رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد أمور داود إلى الصواب: فأولاً قد تشدد بالرب إلهه (ع6). وثانيًا خضع للأمر الإلهي وسأل الإرشاد من الله (ع7، 8). وثالثًا حصل على نور لطريقه وتأكيد لمعونة الله (ع8). ورابعًا وقعت قوة الله على قلوب رجاله، وإخضاعه لتمردهم (ع6)، وخامسًا جعلهم مستعدين لاتباعه في الأمر الصعب والجسور (ع9). وسادسًا حصل على نعمة للتغلب على تجربة مُحرقة للإيمان (ع10). والآن ها نحن نلاحظ كيف أن الرب أظهر نفسه بقوة من نحوهم بأن أمر أعمال عنايته الإلهية لتعمل لصالح داود. ومثل هذه المراحم الإلهية يُمكننا أن نتوقعها بثقة في مجرى البركة بين نفوسنا وبين الله، طالما لم تتعوق بخطايانا غير المحكوم عليها، وغير المُعترف بها. وهنا تدخل واضح للعناية الإلهية أمام عيوننا. فقد كان داود يتعقب العمالقة. ومن هذه الحادثة نستنتج أنه لم يكن يعلم إلى أي اتجاه ذهبوا، ولا إلى أية مسافة مضوا. ولكن الله لم يصنع لهم معجزة، بل استخدم الوسائل الطبيعية لإعطائه الإرشاد الذي يحتاجونه. فصادف رجال داود شخصًا مريضًا وعلى وشك الهلاك جوعًا في الحقل، واتضح أنه عبد مصري تركه سَيِّده بوحشية. وإذ أُحضِر إلى داود فإنه زُود باحتياجات كاملة لحالته، وبعد أن تلقى تأكيدًا بعدم المساس بحياته، وافق لأن يقود داود ورجاله إلى المكان الذي خيَّم فيه العمالقة. فليتنا نُعجب بالتفاصيل المتعددة في هذه الإمدادات السرية التي صنعها الله لأجل داود، والعوامل المتضافرة التي رتبها الله فأولاً نقف في إجلال لسيادة الله العليا التي جعلت هذا العبد المصري يمرض (ع13) وثانيًا بسماح سَيِّده بأن يتصرف بعدم إنسانية لتركه يهلك على قارعة الطريق (ع13). وثالثًا في دفع رجال داود للإبقاء على حياته (ع11)، بينما كان لهم سبب قوي في أنهم يظنون أنه شارك في حرق صقلغ. ورابعًا في معرض حقيقة أنه مصري وليس عماليقيًا (ع11)، فلو كان عماليقيًا لوجب أن يقتلوه (تث25: 19). وخامسًا في دفع رجال داود أن يُظهروا له عطفًا (ع12). وسادسًا في جعل الطعام الذي أُعطى له يُسرع بإعادة حياته (ع12). وسابعًا في جعله أن يُجاوب بحرية وصراحة على استفسارات داود، واستعداده ليقود داود إلى حيث ينزل العمالقة. وكل واحدة من هذه العوامل السبعة قد تضافرت معًا، وإلا ما كانت هذه النتيجة قد حدثت. فالله جعل “كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا” لأجل خير داود. وهو يعمل أيضًا هكذا لأجلنا؛ فعنايته الإلهية، يومًا فيومًا، تعمل بالصواب بصورة معجزية لصالحنا. |
|