![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() اغتصابهم الأفود والكاهن: 11 فَارْتَحَلَ مِنْ هُنَاكَ مِنْ عَشِيرَةِ الدَّانِيِّينَ مِنْ صُرْعَةَ وَمِنْ أَشْتَأُولَ سِتُّ مِئَةِ رَجُل مُتَسَلِّحِينَ بِعُدَّةِ الْحَرْبِ. 12 وَصَعِدُوا وَحَلُّوا فِي قَرْيَةِ يَعَارِيمَ فِي يَهُوذَا. لِذلِكَ دَعَوْا ذلِكَ الْمَكَانَ «مَحَلَّةَ دَانٍ» إِلَى هذَا الْيَوْمِ. هُوَذَا هِيَ وَرَاءَ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ. 13 وَعَبَرُوا مِنْ هُنَاكَ إِلَى جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ مِيخَا. 14 فَأَجَابَ الْخَمْسَةُ الرِّجَالِ الَّذِينَ ذَهَبُوا لِتَجَسُّسِ أَرْضِ لاَيِشَ وَقَالُوا لإِخْوَتِهِمْ: «أَتَعْلَمُونَ أَنَّ فِي هذِهِ الْبُيُوتِ أَفُودًا وَتَرَافِيمَ وَتِمْثَالًا مَنْحُوتًا وَتِمْثَالًا مَسْبُوكًا. فَالآنَ اعْلَمُوا مَا تَفْعَلُونَ». 15 فَمَالُوا إِلَى هُنَاكَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ الْغُلاَمِ اللاَّوِيِّ، بَيْتِ مِيخَا، وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ. 16 وَالسِّتُّ مِئَةِ الرَّجُلِ الْمُتَسَلِّحُونَ بِعُدَّتِهِمْ لِلْحَرْبِ وَاقِفُونَ عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ، هؤُلاَءِ مِنْ بَنِي دَانٍ. 17 فَصَعِدَ الْخَمْسَةُ الرِّجَالِ الَّذِينَ ذَهَبُوا لِتَجَسُّسِ الأَرْضِ وَدَخَلُوا إِلَى هُنَاكَ، وَأَخَذُوا التِّمْثَالَ الْمَنْحُوتَ وَالأَفُودَ وَالتَّرَافِيمَ وَالتِّمْثَالَ الْمَسْبُوكَ، وَالْكَاهِنُ وَاقِفٌ عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ مَعَ السِّتِّ مِئَةِ الرَّجُلِ الْمُتَسَلِّحِينَ بِعُدَّةِ الْحَرْبِ. 18 وَهؤُلاَءِ دَخَلُوا بَيْتَ مِيخَا وَأَخَذُوا التِّمْثَالَ الْمَنْحُوتَ وَالأَفُودَ وَالتَّرَافِيمَ وَالتِّمْثَالَ الْمَسْبُوكَ. فَقَالَ لَهُمُ الْكَاهِنُ: «مَاذَا تَفْعَلُونَ؟» 19 فَقَالُوا لَهُ: «اخْرَسْ! ضَعْ يَدَكَ عَلَى فَمِكَ وَاذْهَبْ مَعَنَا وَكُنْ لَنَا أَبًا وَكَاهِنًا. أَهُوَ خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَكُونَ كَاهِنًا لِبَيْتِ رَجُل وَاحِدٍ، أَمْ أَنْ تَكُونَ كَاهِنًا لِسِبْطٍ وَلِعَشِيرَةٍ فِي إِسْرَائِيلَ؟» 20 فَطَابَ قَلْبُ الْكَاهِنِ، وَأَخَذَ الأَفُودَ وَالتَّرَافِيمَ وَالتِّمْثَالَ الْمَنْحُوتَ وَدَخَلَ فِي وَسَطِ الشَّعْبِ. 21 ثُمَّ انْصَرَفُوا وَذَهَبُوا وَوَضَعُوا الأَطْفَالَ وَالْمَاشِيَةَ وَالثَّقَلَ قُدَّامَهُمْ. 22 وَلَمَّا ابْتَعَدُوا عَنْ بَيْتِ مِيخَا اجْتَمَعَ الرِّجَالُ الَّذِينَ فِي الْبُيُوتِ الَّتِي عِنْدَ بَيْتِ مِيخَا وَأَدْرَكُوا بَنِي دَانٍ، 23 وَصَاحُوا إِلَى بَنِي دَانٍ فَالْتَفَتُوا، وَقَالُوا لِمِيخَا: «مَا لَكَ صَرَخْتَ؟» 24 فَقَالَ: «آلِهَتِي الَّتِي عَمِلْتُ قَدْ أَخَذْتُمُوهَا مَعَ الْكَاهِنِ وَذَهَبْتُمْ، فَمَاذَا لِي بَعْدُ؟ وَمَا هذَا تَقُولُونَ لِي: مَا لَكَ؟» 