البئر عميقة
لاَ دَلْوَ لَكَ، وَالْبئرُ عَمِيقَةٌ، فَمِنْ أَيْنَ لَكَ المْاَءُ الْحَيُّ؟ ( يو 4: 11 )
ربما كانت هذه الكلمات هي أصدق ما قالته السامرية أثناء حديثها مع الرب يسوع له كل المجد، وبالطبع هي كانت تقصد بئر يعقوب التي كان الرب جالس عليها أثناء حديثه معها، لكن الروح القدس قصد أن يدوِّنها لنا؛ ليشير إلى الفراغ العميق الذي تعاني منه كل نفس بشرية لم ترتوِ بعد من الماء الحي، ولم تشبع بعد من الخبز النازل من السماء - ربنا الغالي يسوع المسيح - فعطش النفس البشرية عميق جدًا ولا يملؤه إلا الله وحده، هذا العطش هو الذي جعل مارك توين يقول: ”من المهد إلى اللحد لا يعمل الإنسان شيئًا إلا بهدف واحد، وهو أن يحصل على سلام العقل والراحة الروحية“. كما قال عنه فيشر المؤرخ الشهير: ”هناك صرخة في النفس لا تجد لها استجابة في العالم“. إنه الفراغ الذي جعل زكا يطلب أن يرى يسوع ( لوقا 19: 3 ). وهو ذات الفراغ الذي جعل نازفة الدم لما سمعت بيسوع جاءت إليه (مرقس5: 27)، وجعل المرأة الخاطئة تأتي باكية عند قدميه من شدة الاحتياج وعمق الفراغ والعطش.
القارئ العزيز:
كن صادقًا مع نفسك في هذه اللحظات، ربما تشعر بالفراغ يملأ نفسك وأنك تحيا حياة بلا طعم ولا هدف ولا معنى، وربما تكون قد أضعت سنوات من حياتك في البحث عن معنى السعادة وطريق الراحة والسلام ولم تجده، وربما جرَّبت شرورًا كثيرة باحثًا عن لحظات للنشوة والسعادة فاكتشفت أنها تزيدك تعاسة وحزنًا وفراغًا. أشير عليك أن تأتي الآن للمسيح مُعلنًا ومعترفًا أن البئر عميقة وأن الفراغ والعطش يملآن قلبك، طالبًا منه غفرانًا لخطاياك واثقًا أن في صليبه كل الكفاية لك، وفي دمه كل التطهير لخطاياك السالفة، واعلم «أنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت» (رومية10: 9).
سمعت صوته يُذيـ عُ القولَ إعلانا
ماء الحياة إنني أعطيه مجانا
فجئته حالاً وقد شربتُ من مجراهْ
باسم شكري