب لديه، وعاد هامان إلى بيته مملوءًا عارًا وخريًا. وكأن مردخاي يُشير إلى النفس الممجدة في الرب الغالبة بالروح القدس فإنها تنطلق إلى السموات "بيت الملك" كما لو كانت بيتها ومسكنها الخاص، أما النفس الشريرة الساقطة كهامان فلا ترجع إلى الحياة الفردوسية إنما تسرع إلى بيتها، أي إلى (الأنا)، فتحيا متقوقعة حول ذاتها، مملوءة حزنًا وخزيًا. تعيش بغطاء الرأس، فتضع برقعًا على عقلها كي لا ينطلق ليرى الإلهيات ويعاين السموات ويسبح في الأبديات. عاد هامان إلى بيته ليلتقي مع زرش زوجته وحكمائه (السحرة) ليعلنوا له سقوطه، فيحطموا نفسه بالأكثر، إذ قالوا له: "إذا كان مردخاي الذي إبتدأت تسقط قدامه من نسل اليهود فلا تقدر عليه بل تسقط قدامه سقوطًا..." [13]. لعلهم تنبأوا له بما سيحل به، أو لعلهم أدركوا أن ما كانوا يحلمون به طوال الليل قد إنقلب راسًا على عقب وهذا لن يكون محض صدفة إنما تحقق بيد خفية قوية. هنا شعروا أن ما حدث اليوم إنما هو بداية انهيار لهامان وسقوط حتى النهاية، لذا لم يستطيعوا أن يقدموا له كلمة تشجيع أو رجاء. يبدو أن هذه الكلمات حطمته حتى صار متراخيًا في الذهاب إلى وليمة أستير، إذ قيل: "وفيما هم يكلمونه وصل خصيان الملك وأسرعوا للإتيان بهامان إلى الوليمة التي عملتها أستير" [14]. خرج هامان إلى الوليمة بروح مغايرة لما كان عليه حين تلقى الدعوة بالأمس، إذ صار كغنمة تُساق إلى الذبح. حقًا "مخيف هو الوقوع في يد الله الحيّ" (عب 10: 31)، وكما يقول المرتل: "تورطت الأمم في الحفرة التي عملوها، في الشبكة التي أخفوها انتشبت أرجلهم؛ معروف هو الرب، قضاءً أمضى، الشرير يعلق بعمل يديه" (مز 9: 15-16). |
||||
30 - 09 - 2012, 08:32 AM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير سفر استير كتابيا "للقمص تادرس يعقوب ملطى"
سفر أستير
الأصحاح السابع 1 فجاء الملك وهامان ليشربا عند أستير الملكة 2 فقال الملك لأستير في اليوم الثاني أيضا عند شرب الخمر: ما هو سؤلك يا أستير الملكة فيعطى لك ؟ وما هي طلبتك ؟ ولو إلى نصف المملكة تقضى 3 فأجابت أستير الملكة وقالت: إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك أيها الملك، وإذا حسن عند الملك، فلتعط لي نفسي بسؤلي، وشعبي بطلبتي 4 لأننا قد بعنا أنا وشعبي للهلاك والقتل والإبادة. ولو بعنا عبيدا وإماء لكنت سكت، مع أن العدو لا يعوض عن خسارة الملك 5 فتكلم الملك أحشويروش وقال لأستير الملكة: من هو ؟ وأين هو هذا الذي يتجاسر بقلبه على أن يعمل هكذا 6 فقالت أستير: هو رجل خصم وعدو، هذا هامان الرديء. فارتاع هامان أمام الملك والملكة 7 فقام الملك بغيظه عن شرب الخمر إلى جنة القصر. ووقف هامان ليتوسل عن نفسه إلى أستير الملكة، لأنه رأى أن الشر قد أعد عليه من قبل الملك 8 ولما رجع الملك من جنة القصر إلى بيت شرب الخمر، وهامان متواقع على السرير الذي كانت أستير عليه، قال الملك: هل أيضا يكبس الملكة معي في البيت ؟. ولما خرجت الكلمة من فم الملك غطوا وجه هامان 9 فقال حربونا، واحد من الخصيان الذين بين يدي الملك: هوذا الخشبة أيضا التي عملها هامان لمردخاي الذي تكلم بالخير نحو الملك قائمة في بيت هامان، ارتفاعها خمسون ذراعا. فقال الملك: اصلبوه عليها 10 فصلبوا هامان على الخشبة التي أعدها لمردخاي. ثم سكن غضب الملك |
||||
30 - 09 - 2012, 08:32 AM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير سفر استير كتابيا "للقمص تادرس يعقوب ملطى"
