ماذا يرى الإنسان خلال "الرؤية الإيمانيَّة الحاضرة"؟ أنَّه لا يرى تأمُّلات عقليَّة، ولا يتوقَّع رؤى منظورة... لكن
في رأي الأب ثاؤفيلس- يرى الله خلال أعمال محبَّته وعنايته وتدبيره للخليقة كلها، بل للإنسان ذاته. بمعنى آخر، لا يلتقي المؤمن مع الله ليتعرَّف على جوهر الله، ولا ليشبع فكره بلاهوتيَّات نظريَّة وفلسفيَّة، إنَّما يلتقي معه لقاءًا شخصيًا... يدخل في "خبرة شخصيَّة مع الثالوث القدُّوس"...
[تقول لي لا يا من ترى الله، هل تظهر لي ما هي هيئة الله؟
اسمع يا إنسان. هيئة الله لا يُنطق بها، ولا يُمكن شرحها، إذ لا تراها الأعين الجسديَّة. أنَّه في المجد غير مُدرك، في العظمة لا، في العلو لا يُدرك، في القوَّة لا يُقارن، في الحكمة منقطع النظير، في الصلاح لا يُضاهى، في الحنوّ لا ينطق به.
عندما أقول عنه أنَّه "نور"، أنعت عمله؛
إن دعوته "الكلمة"، أدعو سلطته؛
إن دعوته "عقلًا"، أتحدَّث عن حكمته؛
إن قلت أنَّه "روح"، أتحدَّث عن نسمته؛
إن دعوته "العناية"، أشير إلى صلاحه؛
إن دعوته "الملكوت"، أشير إلى مجده؛
إن دعوته "الرب"، أشير إليه كديَّان؛
إن دعوته "الديَّان"، أشير إليه كعادل؛
إن دعوته "أب"، أتحدَّث عنه كمصدر كل شيء؛
إن دعوته "نارًا"، أشير إلى غضبه...].