يوئيل النبي فهو نبي الطقس الكنسي الحيّ
غير المنفصل عن البنيان الروحي الداخلي.
إن كان الأنبياء في جملتهم قد تحدثوا عن تأديبات الله لشعبه حتى يرجع الشعب إليه فيجد ذراعي الرب مفتوحتين له ولملكوته، مقدمًا عمل المسيا الخلاصي، وظهور ابن داود الملك الروحي الذي يضم كل الأمم إلى حضن أبيه. فقد عالج كل نبي موضوع التوبة والرجوع إلى الله من جانب معين. فإشعياء وعاموس وميخا تحدثوا عن التوبة خلال ترك الظلم والجور. وعزرا ونحميا خلال العمل المستمر في بناء هيكل الرب وأسوار أورشليم، وإرميا وحزقيال خلال إصلاح القلب الداخلي لا التوقف عند الإصلاح الظاهري الشكلي. أما يوئيل فهو نبي الطقس الكنسي الحيّ غير المنفصل عن البنيان الروحي الداخلي. وكأنه فيما هو يتطلع إلى أورشليم والهيكل والكهنة كان ينظر إلى أورشليم الداخلية والهيكل الخفي والصرخات القلبية... الطقس في عينيه ليس فروضًا محددة تلتزم بها الجماعة وإنما هو جزء لا يتجزأ من حياة الجماعة الروحية وبنيانها في الرب.