23 - 09 - 2012, 06:19 PM | رقم المشاركة : ( 561 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
557 - حين تكون وحدك هل تشعر بالوحدة ، هل تكون وحيدا ً ؟ هل تتضايق ، تتألم وتحزن ؟ تكتئب وتهرب من الوحدة ؟ وتندفع خارجا ً باحثا ً عن آخرين ينقذونك من وحدتك ؟ أم تتمتع بالوحدة ، تتمتع بأن تكون وحدك ، وحدك مع الله ؟ حين تكون وحدك مع الله لا تكون وحيدا ً معزولا ً وحدك . الوحدة مع الله خلوة ٌ واختلاء ٌ وصحبة ورفقة وشركة معه . حينئذ ٍ لا يكون للعالم كله وزنا ً او اهمية . انت والله معا ً . كان موسى وحده وسط البرية وجائه الله في العليقة المشتعلة بالنار ، وتحدث معه وكلفه باعظم مهمة ٍ ، وحقق موسى ما اراده الله . كان يعقوب وحده ، بقي وحده وصارعه انسان حتى طلوع الفجر . في وحدته ِ تقابل مع الله ، وخرج من خلوته ِ اميرا ً منتصرا . كان جدعون وحده وظهر له الله وطلب منه ان يخلّص شعبه . وتأكد جدعون من دعوة الله وحارب وانتصر واصبح جبار بأس . كان كرنيليوس يصلي وحده ، كان وحده مختليا ً بالله . وارسل الله له ملاكه يعلن ان صلواته صعدت امام الله . وكان بطرس على السطح وحده يصلي الى الله بعيدا ً عن الناس ، ورأى رؤيا وسمع صوتا ً وقبل مهمة من الله للذهاب الى الامم . وكان يوحنا الحبيب وحده معزولا ً وحيدا ً في جزيرة بطمس . وكشف الله له رؤياه واعلن له اعلاناته الخالدة العتيدة . ويدعوك المسيح الى ان تدخل مخدعك وتغلق بابك وتصلي ، حينئذ ٍ ترى الله وتسمع الله . في وحدتك في صحبة الله . حين تشعر بهزال روحي ، حين تضعف روحك ، اذهب وحدك الى الله ، اختلي به ، انفصل عن العالم . تنل قوة ً روحية وملئا ً روحيا ً يجدد علاقتك مع الله . حين تضغط الحياة عليك ، حين تشعر بالعجز والضعف والهزيمة . اهرب الى مكان ٍ هادئ ، ابتعد عن كل شيء ، ابق َ وحدك ، وادعو الله ليحضر اليك في خلوتك ، وامتلأ بالقوة والنصرة والفرحة . العيش وسط الزحام يحرمك من ان تكون مع الله . الله لا يظهر كثيرا ً في الزحام . الله لا يتكلم كثيرا ً في الضجيج ، ولو ظهر في الزحام قد لا تراه ، ولو تكلم في الضجيج قد لا تسمعه . اختلي به وحدك ، وحدك معه ، وحدك مع الله ، تره وتسمعه .
