![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() رفض الكهنة للمعرفة 4 «وَلكِنْ لاَ يُحَاكِمْ أَحَدٌ وَلاَ يُعَاتِبْ أَحَدٌ. وَشَعْبُكَ كَمَنْ يُخَاصِمُ كَاهِنًا. 5 فَتَتَعَثَّرُ فِي النَّهَارِ وَيَتَعَثَّرُ أَيْضًا النَّبِيُّ مَعَكَ فِي اللَّيْلِ، وَأَنَا أُخْرِبُ أُمَّكَ. 6 قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضًا بَنِيكَ. 7 عَلَى حَسْبَمَا كَثُرُوا، هكَذَا أَخْطَأُوا إِلَيَّ، فَأُبْدِلُ كَرَامَتَهُمْ بِهَوَانٍ. 8 يَأْكُلُونَ خَطِيَّةَ شَعْبِي وَإِلَى إِثْمِهِمْ يَحْمِلُونَ نُفُوسَهُمْ. 9 فَيَكُونُ كَمَا الشَّعْبُ هكَذَا الْكَاهِنُ. وَأُعَاقِبُهُمْ عَلَى طُرُقِهِمْ وَأَرُدُّ أَعْمَالَهُمْ عَلَيْهِمْ. 10 فَيَأْكُلُونَ وَلاَ يَشْبَعُونَ، وَيَزْنُونَ وَلاَ يَكْثُرُونَ، لأَنَّهُمْ قَدْ تَرَكُوا عِبَادَةَ الرَّبِّ. إذ أعلن محاكمته لكل بني إسرائيل مقدّمًا مادة الاتهام، طالب بمحاكمة الكهنة ومعهم الأنبياء الكذبة بكونهم المسئولين أولًا عما بلغ إليه هذا الشعب. يقول: "لا يحاكم ولا يعاتب أحد (غيره) وشعبك كمن يخاصم كاهنًا، فتتعثر في النهار ويتعثر أيضًا النبي معك في الليل وأنا أخرب أمك" [ع5]. ولعله يقصد هنا أن كل إنسان مسئول عن نفسه، ليس لأحد أن يبرر تصرفات الكاهن لمجرد أنه كاهن، فإنه إذ يتعثر في النهار ومعه يتعثر الأنبياء الكذبة ليلًا خلال الأحلام الباطلة، يشترك الكل في خراب السامرة عاصمة إسرائيل أمهم. وكأن الكهنة الأشرار قد اتحدوا مع الأنبياء الكذبة في التعثر نهارًا وليلًا، محطمين الشعب كله. ويرى البعض أن الحديث هنا موجه إلى الشعب حيث يطالب الله أن يصمت الموبخون الصادقون وأن يتنحّوا عن هذا العمل لأنه لا يوجد من يسمع لصوت التوبيخ، فصاروا في قساوة يرفضون كل توجيه حتى أن قدّمه كاهن. إنهم يخاصمون الكاهن الصريح معهم، بل ويضطهدونه كما فعل يوآش ملك يهوذا وشعبه إذ رجموا زكريا بن يهوياداع في دار بيت الرب لأنه نطق بكلمات الرب (2 أي 24: 21). يوجه الله حديثه إلى الكهنة معلنًا أنهم أهلكوا الشعب بسبب عدم المعرفة: "قد هلك شعبي من عدم المعرفة لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لي" [ع6] وقد سبق لنا في مقدمة السفر توضيح المقصود بمعرفة الله في هذا السفر، ورأينا الربط بين معرفة الله والحياة التقوية المقدسة في الرب. لقد ترك الكهنة حياة الشركة مع الله وانشغلوا بمصالحهم الخاصة ففقدوا المعرفة التقوية، وصاروا كَمَن هم في ظلمة الجهل. إنه لم يقل: "لأنك أنت جاهل" بل "لأنك أنت رفضت المعرفة"؛ كأنه يقول له: إنك بلا عذر فالمعرفة متوفرة لديك والنور قائم، لكنك أنت ترفض المعرفة ولا تقبل النور، وكما قيل: "لم يسروا بمعرفة طرق الله" (أي 21: 14). أما سر رفضهم للمعرفة فهو تركهم لكلمة الله أو الوصية: "ولأنك نسيت شريعة إلهك أنسى أنا بنيك" [ع6]. هكذا يربط معرفة