منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 10 - 2024, 04:58 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,267,492

* يشير سليمان، أحكم الرجال، إلى هذه الرذيلة في كثير من كتاباته إذ يقول: "تابع البطالين يشبع فقرًا" (أم 28: 19)، إما عيانًا أو خفية، حيث لا مناص من أن يتورط المتراخي. ومن تلاحقه النقائص، فلا يفطن قط للتأملات الإلهية أو الكنوز الروحية، التي يشير إليها الرسول المبارك بقوله: "إنكم في كل شيء استغنيتم فيه في كل كلمة وكل علم" (1 كو 1: 5).
أما فيما يتعلق بهذا الفقر الذي يلحق المتكاسل أي الضجر، أيضًا يكتب: "الكسلان يكتسي بالخِرق" (أم 23: 21)، فمن المؤكد لا يستحق أن يتزيَّن بتلك الحُلة التي لن يعتريها البلاء أو الفساد، والتي يقول الرسول عنها: "البسوا الرب يسوع المسيح" (رو 13: 14) وأيضًا: "لابسين درع الإيمان والمحبة" (1 تس 5: 8)، والتي تكلم الرب ذاته عنها إلى أورشليم بلسان النبي قائلًا: "استيقظي، استيقظي، اِلبسي عِزِّك يا صهيون" (إش 51: 1).
أي شخص يستبد به نوم التراخي أو الضجر يفضل أن يكتسي لا بعمله وكده، بل بخرق التكاسل، مقتبسًا عبارات من الكتاب المقدس الراسخ (ويسيء استخدامها)، دون أن يكسو تكاسله بحُلة مجد وفخار، بل برداء العار وتلمس الأعذار. أولئك هم الذين يؤثرون هذا الكسل ولا يودُّون إعالة أنفسهم بكد أيديهم، كما كان الرسول يفعل دائمًا ويكلفنا أن نفعل، قائلين إنه مكتوب: "اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية" (يو 6: 27)، وأيضًا: "طعامي أن أعمل مشيئة أبي" (يو 4: 34). ولكن هذه الأدلة هي خِرق منتزعة من حُلة الإنجيل المكين الراسخ، اُقتبست لهذا الغرض، أعني تغطية فضيحة تكاسلنا وعارنا، بدلًا من أن توفر لنا الدفء، وأن نتزين بحلة الفضيلة الفخمة الكثيرة الثمن، إذ قيل إن المرأة التي ورد ذكرها في سفر الأمثال والتي كانت ملتحفة بالعز والبهاء، كانت تصنع ثيابًا إما لنفسها أو لزوجها، حتى يُقال عنها في كل حين: "العز والبهاء لباسها، وتضحك على الزمن الآتي" (أم 31: 25).
يعود سليمان مرة أخرى إلى ذكر آفة التكاسل، فيقول: "طرق الكسلان مفروشة بالأشواك" (أم 15: 29)، أي مفروشة بهذه وغيرها من النقائص المماثلة التي سبق أن ذكر الرسول أنها تنبعث من البطالة. كذلك يقول: "نفس الكسلان تشتهي ولا شيء لها" (أم 13: 4)، ويشير الرسول إلى هذا الاشتهاء حين يقول: "ولا تكون لكم حاجة إلى أحد" (1 تس 4: 12). أخيرًا عدَّد الرسول تلك الآفات التي ذكر سليمان الحكيم أنها غرس البطالة والملل، في الفقرة الآنفة الذكر، بقوله: "لا يشتغلون شيئًا بل هم فضوليون" (1 تس 4: 11). ويضيف إلى هذه الآفة آفة أخرى إذ يقول: "وأن تحرصوا على أن تكونوا هادئين"، ثم "أن تمارسوا أموركم الخاصة، وتشتغلوا بأيديكم وتسلكوا بلياقة عند الذين هم من خارج، ولا تكون لكم حاجة إلى أحد" (1 تس 4: 11).
أما أولئك الذين يسلكون بلا ترتيب ولا يطيعون الوصايا، فالرسول يوصي أبناء الطاعة الجادين أن يعتزلوهم، فيقول: "تجنبوا كل أخٍ يسلك بلا ترتيب، وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (2 تس 3: 6).
القديس يوحنا كاسيان
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أولئك الذين يقفون في حضرة المسيح الذين يصبون كل اهتمامهم في الإلهيات
أولئك الذين سينالون الملكوت هم الذين يساعدون الفقراء بأمورٍ صالحة
نوع آخر من الذين يحبون أنفسهم محبة خاطئة هم: التائهون عن أنفسهم
الذين ظنّوا في أنفسهم أبناء، حرموا أنفسهم من مائدة الملكوت
الفقراء ليسوا أولئك الذين يملكون القليل ولكنهم أولئك الذين يرغبون في الكثير


الساعة الآن 09:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024