|
||||
25 - 09 - 2012, 04:46 PM | رقم المشاركة : ( 562 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
558 - احيانا ً نقف في مفترق الطرق في حيرة ٍ وتردد . أي طريق ٍ نسلك ؟ نتلفت حولنا فنرى طريقا ً رحبا ً متسعا ً معبدا ً يغري بأن نسير فيه ، أو نرى طريقا ً قصيرا ً مختصرا ً خاليا ً من العقبات والعوائق ، طريقا ً سهلا ً . ونجد انظارنا زائغة واقدامنا متحيرة تضرب الارض في توتر ٍ وقلق . ولأننا اولاد الله ، ولأننا نريد ارشاده ُ وتوجيهه ُ ، نصلي ونطلب . نطلب من الله ان يرشدنا ، أن يقودنا ، أن يوجهنا ، ونلح في الطلب ، وهذا حسن لكننا في حيرتنا وترددنا ، في قلقنا وتوترنا نطلب علامة ، نطلب آية ، نطلب خارقة ، نطلب اصبعا ً من نور يشير الى الطريق . نطلب كتابة ً على السحاب ترشدنا وتكلمنا وتعلن لنا ارادة الله . ويقول الله لنا كما قال لداود النبي في مزموره 32 : 8 " أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ. " وهذا ايضا ً حسن . الله يعلّم ويرشد الطريق ، ينصح وعينه ُ علينا . لكنه يقول : " لاَ تَكُونُوا كَفَرَسٍ أَوْ بَغْل بِلاَ فَهْمٍ . بِلِجَامٍ وَزِمَامٍ زِينَتِهِ " ( مزمور 32 : 9 ) الله يريد عقلا ً وفهما ً لا انقيادا ً اعمى واستسلاما ً للجام وزمام . خلق الله الانسان ووضع فيه روحه ليسمع ويفهم وبارادته يسلك . الهنا عقلاني ، يريدنا عقلانيين . طاعة الفرس طاعة ٌ يجذبها لجام ، طاعة الانسان طاعة ارادة وعقل . الله لا يجذبنا لطاعته بلجام ٍ من جلد ٍ وحديد . الله يعلّمنا ، يتعامل مع عقولنا ، يرشدنا الطريق . ينصح ، يوجه . عينه علينا ، يراقب ، يرعى ، يحرس . وضع فينا ارادة ً حرة ويريد ارادتنا ان تبقى حرة . لا تسلم ارادتك لمن يمسك بيده لجاما ً أو زماما ً . قد يغريك العالم او الشيطان بلجام ٍ مذهب او زمام ٍ مزين . لا تقبل الوانا ً أو اشكالا ً تُبهر ولا اجراسا ً معلقة ً تصدح . اللجام لجام ٌ مهما تلون او تشكل او تعلقت به الاجراس . لا تسمح بقيد فقد حررك المسيح ورد لك كرامتك ، ووضع فيك روحه ليتعامل معك ويعلّمك وينصحك ويرشدك الى الطريق التي تسلكها . الطريق التي تسلكها بارادتك الحرة .
|
||||
25 - 09 - 2012, 04:48 PM | رقم المشاركة : ( 563 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
559 - تحدثنا عن الانسان في ابعاده الثلاثة ، الروح والنفس والجسد ، وقلنا ان الله حين يحل في الانسان يحل فيه بالكامل . قبل ان يسقط آدم في الخطية كانت له شركة وعلاقة مع الله . كانت روحه التي وضعها الله فيه تتصل بالله في تناغم وانسجام . فلما سقط آدم تشوهت روحه وتشوشت علاقته بالله ، ونشأ في كل انسان وُلد من آدم جوع ٌ وعطش ٌ روحي . الروح التي تشوهت تشعر بضياعها وبعدها عن الله ، تتمزق جوعا ً وتتشقق عطشا ً الى الله . ويقول المسيح لكل انسان مولود من آدم يمزق داخله ُ جوع ُ ويشقق روحه ُ عطش ، يقول " أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا. " ( يوحنا 6 : 35 ) والروح ، روح الانسان التي فقدت اتصالها بالله منذ خطية آدم وهي في قسوة الجوع والعطش ، حين تسمع هذه الدعوة تتجه الى المسيح وتخلص لأن " كُلَّ مَنْ يَرَى الابْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ " ( يوحنا 6 : 40 ) وكل من يؤمن به لا يهلك بل تكون له الحياة الابدية . والروح الابدي الذي وضعه الله في الانسان حين خلقه يسعى نحو الحياة الابدية . ولا يجد تلك الحياة الابدية الا في المسيح ابن الله الابدي . وحين يحل المسيح الابدي في حياة الانسان يجعل حياته ابدية . فما ان يتجه الروح الى المسيح حتى يعود الى ما كان عليه في بدء الخليقة " لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. " ( رومية 6 : 23 ) ويتغير الروح ، يتجدد ، يُصبح خليقة جديدة ، روحا ً جديدة . هكذا يتعامل الله مع روح الانسان بالولادة الجديدة والحياة الجديدة . وهذه اعظم معجزة ٍ تحدث للانسان ، الميلاد الثاني . يقول بولس الرسول " إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا . " ( 2 كورنثوس 5 : 17 ) الروح الذي تشوه يعود الى طبيعة الله ، صورة الله وشبه الله من جديد . هذه الولادة الجديدة ، الخليقة الجديدة تكون لروحك ، للروح لا للنفس ولا للجسد .. للروح . البعد الروحي فيك . حين تقبل المسيح ربا ً وسيدا ً ومخلصا ً تولد من جديد ويعود روحك خليقة ً جديدة كما خلقه الله منذ القديم .