أستير 7 - تفسير سفر أستير نهَاية هَامَان في وليمة أستير نرى صورة حية لوليمة الصليب التي فيها تنعم أستير الحقيقية (الكنيسة) بالخلاص من الهلاك والقتل والابادة [4]، وفيها ينكشف هامان الحقيقي (إبليس) فيسقط تحت قدميها في مذلة ويُغطي وجهه ويُسحب إلى الصليب حيث يفقد سلطانه بل وحياته. 1. الملك وهامان يشربان [1]. 2. رضى الملك عن أستير [2-4]. 3. كشف هامان الرديء [5-6]. 4. مذلة هامان أمام أستير [7-8]. 5. صلب هامان [9-10]. 1. الملك وهامان يشربان: "فجاء الملك وهامان ليشربان عند أستير الملكة" [1]. ما هي هذه الوليمة التي قدمتها أستير ليشرب فيها الملك وهامان إلاَّ وليمة الصليب التي تقدمها الكنيسة للملك، أي لله، الذي يُسر بذبيحة المخلص ويشتمها رائحة سرور؛ لذلك يُصلي الكاهن: "هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا، فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة"[36]. إن كان الملك بفرح شرب في وليمة الصليب واشتم رائحة حب إبنه الحبيب فقد شرب هامان في ذات الوليمة كأس غضب الله عليه وعلى أعماله الشريرة. الوليمة التي أبهجت قلب الله بكنيسته حطمت إبليس وكشفت خداعاته ونزعت سلطانه. 2. رضى الملك على أستير: إذ دخل الملك إلى الوليمة وشرب من محبة أستير له، قال لها: "ما هو سؤلك يا أستير الملكة فيعطى لك؟ وما هي طلبتك؟ ولو إلى نصف المملكة تُقضى" [2]. إنه يناديها باسمها، ويسألها أن تطلب ولو إلى نصف مملكته، إذ حسبها له، شريكه معه في مجده. وفي نفس الوقت يدعوها "الملكة" ليذكرها بمركزها الملوكي فمن حقها أن تطلب بدالة وجرأة لتنال قلب الملك ومجده أيضًا. إنها مشاعر الله وكلماته لكل نفس، يُناديها بإسمها كعروسه الخاص به وحده، ويدعوها ملكة حتى تدخل إلى عرش نعمته بثقة (عب 4: 16)، ويسألها أن تفرح قلبه بسؤالها إياه أن تأخذ ولو إلى نصف مملكته. لهذا يحث السيد تلاميذه: "إلى الآن لم تطلبوا شيئًا بإسمي، أطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً" (يو 16: 24). الله يشتاق أن تسأله كل نفس لتنال، فإنه يود أن يهبها حتى ذاته ويجعلها وارثة تنعم بشركة أمجاده. أمام هذا الحب الإلهي الفائق ماذا تطلب الكنيسة أو النفس البشرية كعضوة في الكنيسة؟ إنها كأستير لا تطلب مالاً ولا كرامة ولا بركة أرضية، إنما طلبت من أجل خلاص نفسها وخلاص إخوتها، إذ قالت: "إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك أيها الملك وإذا حسن عند الملك فلتعط ليّ نفسي بسؤلي وشعبي بطلبتي، لأننا قد بعنا أنا وشعبي للهلاك والقتل والابادة، ولو بعنا عبيدًا أو إماء لكنت سكت مع أن العدو لا يعوض عن خسارة الملك" [3-5]. ماذا تطلب أستير وقد تعرضت حياتها وحياة شعبها للهلاك والقتل والإبادة؟! هنا تبرز أستير كأم حقيقية تحتضن بالحب كل إخوتها، تعمل وتطلب من أجل خلاص الجميع. لم تقف في سلبية أمام إخوتها، وإنما تذللت وصلت وجاهدت حتى النهاية من أجل خلاصهم. فالحياة الإيمانية تنطق بالإنسان خارج الأنا ليعيش بفم مفتوح وقلب متسع للجميع (2 كو 6: 11). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هذا ما أعلنه الرسول حين قال: "فمنا مفتوح إليكم أيها الكورنثيون، قلبنا متسع... لذلك أقول كما لأولادي كونوا أنتم أيضًا متسعون" (2 كو 6: 11، 13). وبنفس الروح يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليس شيء يجعل الإنسان مثل المسيح كاهتمامه بقريبه[37]]، [لا أقدر أن أصدق خلاص إنسان لا يعمل من أجل خلاص أخيه[38]]، [ليس شيء تافهًا مثل مسيحي لا يهتم بخلاص الآخرين... كل أحد يقدر أن يعين أخاه حتى ولو بالإرادة الصالحة إن لم يكن له في قدرته أن يفعل شيئًا... إن قلت أنك مسيحي ولا تقدر أن تفعل شيئًا للآخرين يكون في قولك هذا تناقضًا، وذلك كالقول أن الشمس لا تقدر أن تهب ضوءًا[39]]. 