إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل فلا ترتع من الأمر، لأن فوق العالي عاليًا يُلاحظ والأعلى فوقهما" [8].
ليتنا لا نرتع من الأمر إذ نرى الظلم قد ساد على الأرض، فإنه يوجد في مقابل ذلك منظر معزي في السماء. الله الذي هو أعلى من كل عرش، وفوق كل سلطان يحقق حتمًا عنايته بالمظلومين وعدله في الوقت المناسب. إن كان الظالمون متعالين فمجد الله فوق السموات (مز 113).
لعل الجامعة قد خشي لئلا يرتع المؤمن من منظر الظلم الذي يسود الأرض فيخضع هو أيضًا للباطل، ويسلك بروح الظلم والقهر، بحجة أن العالم كله يسلك هكذا. بالحري يلزمه أن يلجأ إلى العالي أي إلى القضاء أو الحكام، فإن لم يجد من ينصف الفقير والمظلوم على الأرض يتدخل السماوي نفسه الأعلى من الكل.