رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القدّيس العظيم أغناطيوس الثيؤفورس رسائله إن كان التاريخ يشهد بروعة ما كتبه القدّيس أغناطيوس من رسائل، إلاَّ إنّها أثارت جدلًا كثيرًا أكثر من أي وثائق أخرى من كتابات آباء الكنيسة الأولين، فقد كتب عنها كثير من الدارسين. وقد ظهرت 15 رسالة: 7 رسائل حقيقيّة، 8 رسائل مزيفة. الرسائل الحقيقيّة موجّهة إلى كنائس أفسس ومغنيسيّة وتراليا (ترالز Tralles) وروما وفيلادلفيا وسميرنا (إزمير) وإلي الشهيد بوليكاربوس. أمّا المزيّفة فموجّهة إلى السيّدة العذراء ومريم الكاسابيليّة (الكسبولة Cassabola) والرسول يوحنا (رسالتان) وهيرون (شماس أنطاكي) وإلى كنائس أنطاكية وفيلبّي وطرطوس (تراسيا). وصلت إلينا الرسائل الحقيقيّة في مجموعات ثلاث: قصيرة (يونانيّة) وطويلة ومختصرة (سريانيّة). اتفق معظم العلماء على أن النص القصير هو النص الأصلي، وأما المطوّل فجاء شارحًا للأصل، كما قال Lardner في كتابه Credibility of the Gospel History عام 1743م. هكذا رأى كل من جورتن Gorten (1751م) وموسهيم Mosheim (1755م) وجريسباخ Griesbach (1768م) وروسنملر Rosenmiller (1795م) ونيندر Neander (1826م)... الخ. حُفظ النص القصير في مخطوطة يونانيّة قديمة [122] وهي تعود إلى القرن الثاني، لكنها لا تشمل نص الرسالة إلى أهل روما. وقدّم النسخ التي تتضمّن نص الرسالة إلى روما لا تعود إلى ما قبل القرن العاشر [123]. ظهرت المشكلة من جديد عندما اكتشفت ثلاث من هذه الرسائل باللغة السريانيّة ضمن المخطوطات التي أُخذت من دير السيّدة العذراء ديبارا Deipara بصحراء نتريا بمصر وأودعت بالمتحف البريطاني، وقام وليم كرتن Cureton بنشرّها عام 1845م. هذه الرسائل هي إلى بليكربس وإلى روما وإلى أفسس وهو نص مختصر،. لا زال البعض يفاضل بينها وبين النص اليوناني القصير، غير أن Lightfoot وغيره يرون أن النص السرياني هو ترجمة قديمة لما جاء في النص القصير اليوناني. أما من جهة أصالة الرسائل السبع فقد تشكّك بعض البروتستانت في أصالتها إذ رأوا أنّه لا يُعقل أن تكون الكنيسة قد انتظمت بقدر ما جاء في الرسائل في عصر تراجان، غير أن Lightfoot وHarnak وZan وغيرهم أثبتوا بأدلة داخليّة وخارجيّة تأكيد أصالتها. والواقع أن القدّيس بوليكاربوس نفسه أشار إلى هذه الرسائل في رسالته إلى أهل فيلبّي وبعث نسخًا منها إليهم [124]، وذكر هذه الرسائل بترتيبها التقليدي كل من أوريجينوس وإيريناؤس، كما أيَّدهما في ذلك يوسابيوس القيصري [125]. |
|