3. كشف هامان الرديء: إذ سأل الملك عن العدو الذي باع أستير وشعبها للهلاك والقتل والابادة، قالت: "هو رجل خصم وعدو هذا هامان الردي، فإرتاع أمام الملك والملكة" [6]. إن كان عمل وليمة الصليب الأول هو خلاص أستير (الكنيسة) وشعبها، فهذا لن يتحقق إلاَّ بفضيحة هامان الردي وفقدانه كل سلطان ليقف مرتاعًا أمام الله والكنيسة المقدسة. وكما يقول القديس بولس: "إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جبارًا ظافرًا بهم فيّه (في الصليب)" (كو 2: 15). يتحدث القديس يوحنا الذهبي الفم عن الصليب، قائلاً: [به لم تعد الشياطين مرعبة بل تافهة ومزدرى بها. به لم يعد الموت موتًا بل رقادًا، فقد إنطرح الذي يُحاربنا تحت أقدامنا[40]]. 4. مذلة هامان أمام أستير: إن كان الصليب قد فضح الشيطان وكسر شوكته وأفسد الموت الذي جلبه على الإنسان، وصار منطرحًا تحت قدمي المخلص، فقد دخل في مذلة أمام الإنسان الذي يملك بدونه. هذا المفهوم إنكشف في سقوط هامان عند قدمي أستير الجالسة على السرير كعادة الشرق قديمًا في الولائم... وإذ كان الملك قد خرج إلى جنة القصر ربما ليفكر ماذا يعمل، عاد ليجد هامان هكذا في مذلة يتوسل وهو متواقع على السرير فقال: "هل أيضًا يكبس الملكة معي في البيت؟!" [8]. إنه لم يشك في شيء إذ يعرف مرارة نفس هامان في تلك اللحظة، لكن كلماته هذه إنما جاءت لتعبر عن ثورته الداخلية... كانت مؤشرًا للواقفين عن غضب الملك ووضع نهاية لحياة هامان. ما قاله الملك: "هل أيضًا يكبس الملكة معي في البيت؟!" إنما تعلن عن نظرة الله إلى هامان الحقيقي أي إبليس الذي يدخل إلى قلب المؤمن ليغتصب النفس من يد الله وحضنه، وكأنه بهامان الذي يود أن يسحب أستير من حضن الملك ويغتصبها! الله إله غيور، لا يطيق أن يدخل العدو إلى بيته، ويغتصب عروسه من بين يديه! 5. صلب هامان: إذ أعلن غضبه على هامان، "غطوا وجه هامان. فقال حربونا واحد من الخصيان الذين بين يدي الملك: هوذا الخشبة أيضًا التي عملها هامان لمردخاي الذي تكلم بالخير نحو الملك قائمة في بيت هامان ارتفاعها خمسون ذراعًا، فقال الملك: أصلبوه عليها" [8-10]. هكذا بعدل صُلب هامان على ذات الخشبة التي عدها ظلمًا لمردخاي، وكما قيل: "الصديق ينجو من الضيق، ويأتي الشرير مكانه" (أم 11: 8)، "الشرير فدية الصديق ومكان المستقيمين الغادر" (أم 21: 18)، "الشرير يعلق بعمل يديه؛ في الشبكة التي أخفوها انتشبت أرجلهم" (مز 9: 15-16). "كما فعلت يفعل بك، عملك يرتد على رأسك" (عو 15)، "بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم" (مت 7: 2). لقد تهلل الشيطان بالصليب وأثار أعوانه لتحقيقه، ولم يدرك أن ما يفعله إنما يرتد عليه. وكما يقول القديس جيروم: [على الصليب خزى الشيطان وكل جيشه، بالتأكيد صلب المسيح جسديًا وإذا به يصلب الشياطين على الصليب[41]]. |
||||
30 - 09 - 2012, 08:32 AM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير سفر استير كتابيا "للقمص تادرس يعقوب ملطى"
الكتاب المقدس - العهد القديم
