منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 12 - 2024, 03:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

وحيدًا دون عائلة أو أصدقاء ولا مال أو حتى قوته اليوميّ



له الأعمال الإلهية:

التوبة



«فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: ... أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ:
يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا
بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ»
(لو١٥: ١٧-١٩).

وحيدًا دون عائلة أو أصدقاء ولا مال أو حتى قوته اليوميّ، وصل الابن الضال إلى الحضيض ماديًا، نفسيًا واجتماعيًا، وأفلسَ من كل ناحية، بل وأُغلقت كل الأبواب أمامه، وهنا بدأت براعم التوبة تظهر بين ثنايا حياته المحطّمة؛ رجع إلى نفسه، وبدأ يراجع نفسه، ويُعيد حساباته، ربما كان سعيدًا عندما ترك البيت، لأنّ عنده الكثير ليكسبه، لكن في طريق الرجوع إلى أبيه لم يكن لديه ما يخسره. قد تكون قد جرّبتَ العالم بملذّاته وشهواته وخطاياه، لكن عندما تشعر بالإفلاس، وتستجيب لله الذي يجذبك بمحبته، سترى بعين الإيمان أن كل ما مضى كان بالحقيقة حفنة خادعة من الخلاعة والفساد والقباحة، ليس أكثر.

الاقتناع العقلي بتعاستنا واحتياجنا إلى الله لا يكفي إن لم يصاحبه قرار الرجوع بإرادة ثابتة. لا يكفي أن تُقرّ بوضعك، لكنك تحتاج أن تُقرّر تغييره؛ قرار وليس مجرّد إقرار! هل تريد أن ترجع إلى الله بكل قلبك؟ اطلب من الرب أن يفتح لك باب الرجوع، ولكن عليك أن تخطو خطوة الرجوع بنفسك، وبإرادتك الحرّة.

مراجعة النفس هو أمرٌ هامٌ في طريق العودة. اعتبر هذا الشاب تركه لبيت أبيه خطية في حقّ الله، وفي حقّ أبيه، فانكسر حزينًا على خطيّته، حزنًا مقدّسًا أنشأ في قلبه التوبة. وليس هناك توبة حقيقيّة، دون إصلاح المواقف تجاه من أخطأت إليه، الله أولاً ثمّ الآخرين. التوبة هي قناعة قلبية أعلن من خلالها بوضوح أنّني أريد تغيير الفكر الخاطئ تجاه الله باعترافٍ واضح، كما قال داود النبي: «إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ» (مز٥١: ٤).

التوبة هي رجوع بانكسار إلى الله من كل القلب لنوال الغفران؛ هي خطوة أقول فيها: “يا رب، أنا خاطئ غير مستحق، فأرجوك أن تقبلني”..

لِبَاس جَدِيد ... حَيَاة جَدِيدَة:

«ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ» (ع٢٤).

إثر عودة الابن الضَّال، كانت المفاجأة كبيرة، لكن ذلك لم يكن مجرّد عاطفة وقتية. لقد كساه أبوه بالْحُلَّةَ الأُولَى، وقدّم له خاتمًا ثمينًا يذكّره بمكانته كابن، ولم ينس حتى قدميه الحافيتين، فأعطاه حذاءً لينتعله، بل وأشركه في مائدة فرحٍ عظيمة (لو١٥: ٢٢- ٢٣). كان الأب يُعلن بهذا العمل عن قبوله إياه كابن محبوب مكرّم في بيته.

تُظهر هذه القصة لمحة من قلب الآب السماوي وقبوله للخاطئ الضال الذي تاب وصمّم على الرجوع إليه.

هذا هو الأب الحقيقي الذي يُقدِّم الغفران ويفيض بالحنان ويكسو حتى الأبدان.

ما أحلى تلك النقلة التي يعملها الله في حياة كل تائب راجع بدموع، فهو «الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ» (كو١: ١٣). لقد أنقذنا من الذلّ والعبودية إلى الإكرام والبنوّة. من البعد والغُربة، إلى القُرب والشركة. ومن الكورة البعيدة إلى بيته المُحتضن.

أيها العزيز، عندما يأتي الإنسان إلى الله ويقبله في حياته، فإنّ الله يباركه ويلمس كل ما في حياته، فيحوّل المرارة إلى حلاوة، والقسوة إلى لطف، واللعنة إلى بركة، والحياة البائسة إلى حياة فُضلى.

عندما ترجع إلى الله بالإيمان، فأنت تأخذ حياة الله، وتنطبع فيك صفاته الأدبية أيضًا: فإن كان الإنسان الطبيعي، مُحبًا لنفسه، ففي حياة الإيمان يصير محبًا لله وللآخرين. بدل العبودية للمال والتعلّق المَرَضي به، فإنه يستعمل المال كوكيل أمينٍ حكيمٍ. بدل التعظّم والكبرياء، يتعلّم الإنسان المؤمن ما هو التواضع الحقيقي. مكان التجديف والتعدّي، يحلّ الشكر لله وللآخرين . بدل النجاسة والقساوة، يتسربل المؤمن بالقداسة والحنان. عندها فقط يمكن أن يعرف الإنسان ويختبر ما هي المحبّة والصلاح والأمانة وباقي الصفات الرائعة التي يعطيها الله نفسه، ولا يقبلها ويعيشها إلاّ مَن اختبر شخصه وذاق حبّه متمتّعًا بخلاصه الأبدي. نعم، «هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ» (٢كو ٦: ٢)، «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ» (عب ٤: ٧).


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كان يوسف ويسوع يُقدس العَمل اليوميّ بإتقان وقناعة
أشكرك يا يسوع، من أجل تجديدك اليوميّ
الإنجيل اليوميّ 2 / 9 / 2019 م
أيهما أفضل ..أصدقاء النت أم أصدقاء الواقع ؟
ايهما أفضل أصدقاء الانترنت أم أصدقاء الواقع..؟؟؟


الساعة الآن 11:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025