رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يليق بالشباب الترشح لمنصب سياسي الجواب يثير موضوع ترشح المؤمنين لمنصب سياسي ردود أفعال قوية. ولا توجد إشارة مباشرة في الكتاب المقدس على ترشح المؤمنين لمناصب سياسية. ولكن توجد مباديء مسيحية يمكن تطبيقها على قرار السعي إلى منصب سياسي. ويجب على أي شخص يفكر في الترشح لمنصب أن يفكر في هذه المباديء ويصلي طالباً مشيئة الله من أجل حياته الخاصة. لا يوجد شك أنه في الدول حيث ينتخب المواطنين المسئولين السياسيين هي دول تنادي بالحرية. وفي دول كثيرة في هذا العالم يتم قمع وإضطهاد المسيحيين الذين يعانون تحت حكومات لا يملكون تغييرها وحكومات تكره إيمانهم وتسكت أصواتهم. ويقوم هؤلاء المؤمنين بالكرازة بإنجيل المسيح معرضين حياتهم للخطر. وفي بلاد أخرى، تم منح المسيحيين الحق في التعبير عن أنفسهم وإختيار قادتهم دون وجود ما يخشونه على أنفسهم أو عائلاتهم. يمتلك القادة الذين ننتخبهم تأثيراً كبيراً على حرياتنا. فيمكنهم إختيار حماية حقوق المواطنين في العبادة ونشر الإنجيل، أو يمكنهم الحد من هذه الحقوق. يمكنهم قيادة دولهم نحو البر أو نحو التدهور الأخلاقي. من الواضح أنه كلما زاد عدد المؤمنين المشاركين في الحكومات – سواء في مناصب أعلى أو أدنى – كلما تمت حماية الحريات الدينية. ويمكن أن يُحقق المؤمنين المنخرطين في العمل السياسي التغييرات التي تحتاجها الثقافة بصورة ماسة. من الأمثلة البارزة لهذا، لدينا وليم ويلبرفورس William Wilberforce، الذي كان سياسياً إنجليزياً في القرن التاسع عشر وقاد حملة على مدى عشرات السنين لإنهاء تجارة العبيد البشعة والتي كانت رائجة في تلك الأيام. وقد نجحت حملته في النهاية، واليوم يمتدح هذا الرجل من أجل شجاعته وتمسكه بالمباديء المسيحية. وفي نفس الوقت، توجد مقولة قديمة تقول: "السياسة عمل قذر". ويواجه السياسيين، حتى الذين لديهم أفضل الدوافع، خطر أن يفسدهم نظام يقوم على القوة والسلطان. فيجد الذين يشغلون مناصب سياسية، خاصة في المستويات العليا، المحاباة من الذين يطمحون للحصول على رضاهم لكي يحققوا طموحاتهم الخاصة. وفي أي مكان تتركز فيه السلطة والمال نجد الطمع والجشع قريبين جداً. يوجد مخاطر عظيمة تواجه المؤمنين الذين يعملون في الأنظمة السياسية العالمية، ويجب توخي الحذر الشديد لكي يكونوا في ذلك العالم ولكن ليس منه. ربما لا يوجد مكان آخر في الحياة تصدق فيه الكلمات "الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ" أكثر منها في مجال السلطة السياسية. قال الرب يسوع أن مملكته ليست من هذا العالم (يوحنا 18: 36). ولا يرتبط ملكوت المسسيح بالأنظمة السياسية الأرضية أو بالحكومات القومية. فيجب أن يهتم المؤمنين بالنطاق الروحي، وليس العالم الوقتي. لا يوجد شيء خطأ في إنخراط المؤمنين في السياسة، طالما يتذكرون أننا يجب أن نكون سفراء للمسيح على الأرض. هذه هي مهمتنا الرئيسية، وهدفنا هو أن نطلب الآخرين لكي يتصالحوا مع الله من خلال المسيح (كورنثوس الثانية 5: 20). لذلك هل يجب أن يسعى المؤمن إلى منصب سياسي؟ الإجابة بالنسبة لبعض المؤمنين هي بالتأكيد لا؛ وبالنسبة لآخرين بالتأكيد نعم. فهذا قرار شخصي يتطلب الصلاة والحكمة التي يمنحها الله وحده والتي يعد أن يعطيها لمن يطلبونه بالحق (يعقول 1: 5). يجب أن يتذكر السياسيين المؤمنين أن واجبهم نحو الرب هو أسمى من واجبات منصبهم. يقول الرسول بولس أن كل ما نفعله يجب أن يكون لمجد الرب، وليس مجدنا الشخصي (كورنثوس الأولى 10: 31؛ كولوسي 3: 17). إذا سعى المؤمن إلى منصب، يجب أن يكون ذلك على أساس قدرته على أداء مهام ذلك المنصب بأمانة لمجد الرب دون المساومة في المباديء المسيحية. |
|