![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كيف أصبح أندراوس تلميذًا ليسوع إن قصة رحلة أندراوس لكي يصبح تلميذًا ليسوع هي شهادة جميلة للطرق التي يدعونا بها الله وكيف أننا مدعوون للاستجابة. إنها قصة تتكشف على مراحل، تكشف كل منها شيئًا قويًا عن طبيعة التلمذة وشخصية أندراوس نفسه. كما نتعلم من إنجيل يوحنا، بدأ طريق أندراوس إلى التلمذة عندما كان تابعًا ليوحنا المعمدان. هذه التفاصيل مهمة، لأنها تُظهر لنا أن أندراوس كان بالفعل رجلًا يبحث عن الله، ومنفتحًا على الحق الروحي. كان يوحنا المعمدان، في دوره كرائد للمسيح، قد هيأ قلب أندراوس لمجيء المسيح. جاءت اللحظة المحورية عندما رأى يوحنا المعمدان يسوع، أعلن قائلاً: "انظروا حمل الله!" (يوحنا 1: 36). عند سماع هذا الكلام، تبع أندراوس وتلميذ آخر ليوحنا يسوع على الفور. تتحدث هذه الاستجابة السريعة عن استعداد أندراوس الروحي واستعداده للعمل على الحقيقة التي أدركها. ما يلي هو تفصيل جميل يقدمه لنا إنجيل يوحنا. "فَلَمَّا رَآهُمَا يَسُوعُ يَلْتَفِتُ وَيَسْأَلُ: "مَاذَا تُرِيدَانِ؟ " فأجابوا: "يا معلم أين تقيم؟ فأجابهم يسوع بدعوة قوية: "تعالوا وسوف ترون" (يوحنا 1: 38-39). ثم قضى أندراوس اليوم مع يسوع. يمكننا فقط أن نتخيل المحادثات والتعاليم واللقاء الشخصي مع المسيح الذي اختبره أندراوس خلال تلك الساعات. كان تأثير هذا اللقاء فوريًا وتحويليًا. الشيء التالي الذي نرى أندراوس يفعله بعد ذلك هو العثور على أخيه سمعان بطرس وإعلانه: "لقد وجدنا المسيح" (يوحنا 1: 41). هذا العمل لم يجلب بطرس إلى يسوع فحسب، بل أظهر أيضًا اقتناع أندراوس الفوري ورغبته في مشاركة اكتشافه مع الآخرين. من الناحية النفسية، نرى في أندراوس شخصية تتميز بالانفتاح والفضول والاستعداد لتقبل الحقائق الجديدة. إن استجابته السريعة لاتباع يسوع، وحرصه على قضاء بعض الوقت معه، وتصرفه الفوري لمشاركة اكتشافه، كل ذلك يشير إلى شخص لم يكن يبحث عن الحقيقة فحسب، بل كان مستعدًا للالتزام بها عندما يجدها. من الناحية التاريخية، تقدم لنا هذه الرواية في إنجيل يوحنا سردًا أكثر تفصيلاً وشخصية لدعوة أندراوس مما نجده في الأناجيل المتجانسة. في إنجيل متى ومرقس ولوقا، نرى دعوة أكثر رسمية حيث يجد يسوع أندراوس وبطرس يصطادان السمك ويدعوهما ليكونا "صائدي سمك" (متى ٤: ١٨-٢٠، مرقس ١: ١٦-١٨، لوقا ٥: ١-١١١). هذه الدعوة الرسمية، التي يقبلها أندراوس بسهولة، يمكن اعتبارها تأكيدًا وتعميقًا للقاء الأول الموصوف في يوحنا. |
![]() |
|