|
||||
28 - 09 - 2012, 12:23 PM | رقم المشاركة : ( 564 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
560 - النفس ، البعد الثاني في الانسان بعد الروح . هل تتجدد النفس ، تتغير ، تخلص ؟ لا بد ، النفس جزء ٌ في الانسان ولا بد ان الله قادر ان يخلّصها . النفس هي الفكر والعقل والذهن والادراك والارادة . وهي جزء ٌ هام ٌ في الانسان . والحصول على الحياة الابدية والولادة الروحية الجديدة تختلف عن خلاص النفس . بعض المؤمنين الذين حصلوا على الحياة الابدية والولادة الجديدة ما زالت نفوسهم لم تخلص بعد ، فالولادة الجديدة ، الميلاد الثاني هبة ٌ خالصة صالحة من الله . يقول يعقوب الرسول : " كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ . شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ." ( يعقوب 1 : 17 ، 18 ) أما عن النفس فيقول يعقوب الرسول : " لِذلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ، فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ . " فالبعض ، بعض المولودين بالروح ، نفوسهم ليست مخلّصة . ويوصيهم يعقوب الرسول ان يعملوا على خلاص نفوسهم ، ويرسم لهم الطريق في كلمة الله القادرة ان تخلّص النفس . الروح عاد الى طبيعته الاولى بالميلاد الثانية ، لكن النفس ، العقل والعواطف والادراك والارادة لم تخلص . وكلمة الله ، الكتاب المقدس ، تعليم الوحي وارشاده هو الطريق . يكتب بولس الرسول الى تلميذه ِ تيموثاوس ينصحه ويوصيه بذلك ، يقول : " وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ . وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ . كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ الله ِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً ، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ. " ( 2 تيموثاوس 3 : 15 – 17 ) هكذا تخلص النفس ، بالحياة في كلمة الله واقواله ِ وتعاليمه ِ . اعكف على قراءة كلمة الله ، تخلّص نفسك . الميلاد الثاني اعطاك روحا ً جديدا ً وضمن لك الحياة الابدية مع المسيح حين تلتقي به في المجد . اما خلاص النفس ففي كلمة الله المقدسة ، لتكون انسانا ً كاملا ً متأهبا ً لكل عمل ٍ صالح .
|
||||
01 - 10 - 2012, 07:57 PM | رقم المشاركة : ( 565 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
561 - الروح يولد من جديد ويحصل على الحياة الابدية . والنفس تخلص من جديد في كلمة الله المقدسة . والجسد ، هل يتغير ؟ حين يحل الله في الانسان هل يغير جسده ؟ الجسد لا تتغير ملامحه ، لا لونه او شكله او طوله او قصره . الجسد كشكل لا يتغير ، لكن بولس الرسول يقول في رسالته الى رومية 12 : 1، 2 " فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. " يطلب الرسول من المؤمن ان يقدم جسده ذبيحة ً حية ً مقدسة . ويطلب ان يتغير ولا يشبه اهل العالم بل يتجدد . الذبيحة تقدمة ٌ يقدمها الانسان على مذبح الله . ويريدنا الرسول ان نضع اجسادنا على مذبح الله ، ويطالبنا بان نتغير في ميولنا وسلوكنا فلا نشابه غير المؤمنين . هكذا يتغير الجسد ويتجدد ، لا شكله بل ميوله وسلوكه . الجسد يبقى بملامحه