![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "أنا الجامعة كنت ملكًا على إسرائيل في أورشليم. وجّهتُ قلبي للسؤال والتفتيش بالحكمة عن كل ما عُمل تحت السموات" [12-13]. وجه قلبه للسؤال والتفتيش بالحكمة، عوض رفع القلب إلى الله يطلب الحكمة السماوية (يع 1: 5). كان يلزمه الدخول في حوار مع الله الذي وحده يهب الحكمة السماوية البنَّاءة، عوض الحوار مع نفسه خارج دائرة الله، لينال حكمة بشرية عاجزة عن إشباع نفسه... "لأن في كثرة الحكمة الغم، والذي يزيد علمًا يزيد حزنًا" [18]. حكمة الله تكشف عن ضعفاتنا، لكنها تهبنا رجاءً، وتقدم لنا إمكانيات للعمل، أما الحكمة الإنسانية، فأنها وإن أظهرت الضعفات لكنها تدخل بنا إلى الغم واليأس: من يُجدد طبيعتي التي اكتشفت فسادها؟ من يقدر أن يُصلح ظروفي الداخلية والخارجية؟ من يُحرك العالم لبنياني؟ يقول الجامعة: "الأعوج لا يمكن أن يقوَّم، والنقص لا يمكن أن يُجبر" [15]... شعور مرّ بالعجز الكامل عن الإصلاح. * لا يقدر الإنسان العنيد أن يصير فاضلًا (بحكمته)، ولا الفاسد أن يصير مُعتبرًا... يمكن أيضًا أن نفهم العبارة [15] هكذا: يوجد في هذا العالم شر عظيم هكذا، حتى أنه من الصعب العودة إلى الحالة الأصلية من الإصلاح. إنه ليس بالأمر السهل العودة إلى ما كان علية (الإنسان) في خلقته الأولى من كمال ونظام، إنما بالندامة يمكن إعادة الاستقامة إلى كل شيء، لكن يبقى الشيطان مقاومًا في خطئه. القديس جيروم هنا يليق بنا التمييز بين الالتجاء إلى الحكمة البشرية وحدها، والاتكال على الخبرة الإنسانية المجردة، وبين تقدِّيس الفكر الإنساني والخبرات البشرية بعمل الله. لهذا لا نعجب إن رأينا القديس إكليمنضس الإسكندري يؤمن بأنه لا عداوة بين الإيمان والفلسفة، فالأخيرة ليست عملًا من أعمال الظلمة كما يظن البعض، إنما هي تحمل حقًا جزئيًا، يحتاج إلى الكمال والتنقية من كل ما دخل إليه من شوائب خلال عمل الإيمان. أما الآباء الذين هاجموا الحكمة الإنسانية إنما هاجموا الاتكال عليها خارج دائرة الله.* في ظني كلّ إنسان عاقل يُفكر بأن العلم هو الأمر الرئيسي من بين كل ما هو حسن... علينا أن نحتفظ بما يمكنه أن يساعدنا على التأمل في الحق، متجنبين كل ما يؤدي إلى الشر والخطأ والهلاك. * من الضروري أن نستعمل التمييز في التربية بطريقة نختار فيها العلم المفيد ونتجنب كل ماهو ضرر وشؤم. * علينا أن نبتدئ بقراءة الفكر الدنيوي لنرتفع بعده إلى المقدسات وأسرار الإيمان... فإذا كان هناك موافقة بين هذه الثقافة وعقائدنا، كانت معرفتها من الإفادة بمكان كبير، وإلاَّ فالمقارنة في الحالة العكسية من شأنها أن تثبت اعتقاداتنا الصحيحة. القدِّيس باسيليوس الكبير لنطلب الحكمة التي تمتزج بالاتضاع والتي تتفق مع روح الإيمان، أما الحكمة النابعة عن كبرياء الإنسان واعتداده بذاته واعتزاله خالقه فهي عائق... يدعوها الآباء "حكمة هذا العالم".* ليس من هو حكيم بالمعرفة إلاَّ الذي رفع عنه حكمة هذا العالم. * حقِّر حكمتك وأرذلها، لتحل فيك حكمة الرب. القديس يوحنا سابا |
![]() |
|