رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لكنيسة كرجوع إلى الله الكنيسة في واقعها البشري هي دائما دون حقيقتها الكاملة. ويجب دائما أن نتجاوز فيها ضعفنا البشري لننتقل الى حقيقتها الكاملة. وهذه هي النهضة: انها ذلك السعي الدائم, ذلك الانتقال المستمر مما نحن عليه الى ما يجب أن نكون. الكنيسة ملح الرض تكمل في العالم عمل المسيح. هي تعمل, بل هي موجودة, من أجل خلاص العالم. ونستطيع القول أنها مركز الكون, فيها يتم مصيره. العالم يفسد ويشيخ اما الكنيسة فتتجدد على الدوام من أجل خلاص العالم. ولكن اذا فسد الملح فبماذا يملح؟ الكنيسة جماعة قد آمنوا بالرب يسوع واتحدوا حوله ليعيشوا حياة الانجيل, وحياة الله, وما همهم إلا اتباع الرب والسير في خطاه. جماعة في العالم وللعالم ولكنها في الوقت نفسه ليست من هذا العالم. منذ البدء منذ صعود الرب الى السماء هي متجهة إلى الدهر الآتي تنتظر عودة الختن السماوي وتستعجله, ومنذ الآن تعيش في الأيام الأخيرة, في ملئ الزمان, ” تستعمل هذا العالم كأنها لا تستعمله, وتشتري كأنها لا تملك.” ولكن كثافة الطبيعة البشرية وضعفها يثقلان الكنيسة, إذ هي مؤلفة من بشر. والهفوات والأخطاء والنواقص باقية ولا شك, وشوف تستمر ما دام البشر بشراً. غير أن الرب قد حمل كل شي واتخذه, فليس بالنتيجة من عائق. الرب يسوف فصح عبر حياتنا فطهرها ونقلنا من الضعف إلى القوة, ومن الفساد إلى الحياة. ولكي تبقى الكنيسة كنيسة, لا بد أن تتبع الرب وتلتصق به في فصح مستمر, في تجاوز ذاتي وعبور دائم من ثقل العالم وتجاربه العديدة المتنوعة, إلى ظفر الرب ونقاوته حياته الإلهية. كل شيء في الكون في حركة وسير. الحياة النباتية والبيولوجية والاجتماعية, العلوم….كل شيء ينمو ويتكامل. فكم بالحري الحياة الروحية. هي سير ونمو, امتداد لا حد له نحو لا نهائية حياة الله. ولذلك قيل:” من ينظر الى الوراء لا يصلح لملكوت السموات”. تجارب هذا العالم عديدة متنوعة, تتخذ مظهر الشر كما تتخذ مظهر الخير, وتتلخص بالنتيجة كلها. في أنها توقف في العالم, توقف في الطريق, في الخروج والعبور والفصح, تعطيل لفصح الهنا الأبدي, ان الذهاب إلى الله سفرة لا نهاية لها, وكل توقف فيها يصيرنا إلى فساد العالم. نحن نقتني الايمان المستقيم, نبني الكنائس, نقيم الطقوس والصلوات, نعيد الأعياد, لنا كل ثروة الارثوذكسية, وغناها الليتورجي والروحي والنسكي…. ولكن هذا كله, إن بقي خارجياً, طبعاً لا يكفي. لا شك أن الذهاب إلى الله, هو في الأساس في سعي القلب الداخلي, في كون الهنا الها لنا, حيّاً, شخصيّاً داخليّاً, وقد قيل: “ان اردت أن تقتل الله فاقتل حياة الانسان الداخلية”. لا ليست الكنيسة في الخارج بل في القلب وقد قال الكتاب:” من لا يتأمل في قلبه لا علم له ولا فهم” : اشعيا 44: 19 . نحن نعلم ذلك ولكننا بفعل العادة والزمن, كثيراً ما ننساه, نعلم أن الكنيسة ليست في الحاجرة, ولا في التراتيل, ولا في المؤسسات والمظاهر, ولكن جمالها كله في الداخل. إن اكتفينا بالظاهرولم نفهمه ولم ندخل إلى معناه الحياتي العميق, يصير الظاهر لنا أمراً خارجياً مائتاص يحول بيننا وبين الله, بدل أن يقودنا إليه. يتحول إلى قيمة مطلقة او وسواس او حجّة نتلهى بها عن الله. ثم نخلط بين الظواهر والمجد الحقيقي غير المنظور ناسين قول الكتاب: ” في ذلك اليوم يصير مجد يعقوب سخيفاً “. اشعيا 17: 4 اما اذا تجاوزنا المظاهر واردنا العيش والدخول إلى الجوهر, فهناك انجيل يجب اتباعه. |
|