وبنيانه وطوله وعرضه ِ كما هو . التغيير والتجديد يكون في معاملاته وسلوكياته . حين تكون لدينا تحفة ٌ غالية وثمينة يؤثر فيها الزمن ويطفئ جمالها ، نتناولها بالاصلاح والترميم والتجديد لنعيد لها رونقها . خلق الله اجسادنا تحفة ً غالية ً ثمينة ً رائعة ، مستها الخطية وشوهتها . وتجديد اجسادنا يكون بأن نسمح لله بأن يتعامل معها ويرممها ويصلحها . قدم جسدك لله ، ضعه على مذبحه ذبيحة ً حية مقدسة . وتنزل نار الله على الذبيحة تطهرها ، تقدسها ، تغسلها . ويتجدد جسدك وذهنك ويتفتح ويدرك ارادة الله . وتسعى لتحقيق ارادته ، تفهم قصده لك وتنفذه . تتغير ميول جسدك وليست ميول الجسد دائما ً نجسة ، لكن الله يجدد ويعدّل ويرمم ويُصلح كل ما لا يتفق مع موقفك الجديد . بعد ان تُصبح ابنا ً لله بالميلاد الثاني ، بعد ان تخلص نفسك بفهم كلام الله يتجدد جسدك ويسمو ويتعدل سلوكه ، وتصبح انسانا ً كاملا ً ، روحا ً ونفسا ً وجسدا ً في المسيح يسوع .
|
||||
01 - 10 - 2012, 08:01 PM | رقم المشاركة : ( 566 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
563 - سألوا المسيح عن الوصية العظمى في الناموس . قال : " تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ . هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى." ( متى 22 : 37 ، 38 ) حين نتكلم عن محبة الله غالبا ً ما نعبر بها عن محبة الله لنا . محبة الله ايضا ً تعني محبتنا نحن ُ لله ، ومحبتنا لله يجب ان تكون من كل القلب ومن كل النفس ومن كل الفكر . ونحن نحب الله لانه هو احبنا اولا ً كما يقول يوحنا الرسول . كثيرا ً ما نعترف باننا نحب الله لانه خلقنا . محبة الله بسبب خلقه ِ لنا . او نحبه لانه يحفظنا ويحمينا ويطعمنا ويسقينا . محبة الله بسبب عطاياه . او نحبه لانه ارسل المسيح ليخلصنا ويفدينا ، محبة الله بسبب فدائه ِ لنا . أو نحبه لأنه يحبنا ، محبتنا له صدى ً لمحبته ِ لنا . محبة الله بسبب محبته . محبة ٌ بسبب ، ترى هل تكون المحبة دائما ً بسبب ؟ محبة ٌ مسببة ؟ أحيانا ً نُسأل من شخص ٍ نحبه ، يقول : لماذا تحبني ؟ ويبدو السؤال من المحبوب غريبا ً ، لماذا ، هل يُبنى الحب على سبب ؟ بين البشر الحب غالبا ً ما يُبنى على سبب ، سبب ٍ يجعلنا نحب . وبيننا وبين الله هل نحب الله بسبب ؟ وهل يحبنا الله لسبب ؟ وما الذي يجعله يحبنا ؟ مصلحة ، فائدة ، استحقاق ، عطاء ؟ لا شيء من ذلك كله . الله يحبنا فضلا ً ، بلا سبب . هكذا احب . ومحبتنا لله صدى ً لمحبته ِ لنا لأنه هو احبنا أولا ً . نحب الله لذاته ، نحب لكونه هو الله ، نحب الله لأنه هو الله . هذه هي المحبة ُ العُظمى ، محبة ٌ غير مسببة ، بدون غرض ٍ إلا أن نحب . محبة ٌ تتسامى ، تعلو ، تنطلق ، تصيح ، تصرخ ، تصرّح : يا رب انا احبك . محبة ٌ تملأ القلب ، تتزايد ، تكبر ، تتضخم ، تنمو ، وتفجر قلوبنا وتفيض منه . تفيض منه وتغطي كل ما حولنا ومن حولنا من الناس . هكذا تكون محبتنا لله ، تكون كل حياتنا وعلاقتنا بالآخرين . لذلك الحق المسيح بتلك المحبة العظمى محبة ً اخرى مثلها ، محبة القريب " وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ." . هذه هي المحبة العظمى .