الله بشريعة الله بكون الأخيرة مصدرًا لها. وكما يقول الأب يوحنا من كرونستادت: [الكتاب المقدس هو مركز حكمة الله وكلمته وروحه... ففيه يعلن بنفسه: "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة" (يو 6: 63)، في الكتاب المقدس نرى الله وجهًا لوجه، ونرى أنفسنا كما نحن عليه، فيعرف الإنسان ذاته خلاله، ويسلك دومًا في حضرة الله.] وإن أخذنا بالمعنى الرمزي، من هو الكاهن الذي يرفض معرفة الله فيهلك كل الشعب وينسى شريعة الله فينسى الله بنيه إلاّ القلب الذي كان يليق به أن يكون مركز ملكوت الله، فإذا به يرتبط بالعالم والأمور الزمنية فيفقد نقاوته ولا يعاين الله، بل يصير كمن هو في عمى روحي بلا معرفة حية، ينسى الوصية أو يتناساها. هذا القلب الرافض للمعرفة خلال النقاوة يُهلك كل الشعب أي الجسد كله بطاقاته وإمكانياته، وإذ ينسى الوصية الإلهية لا تثمر الوصية فيه فتكون كمن نست بنيه. بهذا ندرك ما سبق أن قلناه أن المعرفة لا تُقتنى خلال القراءة وحدها إنما خلال الحياة التقوية التعبدية المقدسة في الرب، خلال الكاهن الداخلي أي القلب النقي الذي يشفع في الجسد كله لدى الله. يكمل الرب عتابه مع الكهنة، قائلًا: "على حسبما كثروا هكذا أخطأوا إليّ فأبدل كرامتهم بهوان، يأكلون خطية شعبي وإلى إثمهم يحملون نفوسهم، فيكون كما الشعب هكذا الكاهن، وأعاقبهم على طرقهم وأرد أعمالهم عليهم، فيأكلون ولا يشبعون ويزنون ولا يكثرون لأنهم قد تركوا عبادة الرب" [ع7-10]. لقد اتكلوا على كثرة عددهم أو كمية العمل لا على نوعيته، لذلك "حسبما كثروا هكذا أخطأوا إليّ"؛ عوض تقديسهم الداخلي وشهادتهم الحقة أمام شعب الله إذا بهم صاروا بالأكثر مخطئين في حق الله. لقد انشغلوا بالولائم الوثنية وسقطوا في الرجاسات، لهذا صاروا مدانين مع الشعب بلا محاباة. "يأكلون خطية شعبي" أي يأكلون ذبائح الخطية التي يقدمها الشعب، فلا يهتمون بتوبة الشعب ورجوعهم عن الشر إنما يبتهجون بتقديم الشعب للذبائح لأجل تمتعهم هم بالذبائح، فكلما أخطأ الشعب زاد نصيبهم بكثرة الذبائح! لقد اهتموا لا بالتوبة بل بملء بطونهم لحمًا على حساب تقديس الشعب. لهذا فهم يأكلون ولا يشبعون، ويرتكبون الزنا باتخاذهم السراري فتُنزع البركة عنهم. إنها صورة بشعة لا تليق بالكاهن لهذا يحذرنا الأب يوحنا من كرونستادت قائلًا: [الكاهن ملاك لا إنسان، يليق به أن يلقي كل أمر عالمي بعيدًا عنه وراءه. يا رب، ليت كهنتك يلتحفون بالبرّ (مز 132: 9). ليذكروا على الدوام عظمة دعوتهم ولا يسقطوا في فخاخ العالم والشيطان بل يخلصوا من هموم العالم وغرور الغنى وشهوات سائر الأشياء التي تدخل قلوبهم (مر 4: 19).] |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التقوى في الله هي البدء العملي للمعرفة |
أهمية العين | مدخل للمعرفة |
العين مدخل للمعرفة |
معلومات للمعرفة عن مجمع نيقية |
القمص بيشوي كامل وحبه للمعرفة |