سفر أستير الأصحاح الثامن 1 في ذلك اليوم أعطى الملك أحشويروش لأستير الملكة بيت هامان عدو اليهود. وأتى مردخاي إلى أمام الملك لأن أستير أخبرته بما هو لها 2 ونزع الملك خاتمه الذي أخذه من هامان وأعطاه لمردخاي. وأقامت أستير مردخاي على بيت هامان 3 ثم عادت أستير وتكلمت أمام الملك وسقطت عند رجليه وبكت وتضرعت إليه أن يزيل شر هامان الأجاجي وتدبيره الذي دبره على اليهود 4 فمد الملك لأستير قضيب الذهب، فقامت أستير ووقفت أمام الملك 5 وقالت: إذا حسن عند الملك، وإن كنت قد وجدت نعمة أمامه، واستقام الأمر أمام الملك وحسنت أنا لديه، فليكتب لكي ترد كتابات تدبير هامان بن همداثا الأجاجي التي كتبها لإبادة اليهود الذين في كل بلاد الملك 6 لأنني كيف أستطيع أن أرى الشر الذي يصيب شعبي ؟ وكيف أستطيع أن أرى هلاك جنسي 7 فقال الملك أحشويروش لأستير الملكة ومردخاي اليهودي: هوذا قد أعطيت بيت هامان لأستير، أما هو فقد صلبوه على الخشبة من أجل أنه مد يده إلى اليهود 8 فاكتبا أنتما إلى اليهود ما يحسن في أعينكما باسم الملك، واختماه بخاتم الملك، لأن الكتابة التي تكتب باسم الملك وتختم بخاتمه لا ترد 9 فدعي كتاب الملك في ذلك الوقت في الشهر الثالث، أي شهر سيوان، في الثالث والعشرين منه، وكتب حسب كل ما أمر به مردخاي إلى اليهود وإلى المرازبة والولاة ورؤساء البلدان التي من الهند إلى كوش، مئة وسبع وعشرين كورة، إلى كل كورة بكتابتها وكل شعب بلسانه، وإلى اليهود بكتابتهم ولسانهم 10 فكتب باسم الملك أحشويروش وختم بخاتم الملك، وأرسل رسائل بأيدي بريد الخيل ركاب الجياد والبغال بني الرمك 11 التي بها أعطى الملك اليهود في مدينة فمدينة أن يجتمعوا ويقفوا لأجل أنفسهم، ويهلكوا ويقتلوا ويبيدوا قوة كل شعب وكورة تضادهم حتى الأطفال والنساء، وأن يسلبوا غنيمتهم 12 في يوم واحد في كل كور الملك أحشويروش، في الثالث عشر من الشهر الثاني عشر، أي شهر أذار 13 صورة الكتابة المعطاة سنة في كل البلدان، أشهرت على جميع الشعوب أن يكون اليهود مستعدين لهذا اليوم لينتقموا من أعدائهم 14 فخرج البريد ركاب الجياد والبغال وأمر الملك يحثهم ويعجلهم، وأعطي الأمر في شوشن القصر 15 وخرج مردخاي من أمام الملك بلباس ملكي أسمانجوني وأبيض، وتاج عظيم من ذهب، وحلة من بز وأرجوان. وكانت مدينة شوشن متهللة وفرحة 16 وكان لليهود نور وفرح وبهجة وكرامة 17 وفي كل بلاد ومدينة ، كل مكان وصل إليه كلام الملك وأمره، كان فرح وبهجة عند اليهود وولائم ويوم طيب. وكثيرون من شعوب الأرض تهودوا لأن رعب اليهود وقع عليهم |
||||
30 - 09 - 2012, 08:32 AM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير سفر استير كتابيا "للقمص تادرس يعقوب ملطى"
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم
أستير 8 - تفسير سفر أستير وليمة الفوريمُ ص 8-10 v مقدمة في عيد الفوريم v الإستعداد للعيد [ص 8]. v إقامة العيد [ص 9]. v عظمة مردخاي [ص 10]. << مقدمة في عيد الفوريم كلمة "فوريم" هي جمع "فور" وتعني (قرعة). وقد اُقيم عيد الفوريم تذكارًا لعمل الله الفائق مع شعبه، إذ انقذه من المذبحة العامة التي أعدها هامان ضد اليهود في الإمبراطورية الفارسية بعد أن ألقى السحرة (الحكماء) القرعة وحددوا لهامان اليوم المناسب لتنفيذ المذبحة وهو اليوم الثالث عشر من الشهر الثاني عشر أي آذار (فبراير - مارس). إذ خلص الله شعبه على يد مردخاي وأستير تحول يوم المذبحة إلى يوم لهلاك أعدائهم، وعوض الخزي تمتعوا بالمجد، فعيد اليهود بهذا العيد في يومي الرابع عشر والخامس عشر من هذا الشهر. وكان هذا العيد يمارس في أيام المكابيين في القرن الثاني ق.م بإسم "يوم مردخاي" (2 مك 15: 37). وذكر يوسيفوس المؤرخ أنه في أيامه كان اليهود يحفظون هذا العيد في العالم كله[42]. ويتلخص طقس هذا العيد في الآتي[43]: 1. يصوم اليهود في اليوم الثالث عشر من شهر آزار، فإن كان سبتًا يبدأون بيوم 11 من الشهر. 