|
||||
02 - 10 - 2012, 07:27 PM | رقم المشاركة : ( 567 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
564 - احيانا ً ننظر حولنا واذا الناس غاضبون . وجوههم متوترة وعيونهم جاحظة ونظراتهم متنمرة . ولكل ٍ مصدر ٌ مختلف للغضب . لا يغضبهم سبب ٌ واحد ، لكل واحد ٍ سبب ٌ لغضبه . وحين تسأل احدهم عن السبب ينفجر غضبه فيك ويصيبك رذاذه . وإن مددت يدك تربت على كتف احد تخفف حدة غضبه ، دفعك وابعدك . وتبتعد ، تهرب ، تتفادى الشر وتتركه يلوك غضبه ويجتر خصامه . ظروف العالم وضغوطه تقود الانسان الى الغضب والخصام . اما عبيد الرب المؤمنون ، اولاد الله فيجب الا يكونوا كذلك . يكتب بولس الرسول الى تلميذه تيموثاوس في ذلك ويقول : " وَعَبْدُ الرَّبِّ لاَ يَجِبُ أَنْ يُخَاصِمَ ، بَلْ يَكُونُ مُتَرَفِّقًا بِالْجَمِيعِ " ( 2 تيموثاوس 2 : 24 ) المسيح حين كان على الارض كان يتحنن على الجميع ويترفق بهم . رفع باعماله ومعجزاته المعاناة عن المحتاجين . اطعم الجياع اشبع العطاش . شفى المرضى ، اقام الموتى . وحين حاصره اعدائه بالكراهية والمؤامرات ، كان صبورا ً رقيقا ً مترفقا ً بهم . لم يخاصم ولم يسمع احد في الشوارع صوته . قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لم يَقْصِفُ ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لم يُطْفِئُ .
" قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ " ( اشعياء 42 : 3 ) ( متى 12 : 20 ) . حين كان يحل في مكان ، كان يغير القلوب ويرطب النفوس ويسعد الناس . ويوصينا بولس الرسول كما اوصى اهل افسس ويقول : " لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ . وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ. " ( افسس 4 : 31 ، 32 ) لا تهرب من غضب الغاضبين ولا من سخط الساخطين ، تعامل معهم . تعامل معهم برفق ٍ واشفاق ٍ وتسامح ، بالجواب اللين الذي يصرف الغضب . الغضب والسخط والخصام يُحدث مرارة ويصنع انزعاجا ً يتنجس به كثيرون . وحين تتعامل مع الغضب والخصام ، تعامل معه بالمحبة و الشفقة والتسامح . تعامل معه بالروح القدس الذي فيك وثماره التي تفيض على الناس حولك . بالمحبة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف والصلاح والايمان والوداعة والتعفف ، يزول الغضب وينفك الخصام وتذوب المرارة وتعود البسمة الى الوجوه والراحة الى القلوب . واجبك كمسيحي ٍ مؤمن ممتلئ ٍ بروح الله أن تواجه الغضب باللطف . تقاوم الخصام بالتسامح ، تغلب الشر بالخير . هكذا يوصيك الله وهكذا تصفو الحياة . تتغير النفوس ويتغير العالم وتعيش في سلام . |
||||
03 - 10 - 2012, 07:41 PM | رقم المشاركة : ( 568 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
