منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 03 - 2025, 02:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,541

مَنْحه عطية الحياة لا تُعادِل قيادته له إلى القِيَم السليمة




الصوت اللطيف فجَّر دموعًا من قلب شاول الصخري

نقف جميعًا بإجلال أمام موسى النبي وهو يضرب الصخرة في البرية بالعصا، فيتفجَّر ينبوع مياه يروي الشعب. وكما يقول الرسول بولس إن الصخرة كانت تتبعهم، والصخرة هي المسيح (1 كو 10: 4)، الذي بصليبه فجَّر ينابيع مياه النعمة الإلهية واهبة الحياة.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن داود تشبَّه بموسى، أما عصاه فهي مَحَبَّته وحنوّه وكلماته اللطيفة التي ضرب بها قلب شاول الصخري أو المُتَحَجِّر، ففَجَّرَ دموعًا.
يليق بنا ألا ندهش إن رأينا البشر قد تَحَجَّرَتْ قلوبهم، فبروح الحب والتواضع والوداعة مع اللطف في المسيح يسوع تَلِين هذه القلوب، وتُقَدِّم توبة لله بدموعٍ وانسحاق قلبٍ.
v هذا ما فعله داود بكونه بادر بإظهار التكريم، وعندما قُدِّم لهم تكريم، ردَّه بتكريم أعظم، قائلاً: عبدك يا سيدي الملك". انظروا أية منفعة عظيمة اقتناها عندما قال داود ذلك؛ إذ لم يعد شاول يحتمل أن يسمع صوته دون أن يبكي. لقد بكى بمرارة مُعْلِنًا بدموعه استقامة روح داود وقِيَمه السليمة التي غرسها داود. أي شيء أكثر طوباوية من إصلاح النبي عدوَّه في وقتٍ قصيرٍ، رابحًا نفسًا عطشى للدم والقتل، وفجأة نزل به إلى النوح والتنهدات؟
إني أُعجَب به أكثر من موسى عندما أفاض مجاري ماء من صخرة صمَّاء، كما أدهش بالأكثر من داود الذي أفاض مجاري دموع من عينيْن حجريتيْن.
الأولى غلبت الطبيعة، والأخيرة غلبت الإرادة الحُرَّة.
الأولى حَدَثَتْ بضرب الصخرة بعصا، والأخيرة بضرب القلب بكلمته، لا لتُسَبِّب تلفًا، إنما لتهبه نقاوة ووداعة. الأمر الذي أحدثه في الواقع بتقدِّيم شهادة أعظم للطف أكثر من الأول.
إذ استحق داود المديح والإعجاب العظيم، لأنه لم يُلَطِّخْ سيفه بقطع رأس ذاك العدو، إلا أنه إذ قام بتغيير إرادة ذلك الإنسان، وجعله في حالة أفضل وجذبه إلى طرقه الرقيقة، استحق أكاليل أعظم.
إحسانه الأخير أعظم من الإحسان السابق. مَنْحه عطية الحياة لا تُعادِل قيادته له إلى القِيَم السليمة، سحبه من الغيظ واللهث نحو القتل الظالم، ومنعه من ارتكاب جريمة القتل، ساحبًا إيَّاه من الخبل الذي يقود إلى الخطأ الرهيب.
القديس يوحنا الذهبي الفم
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هذه السبعون سنة تُعادِل السبوت التي كسرها اليهود
أشكرك على عطية الحياة
الحياة عطية يمنحها مصدر الحياة
موضوع لضبط الحياة الروحية السليمة: من اي روح أنتما
كيف يجب أن تكون الحياة الزوجية السليمة؟


الساعة الآن 11:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025