2. في المساء حيث يبدأ اليوم الجديد حسب الطقس اليهودي، يجتمع اليهود في مجامعهم في العالم، وبعد تقديم الصلاة المسائية يقرأون سفر أستير. عند ذكرهم إسم هامان أثناء قراءة السفر، يصرخ كل المصلين، قائلين: "ليُمح إسمه"، أو "سيُبيد إسم الشرير"! كانت أسماء أبناء هامان تتلى بسرعة في نفس واحد إشارة إلى صلبهم معًا. 3. يعود الشعب إلى المجمع في اليوم التالي لإتمام فرائض العيد الدينية ثم يصرفون النهار بابتهاج وفرح أمام الرب، وكان الأغنياء يقدمون عطايا للفقراء. الإستعداد للعيد تحوّلت المذبحة العامة لليهود إلى عيد مفرح يمتد في حياتهم إلى أجيال وقد هيأ الله لهذا العيد الأحداث التي تمت بعد وليمة أستير، جميعها تكشف عن مفهوم العيد الحقيقي للفوريم. 1. أستير وبيت هامان [1]. 2. مردخاي وخاتم الملك [2]. 3. امتثال أستير أمام الملك [3-4]. 4. إصدار المرسوم الملكي الجديد [5-14]. 5. مردخاي الممجد وشعبه [15-17]. 1. أستير وبيت هامان: "في ذلك اليوم أعطى الملك أحشويروش لأستير الملكة بيت هامان عدو اليهود" [1]. لقد طلب هامان من أعوانه أن يلقوا قرعة ليحددوا يومًا يرث فيه هامان كل ما لليهود بعد أن يقتلهم، فإذا بهامان يُسلم للموت ويعطى الملك بيته في يدي أستير اليهودية. إن كان هامان الحقيقي، إبليس، قد وضع في قلبه أن يغتصب قلب الإنسان ويرثه بعد أن يحطمه ويهلكه، فخلال وليمة الصليب استولى الإنسان على مركز الشيطان قبل السقوط، وصار كمن قد دخل إلى الطغمات السماوية كواحد منها. ويرى بعض الآباء أن الطغمات السماوية سبع بجانب الشاروبيم والسيرافيم، وقد صار الإنسان أشبه بالطغمة العاشرة عوض إبليس الذي كان كوكب الصبح القائم في حضرة الله. سقط العدو إلى الهاوية ليقوم الإنسان ويرتفع إلى السماء ويملك عوض العدو الساقط! إن كان الشيطان قد أقام نفسه رئيسًا لهذا العالم باغراءات الخطية (يو 12: 31)، مغتصبًا بيت الإنسان الذي وهبه لنا الله لنسكن فيه بسلطان، فخلال وليمة الصليب لم يسترد الإنسان بيته فحسب إنما إرتفع بالرب إلى الفردوس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). في هذا يحدث القديس غريغوريوس النيسي طالبي العماد، قائلاً: [إنكم خارج الفردوس أيها الموعوظون. إنكم تشاركون آدم أباكم الأول في نفيه. والآن يُفتح الباب وتعودون من حيث خرجتم[44]]. إن كان عيد الفوريم هو عيد إبطال قرعة هامان لإبادة المؤمنين، ليعلن الرب أنهم نصيبه، وارثو بيت العدو الساقط، ومتمتعون بالدخول إلى السماء عينها. 2. مردخاي وخاتم الملك: "ونزع الملك خاتمه الذي أخذه من هامان وأعطاه لمردخاي" [2]. عندما عاد الإبن الضال إلى أبيه قال الأب: "إجعلوا خاتمًا في يده" (لو 15: 22)، علامة البنوة الحقة وتأكيد لسلطانه البنوي. هكذا يتمتع المؤمن – مردخاي – بخاتم الملك كقول الإنجيلي: "كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون بإسمه، الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يو 1: 13). هذا هو الخاتم الملكي "السلطان البنوي" الذي نناله بالروح القدس في مياه المعمودية. لهذا تحدث آباء كثيرون عن المعمودية كختم للنفس، مثل القديس أكليمندس الروماني[45]، وهرماس[46]، والعلامة ترتليان[47]، والقديس يوحنا الذهبي الفم[48]. يقول القديس أغسطينوس عن هذا الختم: [تمسك بما نلته فإنه لن يتغير، إنه وسم ملكي[49]]. بهذا الختم ندخل في ملكية الله كقول الأب ثيؤدور المصيصي: [العلامة التي تتسمون بها الآن إنما هي