565 - تهب علينا في الحياة عواصف وتهاجمنا اعاصير وزوابع . عواصف طبيعية لا يد لنا فيها ، مرض ٌ ، موت ٌ ، فشل ٌ ، خسارة . وعواصف من الناس حولنا ، حروب ، ضغوط ، خيانة ، غدر . وعواصف نجلبها على انفسنا من خصام وصراع ٍ وحقد وحسد . وتلطمنا الامواج وتعصف بنا الرياح ويجلدنا المطر ويهاجمنا البرق والرعد . وقد تتمادى العواصف فتقلع جذورنا وتهدم الزلازل بيوتنا وتغرق السيول تخومنا . وتنزاح العاصفة بعد وقت ٍ طويل او قصير وننظر الى الحطام الذي احدثته . نتأمل في الخراب ، ارض ٌ غارقة ، بيوت ٌ متهدمة ، اشجار ٌ ساقطة . ونرفع رؤوسنا الى فوق نجد السماء قد صفت والشمس اشرقت وقوس القزح يلون الافق . حين كان المسيح في السفينة مع تلاميذه حدث اضطراب ٌ عظيم ٌ في البحر . غطت الامواج السفينة ، تلاعبت بها وهددتها بالغرق . وكان المسيح نائما ً . صرخوا وايقظوه واستنجدوا به . قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء ٌ عظيم . ونظر التلاميذ اليه والى السماء والبحر بعد العاصفة ... هدأت العاصفة وسكتت . كف الرعد ، توقف البرق ، هب نسيم ٌ رقيق ٌ طرد الغيوم السوداء بعيدا ً ، وظهرت السماء زرقاء صافية جميلة ، والمسيح جالسا ً في السفينة ، وجاؤوا الى العبر . مهما حلت العاصفة ، مهما علت الامواج ، مهما اشتدت الرياح ، مهما زاد الرعد ، مهما تكاثر البرق ، مهما اسود السحاب ، فهو هناك ، في السفينة . لا تظنه نائما ً ، هو يرى ويعرف . وإن سمح للزوبعة والعاصفة والاعصار أن يحدث ، فهو يأتي في الوقت المناسب . يأتي ليأمر و يتنهر ويوقف . يأتي بهدوء ٍ عظيم . بعد العاصفة يكون الهدوء ، الجو الدافئ المنعش ، الشمس مشرقة . وتعود الابتسامة ويزول الضيق ويحل الخير ويعود الاطمئنان . السيل الذي اغرق الارض يزيد خصوبتها فتُنبت وتُزهر . الريح التي زعزعت الشجر ، تقوى جذورها وتثبت فروعها . لا يسمح الله ان تحل بك عاصفة الا ويعقبها هدوء ٌ وخير . الهك اله هدوء ٍ وخير . انظر الى نتائج العاصفة ، تلهج بالشكر والحمد لله . لا تخف ، لا ترتعب ، الله معك ، هو اقوى من العاصفة . الله معك ، افرح وانتظر نتائج خير ٍ وبركة .
|
||||
06 - 10 - 2012, 08:08 PM | رقم المشاركة : ( 569 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
566 - حين تسافر بالبحر او الجو ، ماذا ترى وانت في الباخرة او الطائرة ، ترى بحرا ً ممتدا ً لا نهاية له او جوا ً متسعا ً لا حدود له . اذا ارسلت نظرك تحاول ان تكشف الطريق التي تسلكها الباخرة ، لا ترى طريقك . مياه زرقاء وعميقة وحركة امواج ترتجف فوقها . واذا تطلعت ودققت تريد ان ترى الاتجاه الذي تطير اليه الطائرة لا ترى اتجاها ً . زرقة ً تعلوك ، وسحاب ٌ يتشكل ويتعدل ويتكون تحتك . لو فكرت فيما تراه وانت لا تعلم طريقا ً تبحر او تطير فيه لخفت وارتبكت . فلا يوجد امامك طريق ، لا طريق يكشف المرفأ الذي سترسو فيه ولا المطار الذي ستهبط عليه . قبطان الباخرة او الطائرة وحده يعرف ويتجه نحو الهدف . ينظر الى السماء ويستخدم الاجهزة التي تحدد الاتجاه الذي يسلكه . ونحن في الحياة مسافرون نسير نتقدم نسلك نعبر الطريق . وحتى يكون اتجاه سيرنا صحيحا ً ننظر الى السماء التي ترشدنا الى الطريق . يحدثنا الكتاب المقدس عن ابراهيم ابي المؤمنين ، قال له الرب يوما ً : " اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ." ( تكوين 12 : 1 ) .
" بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا ، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي." ( عبرانيين 11 : 8 ) . لم يكن يعرف الطريق ولا المكان الذي سيذهب اليه . كان يعرف الله ، الله الذي دعاه . ونحن نسير في طريق الحياة قد لا نعرف الطرق والاماكن ولكن لنا نعرف الله . ننظر الى السماء لا الى الارض ، نتبع ارشاد السماء لا الارض . افق السماء اوسع ، اعلى ، اعظم ، اعلم . اتباع الصوت من السماء احكم ، اصدق ، ادق ، اثمن . إن سرت ناظرا ً الى الارض تحت قدميك تتعثر ، تنزلق ، تنحني . أما إن سرت ناظرا ً الى السماء حيث الدعوة تأمن ، تسلم ترتفع . بالايمان تسير لا بالعيان . لا تتوقف وتسأل وتحاول ان تعرف . لو لم يصدق القبطان انوار السماء وحركة الشمس وتوقف يسأل ويبحث فلن يصل . يطول به السفر ويصعب وقد ينفذ منه الوقود ويغرق او يسقط . سر في الطريق الذي يرشدك اليه الله ، لا تبحث او تسأل . سر بالايمان ناظرا ً الى رئيس الايمان ومكمله الرب يسوع ( عبرانيين 12 : 2 ) تسلك متمتعا ً بالشركة والبركة ، شركة الله وبركة المسيح ، وتصل الى ارض الموعد . قد لا تعرف الطريق او مكان الوصول ، لكنك تعرف الذي يدلك الى الطريق ويقودك الى مكان الوصول . |
||||
06 - 10 - 2012, 08:10 PM | رقم المشاركة : ( 570 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
567 - حين تطأ بقدمك على ارض ٍ رملية يغوص الرمل تحتك ويخور .اما حين تخطو على ارض ٍ صخرية فهي تصمد وتحمل وتقاوم وثقلك . قال المسيح لمستمعيه مرة : " فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا ، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ . وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا ، يُشَبَّهُ بِرَجُل جَاهِل ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ . فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا " ( متى 7 : 24 – 27 ) الكلام ، كلام الله لنا لا لنسمعه فقط بل لنطيعه ونعمل به . الكتاب المقدس ، كلام الله لنا ليس مجموعة معلومات ٍ عن الله والانسان والعالم . الكتاب المقدس ليس حفنة حقائق ومفاهيم واسرار مقدسة من الله لنا . لا يسرد الله لنا تاريخا ً مقدسا ً ولا يضع امامنا حقا ً صريحا ً فقط . الله يكلمنا في كتابه المقدس لنرى سبيلا ً ونستدل على طريق ٍ نسلك فيه . لا يريدنا ان نعرف عنه بل ان نعرفه . الكتاب المقدس لنا حياة ٌ وسلوك ٌ ونور . كثيرون يعرفون ان الله هو خالق العالم وخالقنا . آخاب وايزابل الشريرة ، يهوذا الخائن والشيطان نفسه جميعهم يعرفون ذلك . كثيرون يعرفون انه " هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." كل خاطئ ٍ وشرير ، كل عدو ٍ لله رافض ٍ له يعرف ذلك ويدركه . ملايين الناس هنا على الارض ، وملايين آخرون ذهبوا الى الجحيم . ذهبوا الى الجحيم وهم يعرفون الكثير عن الله وكلام الله ، لكنهم لم يخضعوا لله ولم يطيعوا كلام الله فكان هذا مصيرهم . الكتاب المقدس ، كلام الله لم يعطيه الله لنا لنقرأه ونعرف محتواه . ليس موسوعة ً لاهوتية او معلومة ً اخلاقية ، هو لنا لنطيعه ونسلك بتوجيهه وارشاده وفي نوره . " كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ " إن سمعناها وادركناها واطعناها وسلكنا بموجبها . اما اذا لم نسمع ولم نُطِع فهي لا تزيد عن حبر ٍ على ورق . إن سمعنا وعملنا نبني حياتنا على الصخر فنصمد ، وإن سمعنا ولم نعمل ، نبني حياتنا على الرمل فنهلك .
|
||||
|