الّذين عرفوا أنّ المسيح هو "الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ" أن يُعلنوا ذلك للعالم أجمع. لا يكون المُبشّر مُخلِصًا مع الناس إن ساوم على حقيقة المسيح مع من يرفضها. كان هَمُّ الكنيسة الأولى، والمسيحيّون الأمناء عبر العصور، أن يُبشّروا بيسوع ربًّا ومُخلِّصًا جاء بالجسد لخلاص البشر. وكان هَمُّ يوحنا الرسول الأساسيّ أنّ الّذين يرفضون المسيح آتيًا بالجسد أن يؤمنوا بأنّه "هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (1يوحنا 20:5).
التشديد على أنّ "المسيح جاء في الجسد" هو للتأكيد أنّه "الله المُتجسِّد". التلاميذ لم يُبالغوا في ادّعائهم أنّ المسيح هو الله. هم عاينوه وعرفوه عن كثب. وهو برهن لهم ألوهته بعجائبه وبكماله وبقيامته وبتصريحه المباشر أنّه "نَزَل مِنَ السَّمَاءِ"، وأنّ "الَّذي يأْتي مِن السَّمَاء هو فَوق الْجميع" (يوحنا 31:3). وهو عاد إلى السماء إلى حيث كان أوّلًا، ومنها يعود ليأخذ أحباءه إليه. المسيح "الَّذي إذْ كان في صورة اللهِ، لمْ يحْسِبْ خلْسَةً أَنْ يكون معادِلًا للهِ،" (فيلبي 6:2) بل هو كان كذلك.