علامة أنكم قد صرتم قطيع المسيح[50]]. بهذا الختم أيضًا ندخل في الجندية الروحية، وكما يقول القديس كيرلس الأورشليمي: [يأتي كل واحد منكم ويقدم نفسه أمام الله في حضرة جيوش الملائكة غير المحصية، فيضع الروح القدس علامة على نفوسكم. بهذا تُسجل أنفسكم في جيش الملك العظيم[51]]. بهذا الختم إذ ننعم بسلطان البنوة فنحيا في ملكية الله كأولاد له، ونعيش مجاهدين روحيًا كجنود له ننعم بالعيد الأبدي، إذ نرث المجد الذي لا يفنى. وكما يقول الرسول: "الروح نفسه أيضًا يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله، فإن كنا أولادًا فإننا ورثة الله، ووارثون مع المسيح" (رو 8: 16-17). 3. إمتثال أستير أمام الملك: إن كان مردخاي قد نال ختم الملك علامة التمتع بالعيد الأبدي، فإن أستير تمتعت بالإمتثال أمام الملك، هذا الإمتثال في حضرته هو "العيد" الحق، حيث تنعم الكنيسة بمعية الله، وسكناه في داخلها، ودخولها إلى حضنه. يقول الكتاب: "ثم عادت أستير وتكلمت أمام الملك وسقطت عند رجليه وبكت وتضرعت إلى أن يزيل شر هامان الأجاجي وتدبيره الذي دبره على اليهود، فمد الملك لأستير قضيب الذهب، فقامت أستير ووقفت أمام الملك" [3-4]. العيد الحقيقي هو لقاء مع الرب أو وقوف قدامه، إنه قيام بعد سقوط كقول الكتاب عن أستير: "سقطت عند رجليه... فمد الملك لأستير قضيب الذهب فقامت...". بمعنى آخر العيد هو دخول إلى خبرة القيامة خلال الصليب (القضيب الذهبي). ليتنا ننطلق مع أستير إلى الملك وفي إنسحاق نعلن سقوطنا عند رجليه لنبكي معها ونتضرع من أجل مرارة تدابير إبليس ضدنا، ليمد الرب يده خلال صليبه السماوي واهب الحياة، فنقوم ونوجد معه أبديًا. 4. إصدار المرسوم الملكي الجديد: بهامان صدر المرسوم الأول الذي فيه كان الحكم بالموت والآن بمردخاي وأستير، خلال وليمة أستير أي وليمة الصليب، تمزق المرسوم الأول (كو 2: 15) وصدر لحسابنا مرسومًا جديدًا فيه تعلن بنوتنا لله وهلاك أعدائنا (إبليس وجنوده). ما أجمل كلملت أستير (الكنيسة) للملك وهي تشفع في شعبها: "لأنني كيف أستطيع أن أرى الشر الذي يصيب شعبي؟ وكيف أستطيع أن أرى هلاك جنسي"؟ [6]. هذه هي مشاعر الكنيسة نحو كل نفس، مشاعر الرعاة والرعية وأيضًا فالكل ملتهب بحب خلاص الآخرين. هذه المشاعر قد تجسمت في كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم الذي لا يكف عن الصلاة والعمل من أجل خلاص كل نفس. فمن كلماته: [ليس شيء أحب إليَّ أكثر منكم، لا، ولا حتى النور! إنيّ أود أن أقدم بكل سرور عيني ربوات المرات وأكثر – إن أمكن – من أجل توبة نفوسكم. عزيز عليَّ جدًا خلاصكم، أكثر من النور نفسه!... لأنه ماذا تفيدنيّ أشعة الشمس إن أظلم الحزن عيني بسببكم؟!... أي رجاء يكون ليّ إن كنتم لا تتقدمون؟! وعلى العكس أي يأس يقدر أن يدخل إليَّ مادمتم نامين؟! فإننيّ إذ أسمع عنكم أخبارًا مفرحة أبدو كمن قد صار ليّ أجنحة... تمحوا فرحي! هذا هو كل ثقل صلواتي، إنيّ مشتاق إلى نموكم... إنيّ أحبكم، حتى أذوب فيكم، وتكونون ليّ كل شيء، إبي وأمي وإخوتي وأولادي[52]]. خلال هذا الحب الذي قدمه مردخاي وأستير صدر المرسوم الملكي الجديد، ورد نصه في تتمة أستير (ص 16)، جاء فيه: أولاً: دينونة هامان كمتكبر: "إن كثيرين يسيئون إتخاذ المجد الممنوح لهم فيتكبرون" [2]. ففي المنشور السابق كان أحشويروش يحسب هامان أبًا له، والآن يدينه كمتكبر. هكذا إذ نسقط في الخطية نحسب العدو أبًا، لكن بعد وليمة الصليب إنفضحت حقيقته كخليقة متكبرة أساءت عطية الله لها. ثانيًا: حسب الملك