اهتم سفر الملوك الأول بالأكثر بالمملكة الشمالية خاصة الكشف عن القادة الوثنيين وكيف لم تستمر أُسرهم في الحكم بسبب وثنيتهم وفسادهم. واهتم سفر الملوك الثاني بتوضيح أن إصرار القادة على ذلك هدم المملكة حيث سقطت المملكة تحت السبي الأشوري.
لم تتعظ مملكة يهوذا (الجنوب)، بل سلكت ذات طريق أختها إسرائيل (الشمال). وبسبب خيانتها لله وعدم أمانتها، خاصة بالخطايا التي سقط فيها الملك منسى، سمح الله لبابل أن تُحطِّم الهيكل، وتقود شعب يهوذا إلى السبي البابلي.
جاءت الثلاثة آيات الأخيرة من السفر تفتح باب الرجاء لهم حيث أُخرج الملك يهوياكين من السجن: وتمتع بمعاملة رقيقة من ملك بابل الجديد، أويل مرودخ. وكأن الله يدعو الشعب كله بروح الرجاء أن يرجعوا إليه، فيردهم إلى وطنهم ويُعيد بناء هيكله.
كما بدأ سفر الملوك الأول بارتقاء سليمان للعرش عوض أبيه داود، وما ناله من مجدٍ وكرامةٍ وغنى وسلطان، هكذا يبدأ سفر الملوك الثاني بإيليا النبي صاحب السلطان العجيب.
طلب إيليا من السماء أن تنزل نارًا لتحرق قائدي الخمسين المتعجرفين وجنودهما فاستجابت السماء فورًا لطلبته. وينتهي السفر بفقدان المملكتين الشمالية والجنوبية لا لسلطانهما فحسب، بل ولكل كيانهما. هكذا بينما يتمتع المؤمن الحقيقي بسلطان سماوي، يفقد الإنسان المُصمِّم على مقاومة الحق حتى السلطان الطبيعي الزمني.