يرى العلامة أوريجينوس أن العلية أو الدور العلوي يشير إلى الارتفاع إلى التفسير الروحي للكتاب المقدس عوض النزول إلى الجب أي إلى التفسير الروح.
v أمر منطقي أن يُضرَب إرميا كما ضُرِبَ بولس وكما ضُرِبَ السيد المسيح. "فضرب فشحور إرميا النبي، وجعله في المقطرة التي في باب بنيامين الأعلى". كانت المقطرة في باب بنيامين وفي الدور الأعلى (العلوي). إن نصيب سبط بنيامين من الميراث كان "أورشليم" حيث يوجد هيكل الرب، ذلك كما هو موضح في تقسيم الميراث الموجود في سفر يشوع. بما أن الهيكل كان في سبط بنيامين، لذلك فإن النبي قد جُعل في المقطرة، أو بحسب الترجمة النص: قد أُلقي في الجب الذي في باب بنيامين. واسم بنيامين معناه "ابن اليمين". وهذا الباب موجود بالقرب من الدور العلوي عند بيت الرب. وبالرغم من وجود دور علوي في بيت الرب، إلا أن فشحور لم يلقِ إرميا إلا في الجب السفلي. أما نحن فإننا نريد أن نأخذ إرميا الآن ونصعده إلى الدور العلوي من بيت الرب؛ هذا الدور العلوي أقصد به المعنى الروحي المرتفع[19]، وذلك كما سأوضح من خلال نصوص عديدة من الكتاب المقدس، تؤكد أن الأبرار يستقبلون الأنبياء في الأدوار العليا. يذكر سفر الملوك أن أرملة صرفة صيدا التي جعلها الرب لإعالة إيليا استضافته عندها في العلية الموجودة في منزلها (1مل17: 19)
كذلك المرأة الشونمية التي كانت تستضيف أليشع النبي كلما مرّ عليها، عملت له علية صغيرة لكي يستريح فيها كلما يجيء [8-10]. وعلى العكس من ذلك فإن أخزيا الخاطئ سقط من الطابق العلوي (2 مل 1: 2). يوصيك يسوع المسيح أنت أيضًا ألا تنزل من السطح، فيقول: "والذي على السطح، فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئًا" (راجع مت 24: 15- 17)
العلامة أوريجينوس