أن ما أصاب الشعب أصابه هو شخصيًا [3-12] وأن هامان أراد خداع العظماء والرؤساء الذين أقامهم الملك. هكذا بالصليب يحسب الرب كل مقاومة إبليس لنا وكل خداع إنما يوجهه إلى مملكته وتمس الله نفسه بكوننا له. ثالثًا: دعا الشعب: "هم بنو الله العلي العظيم الحيّ إلى الأبد، الذي بإحسانه سلم المُلك إلى آبائنا وإلينا وما برح محفوظًا إلى اليوم" [16]. هكذا خلال الأحداث لمس الملك الوثني يد الله، فصارت التجربة سرّ بركة، حتى ترك الكثيرون الوثنية وآمنوا بالله الحيّ. فإن كان اليهود قد خلصوا من الإبادة حسب الجسد، فإن الكثيرين من الوثنيين خلصوا من موت العبادة الوثنية. 5. مردخاي الممجد: "وخرج مردخاي من أمام الملك بلباس ملكي اسمانجوني وأبيض وتاج عظيم من ذهب وحلة من بزّ وأرجوان وكانت مدينة شوشن متهللة وفرحة" [15]. لم يكن ممكنًا لمدينة شوشن أن ينزع عنها ثياب الحداد وتدخل إلى حياة التهليل والفرح ما لم يتمجد مردخاي أولاً أمام الملك ويرتدي الباس الملوكي والتاج الذهبي والحلة التي من البزّ والأرجوان. هكذا ما كان يمكن للكنيسة أن تتمتع بالتهليل السماوي والفرح الروحي ما لم يتمجد عريسها المسيح يسوع، فيرتفع إلى أبيه، وكما أنه من أجلنا أخلى ذاته فمن أجلنا أيضًا تمجد لكي يمجدنا معه، فنلبس معه الثوب الملكي الاسمانجوني وأبيض، أي الثوب السماوي (الاسمانجوني) النقي (أبيض). بالمسيح يسوع نصير ملوكًا (رؤ 1: 6) نلبس الطبيعة السماوية المملوءة نقاوة. به أيضًا نتمتع بالتاج السماوي (الذهبي)، ونلبس حلة البر (البزّ) الملوكية (الأرجوان لباس الملوك). إذ تمجد مردخاي "كان لليهود نور وفرح وبهجة وكرامة... كثيرون من شعوب الأرض تهودوا لأن رعب اليهود وقع عليهم" [16-17]. هكذا إذ تمجد السيد المسيح بالمجد الذي له من الأزل، تتمتع الكنيسة بالنور أي الإستنارة، وبهجة الروح، والكرامة الداخلية... هنا إذ تتمجد الكنيسة بالمسيح الممجد نذكر الحلم الذي رآه مردخاي في تتمة أستير وتفسيره (تكملة ص 10، ص 11). فقد رأى مردخاي كأن أصواتًا وضوضاء ورعودًا وزلازل في الأرض، وإذا بتنينين عظيمين متهيئان للإقتتال، وقد تهيجت الأمم وصرخ الأبرار إلى الله وإذا ينبوع صغير تكاثر فصار نهرًا عظيمًا وفاض بمياه كثيرة ثم إنقلب فصار نورًا وشمسًا. ما هذه الأصوات إلاَّ أصوات الناموس ورموز العهد القديم التي سبقت مجيء الكلمة لتعلن الحرب الروحية القائمة لا بين هامان ومردخاي (التنينين العظيمين) وإنما بين الشيطان والسيد المسيح، وهذا الينبوع الصغير الذي هو أستير فصار عظيمًا على الشعب وصار نورًا وشمسًا إنما يُشير إلى الكنيسة التي إنطلقت خلال السيد المسيح الذي بتجسده إتضع فصار كينبوع صغير حتى يفيض علينا بروحه القدوس ويشرق فينا ببهاء لاهوته بكونه نور العالم وشمس البر. لقد حمل الحلم تفسيرًا لأحداث الخلاص في أيام أستير، وحمل تفسيرًا رمزيًا لأحداث الخلاص الحقيقي الذي تحقق بالسيد المسيح نفسه. |
||||
30 - 09 - 2012, 08:33 AM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير سفر استير كتابيا "للقمص تادرس يعقوب ملطى"
سفر أستير
