ما دام العالم متغيّر يليق بنا ألا نرتبط به قلبيًّا لئلا ننحدر معه، إنما نستخدمه بفرح. ليكن ارتباطنا بخالقه "الحب الحقيقي" فنحمل سمة الحب كأيقونة حيَّة للخالق، ونترجم هذا الحب عمليًّا في عبادتنا كما في سلوكنا مع الغير، وفي نظرتنا للخيرات الزمنية كعطايا إلهية.
بالحب نتعبد لله لا في شكليات حرفية قاتلة وإنما بروح الطاعة الصادقة القلبية، فإن الاستماع أفضل من ذبيحة الجهال.به تتحول صلواتنا إلى لهيب نار متقد لا إلى كثرة كلمات جافة، وبه نعرف كيف ننذر حياتنا كلها كذبيحة تسبيح ونوفي نذرنا بالرب نفسه... هكذا تنشلنا العبادة الروحية من الانشغال بالعالم الباطل... أما إذا صارت العبادة باطلة فكم يكون العالم الباطل؟!
بالحب نعرف كيف نسلك بالرحمة لا الظلم، وبحب العطاء لا بالطمع والجشع.
وبالحب نفرح بخيرات الله وعطاياه ونشكره حتى على بركة الطعام والشراب والعمل!