عاموس النبي يقدِّم الخلاص يدعو اسمه على جميع الأمم
كثرة الأموال في أيدي الأغنياء جعلتهم يتطلَّعون إلى أن العبادة مجرد تقديم أموال للهيكل وتقدمات وذبائح لله؛ وكأن الله يُشتري بأموالهم أو يُرتشى بتقدماتهم... الأمر الذي أقام شرخًا بين الطقس والروح، فصارت الحياة التعبديَّة بعيدة كل البعد عن السلوك الروحي العملي، وفقدت الذبائح مفهومها اللآهوتي والروحي عندهم.
ربَّما الاستقرار السياسي مع كثرة الأموال أدَّى إلى نوع من القوميَّة اليهوديَّة المتعصِّبة التي بلا روح، فظنُّوا أن يهوه هو إله خاص بهم يحابيهم على حساب الأمم، مهما كان شرِّهم. لذا جاء هذا النبي يؤكِّد أن الله هو "إله الجميع" لا يطيق الخطيَّة، أيَّا كان مرتكبها سواء من الأمم أو من اليهود، وإذ يقدِّم الخلاص يدعو اسمه على جميع الأمم (عا 9: 12).