الأصحاح التاسع 1 وفي الشهر الثاني عشر، أي شهر أذار، في اليوم الثالث عشر منه، حين قرب كلام الملك وأمره من الإجراء، في اليوم الذي انتظر فيه أعداء اليهود أن يتسلطوا عليهم، فتحول ذلك، حتى إن اليهود تسلطوا على مبغضيهم 2 اجتمع اليهود في مدنهم في كل بلاد الملك أحشويروش ليمدوا أيديهم إلى طالبي أذيتهم، فلم يقف أحد قدامهم لأن رعبهم سقط على جميع الشعوب 3 وكل رؤساء البلدان والمرازبة والولاة وعمال الملك ساعدوا اليهود، لأن رعب مردخاي سقط عليهم 4 لأن مردخاي كان عظيما في بيت الملك، وسار خبره في كل البلدان، لأن الرجل مردخاي كان يتزايد عظمة 5 فضرب اليهود جميع أعدائهم ضربة سيف وقتل وهلاك، وعملوا بمبغضيهم ما أرادوا 6 وقتل اليهود في شوشن القصر وأهلكوا خمس مئة رجل 7 وفرشنداثا ودلفون وأسفاثا 8 وفوراثا وأدليا وأريداثا 9 وفرمشتا وأريساي وأريداي ويزاثا 10 عشرة، بني هامان بن همداثا عدو اليهود، قتلوهم ولكنهم لم يمدوا أيديهم إلى النهب 11 في ذلك اليوم أتي بعدد القتلى في شوشن القصر إلى بين يدي الملك 12 فقال الملك لأستير الملكة في شوشن القصر: قد قتل اليهود وأهلكوا خمس مئة رجل، وبني هامان العشرة، فماذا عملوا في باقي بلدان الملك ؟ فما هو سؤلك فيعطى لك ؟ وما هي طلبتك بعد فتقضى 13 فقالت أستير: إن حسن عند الملك فليعط غدا أيضا لليهود الذين في شوشن أن يعملوا كما في هذا اليوم، ويصلبوا بني هامان العشرة على الخشبة 14 فأمر الملك أن يعملوا هكذا، وأعطي الأمر في شوشن. فصلبوا بني هامان العشرة 15 ثم اجتمع اليهود الذين في شوشن، في اليوم الرابع عشر أيضا من شهر أذار، وقتلوا في شوشن ثلاث مئة رجل، ولكنهم لم يمدوا أيديهم إلى النهب 16 وباقي اليهود الذين في بلدان الملك اجتمعوا ووقفوا لأجل أنفسهم واستراحوا من أعدائهم، وقتلوا من مبغضيهم خمسة وسبعين ألفا، ولكنهم لم يمدوا أيديهم إلى النهب 17 في اليوم الثالث عشر من شهر أذار. واستراحوا في اليوم الرابع عشر منه وجعلوه يوم شرب وفرح 18 واليهود الذين في شوشن اجتمعوا في الثالث عشر والرابع عشر منه، واستراحوا في الخامس عشر وجعلوه يوم شرب وفرح 19 لذلك يهود الأعراء، الساكنون في مدن الأعراء، جعلوا اليوم الرابع عشر من شهر أذار للفرح والشرب، ويوما طيبا ولإرسال أنصبة من كل واحد إلى صاحبه 20 وكتب مردخاي هذه الأمور وأرسل رسائل إلى جميع اليهود الذين في كل بلدان الملك أحشويروش القريبين والبعيدين 21 ليوجب عليهم أن يعيدوا في اليوم الرابع عشر من شهر أذار، واليوم الخامس عشر منه في كل سنة 22 حسب الأيام التي استراح فيها اليهود من أعدائهم، والشهر الذي تحول عندهم من حزن إلى فرح ومن نوح إلى يوم طيب، ليجعلوها أيام شرب وفرح وإرسال أنصبة من كل واحد إلى صاحبه وعطايا للفقراء 23 فقبل اليهود ما ابتدأوا يعملونه وما كتبه مردخاي إليهم 24 ولأن هامان بن همداثا الأجاجي عدو اليهود جميعا تفكر على اليهود ليبيدهم وألقى فورا، أي قرعة، لإفنائهم وإبادتهم 25 وعند دخولها إلى أمام الملك أمر بكتابة أن يرد تدبيره الرديء الذي دبره ضد اليهود على رأسه، وأن يصلبوه هو وبنيه على الخشبة 26 لذلك دعوا تلك الأيام فوريم على اسم الفور. لذلك من أجل جميع كلمات هذه الرسالة وما رأوه من ذلك وما أصابهم 27 أوجب اليهود وقبلوا على أنفسهم وعلى نسلهم وعلى جميع الذين يلتصقون بهم حتى لا يزول، أن يعيدوا هذين اليومين حسب كتابتهما وحسب أوقاتهما كل سنة 28 وأن يذكر هذان اليومان ويحفظا في دور فدور وعشيرة فعشيرة وبلاد فبلاد ومدينة فمدينة. ويوما الفور هذان لا يزولان من وسط اليهود، وذكرهما لا يفنى من نسلهم 29 وكتبت أستير الملكة بنت أبيحائل ومردخاي اليهودي بكل سلطان بإيجاب رسالة الفوريم هذه ثانية 30 وأرسل الكتابات إلى جميع اليهود، إلى كور مملكة أحشويروش المئة والسبع والعشرين بكلام سلام وأمانة 31 لإيجاب يومي الفوريم هذين في أوقاتهما، كما أوجب عليهم مردخاي اليهودي وأستير الملكة، وكما أوجبوا على أنفسهم وعلى نسلهم أمور الأصوام وصراخهم |
||||
|