يقدم لنا الجامعة أمثلة لتأكيد أهمية الصداقة والمشاركة الروحية للبنيان:
المثل الأول: "إن اضطجع اثنان يكون لهما دفء؛ أما الواحد فكيف يدفأ؟!"
يقصد بالمضطجعين معًا ليدفئا المسافرين في مناطق صحراوية قارصة البرد ليلًا وليس لهما أغطية كافية، وربما يقصد الحياة الزوجية الصالحة التي تهب دفئًا أُسريًا وشبعًا داخل النفس في الرب.
المثل الثاني: "وإن غلب أحد على الواحد يقف مقابله الاثنان، والخيط المثلوث لا ينقطع سريعًا" [12].
بمعنى إن كانت الصداقة والمشاركة مع آخر تُعطي الإنسان قوة، إن هاجمه واحد يقف الاثنان ضده، فماذا إن كانت الصحبة بين ثلاثة، فالخيوط المجدولة من ثلاثة يحتمل أكثر من المجدول من اثنين.
ما هو هذا الخيط المثلوث إلاَّ وحدة الجماعة الكنسية حيث يحل السيِّد المسيح في وسطهم كوعده: "إن اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي أكون في وسطهم؟!"
ويرى القديس جيروم
أنه يمثل الارتباط بين الإيمان والرجاء والمحبة، قائلًا: [كلمات الرسول عن الإيمان والرجاء والمحبة تشبه الخيط المثلوث الذي لا يسهل قطعه. نحن نؤمن ونترجَّى، وخلال إيماننا ورجائنا نرتبط ببعضنا بعضًا برباط الحب].