![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "من يخفي البغضة فشفتاه كاذبتان، ومُشيع المذمَّة هو جاهل" [ع 18] اهتم سفر الأمثال بالحديث عن تقديس الفم واللسان، مُقارنًا بين شفتيّ الصدِّيق وشفتيّ الغبي، حيث ينطق الأول بكلمات مقدسة، أو يُسلم شفتيه للسيد المسيح الساكن فيه، يقدسهما ويستخدمهما لبنيان نفس المتكلم ونفوس المستمعين. بينما يعبر الثاني عما في أعماقه من جفاف وفراغ، بل وموت؛ فتخرج كلماته قاتلة لنفسه ولمستمعيه. وفي العهد الجديد قدم لنا القديس يعقوب رسالته التي يدعوها البعض "سفر أمثال العهد الجديد" حديثًا عن خطورة اللسان موضحًا الآتي: لنُسرع في الاستماع، ونُبطئ في التكلم" (يع 1: 19). من لا يضبط لسانه فهو ليس متدينًا (يع 1: 26). لا يُحسب الإنسان مؤمنًا حقًا ما لم تُطابق أعماله كلماته (يع 2: 14-24). يقوم اللسان بأعمال عظيمة بالرغم من صغر حجمه (يع 3: 5). "اللسان هو نار عالم الإثم" (يع 3: 6)؛ "شر لا يُضبط مملوء سُمًا مميتًا" (يع 3: 8)؛ "ينبوع يخرج إما بركة أو لعنة" (يع 3: 10)، شجرة تُخرج ثمرة معينة (يع 3: 12). يليق ألا نستخدمه لنحلف به (يع 5: 12)، وأن نكون دائمًا صادقين فيما نعد به. اهتم هذا السفر بحديث الإنسان خلال الحياة اليومية، فهو يكشف عما في الأعماق. يجب أن يكون الحديث صادقًا غير كاذبٍ [ع18]، له حدوده [ع20]، فيصير ثمينًا [ع20] ومشبعًا [ع21]. يُقدم في هذا المثل تقابل بين من يخفي بالرياء كراهيته، فيُقدم كلمات معسولة كاذبة، وبين من يُعلن ما في قلبه من كراهية فيذم إخوته. الأول مرائي والثاني جاهل وغبي، ولا يليق بنا أن نختار بين هذا وذاك، فالاثنان شريران. أما الاختيار الصحيح فهو ألا نحمل الكراهية نهائيًا، لا في قلوبنا الخفية، ولا في كلماتنا الطاهرة. من يظن أنه يخفي بُغضه عن الله، كأن الله لا يُدرك ما في قلبه أو في فكره، تنطق شفتاه بالكذب بروح الكبرياء. |
![]() |
|