25 فَقَالَ لَهُ بَنُو دَانٍ: «لاَ تُسَمِّعْ صَوْتَكَ بَيْنَنَا لِئَلاَّ يَقَعَ بِكُمْ رِجَالٌ أَنْفُسُهُمْ مُرَّةٌ، فَتَنْزِعَ نَفْسَكَ وَأَنْفُسَ بَيْتِكَ». 26 وَسَارَ بَنُو دَانٍ فِي طَرِيقِهِمْ. وَلَمَّا رَأَى مِيخَا أَنَّهُمْ أَشَدُّ مِنْهُ انْصَرَفَ وَرَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ. انطلق ستمائة رجل حرب من عشيرة الدانيين ومعهم نسائهم وأولادهم وأمتعتهم [21]، وكأنهم منطلقون لا للحرب بل ليملكوا، إذ عادة رجال الحرب أن يخرجوا للحرب حتى يغلبوا وعندئذ إذ يستولون على الأرض يأتون بعائلاتهم، لكن هؤلاء الرجال استهانوا جدًا بسكان لايش وحسبوا امتلاكها أمرًا لا يحتاج إلى مجهود كبير وهو أمر محقق، لذا أخذوا نساءهم وأولادهم وأمتعتهم معهم ليملكوا. إنها صورة حيَّة للجهاد الروحي فينطق الإنسان كرجل حرب (روح قوية) ومعه امرأته (جسده) وأولاده (ثماره الروحية) وكل أمتعته (أي طاقاته)... حتى إذ يستولى على موقع كان قد احتله إبليس يستقر ليملك بروحه وجسده وثماره الروحية وكل إمكانياته المقدسة في الرب. صعدوا وحلوا في "قرية يعاريم" أي (قرية الغابات)، وهي إحدى مدن الجبعونيين الأربع (يش 9: 17) على تخم يهوذا وبنيامين (يش 15: 9-10؛ 18: 14-15) وتدعى "قرية بعل"، من نصيب يهوذا. يُرجح أنها قرية العنب التي تسمى أباغوش تبعد حوالي 9 أميال غربي أورشليم. حلوا بالقرية مدة ليست بقليلة حتى دعيت "محلة دان" [12]، وربما كانت إقامتهم على حدود القرية من ورائهم [12]، أي غربها، إذ اعتاد الكتاب أن يسمي الشرق أمام والغرب "وراء" والشمال "شماله" والجنوب "يمينه". انطلقوا من قرية يعاريم إلى جبل أفرايم حيث جاءوا إلى بيت ميخا، وإذ أخبرهم الجواسيس بوجود أفود وترافيم وتمثال منحوت وآخر مسبوك وكاهن وكأنها مقدسات للرب، أصر الرجال على اغتصابها لنوال بركتها... فاغتصبوها بلا عائق، ولما حاول الكاهن الاعتراض، قالوا له: "اخرس، ضع يدك على فمك واذهب معنا وكن لنا أبًا وكاهنًا. أهو خير لك أن تكون كاهنًا لبيت رجل واحد أم تكون كاهنًا لسبط ولعشيرة في إسرائيل؟!" [19]. صورة مؤلمة لمفاهيم الشعب في ذلك الحين وأيضًا الكاهن إذ طاب قلبه [20] عندما عرف أنه سيكون كاهنًا لجماعة كبيرة عوض تخصصه لبيت واحد. حمل الكاهن الأفود والترافيم والتمثال المنحوت لأنها أشياء خفيفة يمكن حملها أما التمثال المسبوك فتركه لهم لكي يحملونه... ودخل في وسط الشعب ليحتمي بهم من بيت ميخا. لقد وجد ما يشبع مطامعه ومن يحميه من الناس، لكنه لم يجد ما يشبع أعماقه ولا من ينزع منه خزيه! انطلقوا من بيت ميخا وكان الأطفال والماشية والثقل قدامهم [21]. إنهم سلكوا كجسديين، أما الإنسان الروحي فينطلق بروحه متقدمًا الجسد (امرأته) ومواهبه (الأطفال)، إذ يسلك الجسد بالروح القدس خاضعًا لعمل الروح، لا أن يتقدمه الجسد فتحيا الروح خاضعة لشهوات الجسد وملذاته ولا متكبرة بالمواهب (الأطفال). حاول ميخا وأهل بيته أن يستردوا معبوداتهم وكاهنهم حاسبًا أنهم كل رأسماله، إذ قال ميخا: "آلهتي التي عملت قد أخذتموها مع الكاهن وذهبتم، فماذا ليّ بعد؟! وماذا تقولون ليّ: مالك؟!" [24]. فهددوهم بنو دان... عندئذ رجع ميخا إلى بيته إذ رآهم أشد منه. |
![]() |
|