رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السهر التقوي على حالة القطيع وأقصد به هنا الخطر القادم من الخارج. فيقول الرسول بولس: «اِحْتَرِزُوا إذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. لأَنِّي أَعْلَمُ هَذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ. وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ. لِذَلِكَ اسْهَرُوا» (أع20: 28-31). فهناك خطر ممكن أن يواجه شعب الرب، سواء تعاليم كاذبة من معلمي الضلال، أو ممارسات خاطئة من الذين ينحرفون عن كلمة الله. وبيت الله ليس مجالاً لكي يتصرف فيه كل واحد حسبما يحلو له (انظر 1تيموثاوس3: 14، 15). تُرى من الذي يراقب أحوال كنيسة الله؟ هذا هو في المقام الأول دور الأسقف. ويقول الرسول بولس لابنه تيطس: «لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ كَوَكِيلِ اللهِ... مُلاَزِماً لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِي بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ، لِكَيْ يَكُونَ قَادِراً أَنْ ... يُوَبِّخَ الْمُنَاقِضِينَ. فَإِنَّهُ يُوجَدُ كَثِيرُونَ ... يَتَكَلَّمُونَ بِالْبَاطِلِ، وَيَخْدَعُونَ الْعُقُولَ، ... الَّذِينَ يَجِبُ سَدُّ أَفْوَاهِهِمْ» (تي1: 7-11). وهناك صورة توضيحية عن ضرورة وأهمية السهر على أحوال القطيع، نجدها في وصف الرعاة، الذين وصلتهم البشارة بمولد المسيح في بيت لحم، إذ يقول الوحي عنهم: «كَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ» (لو2: 8). ففي الليل يكثر اللصوص، وتنتشر الذئاب، ويجب على النظار السهر لحراسة قطيع الرب. |
|