![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() غضب الله حب وحنو! دُهِشْتُ لعمل الله العجيب؛ فبينما كانت كلمات الفقرات التالية أمامي لأكتب تعليقًا عليها، إذا بأحد الأحباء يتصل بي ليعاتبني لأنني وسط أحاديثي عن تعزيات رب المجد يسوع للكثيرين في أحداث انفجار السيارة المُفَخَّخة ليلة رأس السنة (2011م) أمام كنيسة القديسيْن مار مرقس والبابا بطرس بالإسكندرية والبركات العجيبة التي قدَّمها الله للكنيسة، يلزمنا أن نذكر بأن هذه التجربة دعوة لكل مؤمنٍ ليمارس بحق التوبة، لأن الله يغضب علينا كأولاد لله نتهاون أحيانًا مع الخطية. غضب الله خاصة نحو كنيسته أو أولاده ليس انتقامًا كانتقام البشر، ولا يصدر عن بغضه، فإن الله كلي الحب لكل البشرية، خاصة للملتصقين به. تكشف كلمات القديس مار يعقوب السروجي التالية عن سمو غضب الله وعذوبته. فالله يدعونا أن نحمل صورته، ويدعونا أن نسعى بلا توقُّفٍ كل حياتنا "إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح" (أف 4: 13). يسمح الله بالضيقات لأنها تسندنا بنعمته أن ننضم إلى فئة شبه السمائيين، إن صحَّ لنا القول. v المجد لك، يا ربي، إذ بكل الوسائل والطرق تُرِيد أن تربح كل من يسمع بتمييزٍ (وتعقلٍ). بالبرِّ والنعمة، تَتَقَدَّم كطبيبٍ لكل محتاج إلى الصحة. من هنا يهتم محيي الكل أن يشفي، لأنه قادر أن يحيي كل البشر. معه الغضب وأيضًا له الغفران؛ الغيرة والحنق؛ موجود فيه السلام والحب. في جانبٍ واحدٍ يفيض بالعطاء العظيم لسائليه، وفي الجانب الآخر يمنع قطرة (ماء) عن طالبيه. رحمته تمتزج بالخوف، وأيضًا انتقامه بالحنو العظيم. يُهَدِّد ويُفَّرح؛ مملوء رحمة وكثير الانتقام. في جانبٍ واحدٍ دعا اللص ليدخل الفردوس (لو 23: 43)، وفي الجانب الآخر طرد من عنده صانعي القوات (مت 7: 22). في وقتٍ تَقَبَّل من زانية دموعها (لو 7: 44)؛ وفي وقت آخر منع بنات أورشليم أن يبكين (لو 23: 28). في موضعٍ أعطى دينارًا للفعلة الآخرين (مت 20: 9)؛ وفي موضع آخر أخرج الكهنة من ملكوته (مت 8: 12). لم يعرف هؤلاء الذين أخرجوا الشياطين باسمه (مت 7: 22)؛ وللصٍ قال: اليوم تكون معي في الفردوس (لو 23: 43). دعا واحدًا من العشارين أن يتبعه (مت 9: 9)؛ وآخر زاحم أن يأتي خلفه، ولم يعطه ذلك (مت 8: 19-20). هذا جميعه لأجل حياة البشر؛ بكل وسيلة لا يسمح أن يهلك ولا واحد من بيت الآب. خوَّف الصالحين لئلا يستندوا على الافتخار؛ وشَجَّعَ الأشرار لئلا يسقطوا في قطع الرجاء. بحكمته وَبَّخ أولئك من الكبرياء؛ وبنعمته دعا هؤلاء للتوبة. قال: إن كنت تصنع قوات وتفتخر لست تعرفني؛ ومن كان عشارًا وفيه حب، فليأتِ إليَّ. من يخرج الشياطين وينتفخ هو فاعل إثم؛ وإن كانت زانية تبكي فهي خير منه بكثيرٍ. وضع للمتجاسرين أساس الجحيم؛ وحثَّ المتكاسلين بالفعلة الآخرين. بساعةٍ واحدةٍ شوَّق هؤلاء للتوبة، وأولئك خوَّفهم حين قال: هوذا الأولون يصيرون آخرين، ويكونون في ملكوت السماوات (مت 20: 16). أيها الخاطي، لك رجاء عظيم إن كنتَ تتوب؛ وخوَّف البار وأرعبه لئلا يتراخى. يبدو قاسيًا على الصالحين؛ ويوقظ الغضب على الأبرار. إنه بسيط مع الأشرار، ومملوء تحنُّنًا على الخطاة... هذا الطبيب مملوء حكمة، ومع الكل يصير كالكل، وبمهارةٍ يعطي العونَ لكل أحدٍ. من كان صحيحًا يعطيه طعامًا قويًا، ويُقَدِّم للمرضى كل واحدٍ ما يناسبه. القديس مار يعقوب السروجي |
![]() |
|