*على أرض تميّزت بالعصيان والتمرد كان هو المطيع. لقد نزل من السماء لا ليعمل مشيئته بل مشيئة الذي أرسله. وكان طعامه وسروره أن يعمل مشيئة أبيه ويتمِّم عمله. عاش لا يفكر في نفسه، ولم يعمل شيئًا واحدًا طوال حياته لأجل نفسه. جاع أربعين يومًا، وكان في مقدوره أن يُصيِّر الحجارة خبزًا، لكنه لم يفعل شيئًا بالاستقلال عن أبيه. تقبّل كل ما رتّبته له مشيئة الآب من طريق صعب دون أن يشكو أو يتذمر. وفى بستان جثسيماني أحنى رأسه خاضعًا قائلاً: «لتكن لا إرادتي بل إرادتك»، لقد استطاع أن يرفع نظره نحو السماء ويقول: «أنا مجّدتك على الأرض». فهل ليسوع من مثيل؟!
* كان له دائمًا فكر الاتضاع والنزول. قَطّ لم يرتفع قلبه ولم يمجد نفسه. لقد كان في صورة الله وكان معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب (في2: 5-8).