رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حقائق سوسيولوجية (اجتماعية) ثابتة: حدثت تغييرات في المجتمع لا يمكن حدوثها بدون قيامة المسيح، أولها تأسيس مؤسسة هي الكنيسة، وجَعْل يوم الأحد يوم العبادة، وممارسة المؤمنين للعشاء الرباني والمعمودية. (ا) الكنيسة مؤسسة مسيحية: نتيجة لوعظ التلاميذ عن القيامة تأسّست الكنيسة المسيحية: فَيَنْبَغِي أَنَّ الرِّجَالَ الّذِينَ اجْتَمَعُوا مَعَنَا كُلَّ الّزَمَانِ الّذِي فِيهِ دَخَلَ إِلَيْنَا الرَّبُّ يَسُوعُ وَخَرَجَ، مُنْذُ مَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا إِلَى الْيَوْمِ الّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ عَنَّا، يَصِيرُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ شَاهِداً مَعَنَا بِقِيَامَتِهِ (أعمال 1: 21 ، 22). هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللّهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللّهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ (أعمال 2: 23 ، 24). (راجع الشواهد التالية التي تظهر إعلان التلاميذ للقيامة كأساس قامت عليه الكنيسة المسيحية: أعمال الرسل 2: 31 ، 32 ، 3: 14 و15 و26 ، 4: 10 ، 5: 30 ، 10: 39 - 41 ، 13: 29 - 39 ، 17: 30 و31 ، 26: 22 ، 23). ولا يمكن تفسير قيام الكنيسة بغير الإيمان بالقيامة، فقد لقي التلاميذ الأولون أمرَّ الاضطهاد والتعذيب والموت من اليهود والرومان بسبب إيمانهم لأنهم عرفوا أن ربهم قد قام من القبر. ولقد كان تعليم القيامة أساس الإيمان المسيحي، فتعليم الكنيسة عن الخلاص يرسو على القيامة، فإنْ لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضاً إيمانكم هكذا قال بولس! وبفضل هذا الإيمان بالمسيح المقام سمت المسيحية على اليهودية، وانتشرت في كل العالم. لم تتأسس الكنيسة سنة 32 م بالصدفة، لكن بسبب محدد. ولقد قيل عن أعضاء الكنيسة الأولى في أنطاكية إنهم فتنوا المسكونة (أعمال 17: 6) وكان سبب كل هذا التأثير هو القيامة! ولو أن حياة المسيح انتهت بالصليب لاستحال أن تنتشر المسيحية، ولما تأسست الكنيسة على أساس أن المسيح هو المخلّص المنتظر، فإن المسيا المصلوب فحسب، لا يمكن أن يخلص. لقد تعيَّن (أي تَبَرهْن) أن المسيح ابن اللّه بقوة القيامة من الأموات (رومية 1: 4). ولو لم يقم المسيح لصار مجرد نبي صالح لقي حتفه، ولما تأسست كنيسته! (ب) يوم الأحد يوم عبادة: كان يوم السبت هو يوم العبادة عند اليهود، لأن اللّه استراح فيه من عمل الخليقة. وكان حفظ السبت وصية من الوصايا العشر، وأحد الأعمدة الهامة في الديانة اليهودية. وكان تقديس السبت من أهم مظاهر حياة اليهود. وقد اجتمع المسيحيون للعبادة يوم الأحد، تذكاراً لقيامة المسيح يوم الأحد، وغيَّر المسيحيون تقليد العبادة يوم السبت، رغم رسوخه عصوراً طويلة بالعقيدة والممارسة. فإذا عرفنا أن الرسل كانوا يهوداً، لرأينا مقدار الجهد الذي تطلَّبه الأمر لتغيير يوم العبادة بالنسبة لهم. وكيف نجد تفسيراً لتغيير يوم السبت بيوم الأحد إلا بالقيامة؟ لقد كان التلاميذ الأولون يهوداً متمسّكين بالسبت، ولا يمكن تغيير هذا التمسُّك العقائدي والاجتماعي إلا بسبب أقوى، وهو القيامة! (ج) فريضتان جديدتان: 1 - فريضة العشاء الرباني (أعمال 2: 46 ، متى 26: 26 ، مرقس 14: 22 ، لوقا 22: 19 ، 1 كورنثوس 11: 23 و24). العشاء الرباني تذكار لموت المسيح، لكنهم كانوا يمارسونه بفرح! (أعمال 2: 46) فكيف نفسّر فرحهم بموت المسيح إلا بالقيامة؟ لقد كانت وليمة العشاء السابق للصلْب ألماً لا يُحتمل للتلاميذ، ولكننا نجدها في العشاء الرباني مصدر فرح. كيف حدث هذا التغيير؟ الإجابة: إنهم لم يحتفلوا بالمصلوب فقط، لكن بالمقام أيضاً، الذي ينتظرون مجيئه ثانية (1 كورنثوس 11: 26). وعندنا عبارة قصيرة بالأرامية كانوا يتلونها وقت ممارسة العشاء الرباني تقول: ماران أثا أي أيها الرب تعال (1 كورنثوس 16: 22). هذا يعني أنهم عرفوا أن المسيح المصلوب قام، وأنه سيجيء مرة أخرى. 2 - فريضة المعمودية (كولوسي 2: 12 ، رومية 6: 1 - 6). اختلف المسيحيون عن اليهود في أن اليهود مارسوا الختان، بينما مارس المسيحيون المعمودية، حسب أمر المسيح. وكان على كل إنسان أن يموت عن خطاياه ويؤمن بالمسيح المقام، ثم يتعمَّد. ويقول بولس إن المؤمن في المعمودية يتحد بالمسيح، فيموت معه ويقوم معه. فعندما يُوضع في الماء يموت ويُدفن مع المسيح وعندما يخرج من الماء يكون قد قام مع المسيح . ولا يوجد في المسيحيةما هو أقدم من هاتين الفريضتين، وكلتاهما مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً بموت المسيح وقيامته، ولم يكن ممكناً وجودهما في الكنيسة لو لم يكن المسيح قد قام، فهما شاهدان دائمان على قيامة المسيح، التي قامت عليها الكنيسة. لقد كان أوائل المؤمنين بالمسيحية من أصل يهودي، واليهود معروفون بتمسُّكهم الشديد بشريعة دينهم. لكن هؤلاء المسيحيين الأولين أبدلوا السبت، يوم عبادتهم بالأحد، احتفالاً بقيامة المسيح. وفي يوم الأحد احتفلوا بالعشاء الرباني، لا ذكرى لموت المسيح فقط، بل شكراً على البركات التي يغدقها عليهم المسيح الحي أيضاً. أما المعمودية فإعلان للدفن مع المسيح وللقيامة معه (كولوسي 2: 12). لقد أضْفَت القيامة معناها على كل ما فعله التلاميذ. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما فعله التلاميذ الأوائل فأصبحوا بدورهم مبَشرين بملكوت الله |
(معناها لكن) الى توقف عن كل إمكانية لمتابعة رواية القيامة |
القيامة في حياة التلاميذ |
مع التلاميذ بعد القيامة |
شكوك التلاميذ في القيامة |