أيُّ راعٍ هذا الذي يعُول رعيته بأعضائه الخاصة ويمزجها به بكل وسيلة، فلا تكون فيما بعد مجهولة المصير خائفة أو مرتعبة٬ بعد أن استُئهلت لهذه القوة التي أعطاها الحمل المذبوح الجالس على العرش٬ والذي أخلى ذاته في الخبز والخمر ليحمل ضعفاتنا وفسادنا ويوحِّدنا به ومعه، صعيدة مقبولة... وهو أيضًا أظهر نفسه بعد قيامته عند كسر الخبز ليفتح العيون ويهب معرفته ويدركنا برحمته كل أيام حياتنا. إنه ينشر مجده باعتباره رأس الزاوية وأساس البناء، فيكون هذا المجد لكل حجر ولكل عضو... ويملأ المجد بيته الذي هو كنيسته المسكن الأعظم والأكمل، حيث نتقدم في بيته بروح ساكبة الطِيب وبروح الأرملة صاحبة الفلسين لنشارك في المجد الذي صار لنا -(نحن بيته)- نائلين خلاصنا ومجدنا بإله معونتنا، ناصرنا فلا نتزعزع أبدًا... وكما حمل إسحق حطب المحرقة كذلك المسيح حمل خشبة الصليب، وكما رجع إسحق حيًا هكذا قام المسيح حيًا من الأموات، ومازال يظهر في أرواحنا – حيًا قائمًا من الموت – يُغرَس في كياننا عندما نتناوله.
ليتنا لا نكون جاحدين لإحساناته ولا وليمة عشائه السري، لأن هذا هو مجده، وهذه هي عجيبة لاهوته، وثمرة اشتراكنا فيها هي اقتناء مجد الابن، فنصبح في يد الآب وبذراعه العالية يملك فينا ونصير شركاءه، هو قوتنا وتسبيحنا وقد صار لنا خلاصًا مقدسًا.