![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() للقديس يوحنا الذهبي الفم الاهتمام بالقِيَم الصحيَّة sound values كثيرًا ما يُكَرِّر القدِّيس هذا الاصطلاح: "القِيَم الصحيحة أو المستقيمة أو الصحية sound values". فماذا يعني بها؟ يفتتح القدِّيس عظته الأولى بتقديم مثالٍ عملي في حياتنا. فمتى أُصيب إنسان بمرضٍ جسدي يحتاج إلى العلاج حتى ينتزع جذوره، كما يحتاج إلى من له مهارة طبية عظيمة لاقتلاع هذه الجذور، فكم بالأكثر في حالة المرض الروحي؟ إنه يحسب من لا يتمتَّع بقِيَم صحية لا يتمتع بنفس سليمة وبالتالي فإنه في احتياج إلى علاجٍ في جدّية ومثابرة! v عندما يُصَاب جسم بنوعٍ من الالتهاب الأليم لمدة طويلة ويصعب عليه التخلُّص منه، يحتاج إلى زمنٍ طويل ومجهود عظيم من جانبٍ، ومن الجانب الآخر يحتاج إلى مهارة عظيمة في استخدام علاجات حتى تُنزَع جذوره بطريقة سليمة. يمكنك أن ترى هذا أيضًا بالنسبة للنفس. عندما تريد أن تقتلع هوى النفس الذي تأصَّل عميقًا واستقر فيها، لا يكفي حثها لمدة يوم أو يومين لإصلاحها. القديس يوحنا الذهبي الفم مَسِيحُنا بتجسده صار إنسانًا كاملاً، يطلب تقدِّيس كل كياننا الداخلي والخارجي. فلا يتجاهل إنجيله العقل البشري الذي وهبنا الله إيّاه، بل يُقَدِّسه ويقوده روح الله فيسمو على الدوام. في عظات القدِّيس عن "داود وشاول"، أراد أن يبرز في مقدمة عظته الأولى الفارق بين الشخصيتين، وهو أن الاثنين يحملان ذات الطبيعة البشرية التي تتعرَّض للمرض، لكن داود النبي حريص كل الحرص على سلامة صحته الروحية، يصرخ إلى إلهه الطبيب السماوي القادر على شفاء هذه الطبيعة، وفي الوقت نفسه لا يتوقف عن الاهتمام بخلاص نفسه والجهاد المستمر معتمدًا على نعمة الله. هذا ما يبرزه القديس يوحنا الذهبي الفم في كتاباته، خاصة في هذه العظات الثلاث. داود له أخطاؤه، لكنه حريص على اقتلاعها من جذورها بالعمل الإلهي مع جهاده القانوني، ورغبته في النمو الدائم والتَمَسُّك بالقِيَم الصحية المقدسة. وشاول له أعمال تبدو صالحة، لكنه لا يبالي بنقاوة قلبه ومجد الله فيه، إنما يشغله المظهر الخارجي وشعبيته ومركزه أمام الناس. |
![]() |
|