رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يصوِّر لنا القديس مار يعقوب السروجي فاعلية بسط موسى يديه في المعركة، قائلاً: v أيها الجسور انتظر النهاية! لماذا تلوم؟ انتظر كمال الأمر وبعدئذ عاتب (موسى). لا تنظر فقط إلى تركه الحرب وصعوده، بل إلى بسطه يديه، وإعطائه النصرة. دعا تلميذه، وأمره أن يصطفَّ مُقابِل الشعب، وصعد إلى جبلٍ عالٍ ليرسم سرًّا. أخذ المتواضع هرون وحورًا وصعدا معه (عد 12: 3)، لكي يُمَثِّلَ الصلبان الثلاثة على الجلجثة (مر 15: 27). وضع صليبَ البأس على صدره، وبسط يدَيه، ليُصَوِّر الابنَ في فعله بأشكالٍ جليَّة. وضع راية الصليب على الأكمة، فسقطت الشعوب، وأمال ظل (الصليب) بين الصفوف فأَرْبَكها. كبَّت الخيول السريعة، وانهزم الرماة، وسقط الجبابرة، واندحر الفرسان، وتُعَطِّل المشاة، وقُهِرَ السلاح. ديسَت السهام، واُحتُقِرَت السيوف، وكُسرت الرماح، وأُلقيت الدروع والمجان والتروس مع الأقواس. لم يُصَوِّب الرماة السهام من أوتارهم، ولم يقدر الفرسان أن يهربوا على خيولهم السريعة. لم تستر الدروع الأجسام من الضربات، ولم تنتفع الأجساد اللابسة دروع مصاغة. أُسِرَت العجلات بقوَّادها بعجبٍ عظيمٍ، وأُصيبَتْ بالشلل مسيرة الخيول القوية بفرسانها. شُلًّت أيادي المحاربين عن المعركة، وحلَّ السكوت مع الحيرة بين الصفوف. رماتهم اضطربوا، وألقوا (السهام) بدون تصويب هدف، وخيولهم مطاردة وهاربة بلا نجاةٍ. لم تحمهم تروسهم من السهام، ولا ردت مجانهم عنهم رماح محاربيهم. لم يستفيدوا من الخوذة التي على رؤوسهم، ومن ورائهم لم يستتروا بدروعهم المُصَفَّحة. ولم يتشجَّعوا بأفواج حاملي القلاع، ولم يتشدَّدوا ببواسل جيوشهم. لم يعرف عماليق الشقي أين يحارب، فقد كان الصليب ضده، وهو في جنون كي ينتصر! القديس مار يعقوب السروجي |
|