لم يقف الفساد عند الشعب وحدهم إذ أقام الكثيرون ترافيم في بيوتهم كآلهة يقدمون العبادة لله خلالها، فامتزجت العبادة الوثنية بعبادة الله الحيّ، وإنما حتى الكهنة واللاويين نسوا رسالتهم كأُناس نصيبهم الرب وعملهم خدمة الهيكل المقدس نيابة عن الجماعة كلها، وخرجوا يبحثون عن المال، فصاروا في وسط الجماعة يسألون عَمَّن يستأجرهم ليكونوا كهنة خصوصيين لهم. وفي أيام نحميا نجدهم يعملون في الحقول (نح 13: 10). هذه هي الخميرة التي كان يجب أن تحمل في داخلها عمل الله لتخمير العجين كله، قد انهمكت بأمور العالم، وصارت مستأجرة للعمل لا لحساب الله بل لحساب بطونهم. من بين هؤلاء اللاويين. وجد غلام أقام في بيت لحم بيهوذا حتى حُسب من عشيرة يهوذا وهو لاوي متغرب [7]، لم يجد هناك من يستأجره فترك بيت لحم وذهب إلى جبل أفرايم حيث التقى بميخا الذي سأله أن يقيم عنده ليكون اللاوي أبًا له وكاهنًا مقابل عشرة شواقل فضة وحلة ثياب بخلاف قوته اليومي. هكذا حسب ميخا نفسه سعيدًا إذ يقيم اللاوي كاهنًا عوض ابنه الذي كان له كاهنًا [5]. وجد الغلام اللاوي العرض سخيًا بالنسبة للظروف التي كان اللاويون يعيشون فيها فقبله.
فرح ميخا إذ صار لديه الآلهة والأفود والكاهن لاويًا... صورة مؤلمة للفساد الذي دبّ في حياة إسرائيل في ذلك الوقت، كثمرة لالتصاقهم بالوثنيين ومشاركتهم عبادتهم متجاهلين الشريعة الإلهية.