منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 08 - 2024, 05:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

مجنون كورة الجدريين ونظرته لنفسه



قصة مجنون كورة الجدريين


نظرته لنفسه

«وَكَانَ دَائِمًا لَيْلاً وَنَهَارًا فِي الْجِبَالِ وَفِي الْقُبُورِ، يَصِيحُ وَيُجَرِّحُ نَفْسَهُ بِالْحِجَارَةِ». هكذا يعيش هذا الإنسان مع نفسه: دائمًا ليلاً ونهارًا: ما يفعله ليس موسميًا، ولا تحت الضغط وعند مروره بظروف طارئة. إنما هو يعيش في هذا ولا يتوقف عنه. هو دائم القيام به ليس مرة واحدة يوميًا. إنما ليلاً ونهارًا.

هكذا يفعل كل من يعيش في الشر ويقضي حياته عبدًا لإبليس؛ هكذا كانت امرأة فوطيفار التي كانت يومًا فيومًا تحاول أن تضغط على يوسف لفعل الشر، جليات أيضًا كان يهدد شعب الله صباحًا ومساءً. فالإنسان الخاطئ يعيش كل أيامه ليلاً ونهارًا في شر ونجاسة وكما يقول عنهم الكتاب: «الْيَوْمَ كُلَّهُ يَلْهَجُونَ بِالْغِشِّ» (مزمور ٣٨: ١٢)، هم أهل الشر «الَّذِينَ يَتَفَكَّرُونَ بِشُرُورٍ فِي قُلُوبِهِمْ. الْيَوْمَ كُلَّهُ يَجْتَمِعُونَ لِلْقِتَالِ» (مزمور ١٤٠: ٢).

في الجبال وفي القبور: وكأنه إنسان ميت، فالقبور والجبال أماكن مهجورة لا يسكنها الأحياء. هو يعيش – عيشة بطعم موت – هو لا يعيش مع البشر ولا كبقية البشر. ميت وهو حي. وهذا هو تقرير الكتاب عن كل خاطئ يعيش بعيدًا عن الله: «وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا» (أفسس ٢: ١).

يصيح: وهناك أسباب كثيرة لهذا الصياح؛ إنه صياح الاضطراب الداخلي، صياح الخوف، صياح عدم الشعور بالأمان، صياح العبودية، صياح الضمير والشعور بالذنب، صياح من لا يعرف طريقه.

كما أنه صياح الشر، والعنف، والتحدي، والجبروت. إنه يصيح وربما لا يعرف لماذا، هو يصيح بلا تفسير. فالخاطيء يتعامل بعنف وعصبية دون سبب واضح. يؤذي أقرب الناس إليه دون أن يكون هناك سببًا لهذا. فما الخطأ الذي ارتكبه هابيل حتى يقوم عليه قايين ويقتله؟ وماذا فعل داود حتى يُطارده شاول محاولاً قتله؟ وما الذي فعله نابوت اليزرعيلي حتى يخرجونه خارج المدينة ويرجموه بحجارة حتى يموت (١ملوك ٢١: ١٣)؟ ألا يكشف لنا كل هذا شر الإنسان وقلبه الفاسد!

يُجرَّح نفسه: هذا القوي الجبار أمام الناس، من لا يردعه أحد ولا يقدر أحد أن يُذلله؛ يُجرح نفسه بالحجارة. يؤذي نفسه كل يوم. تصيبه الجروح النفسية والجسدية دون شعور. الشيطان يُخدَّره تمامًا فلا يرى ما يفعله بنفسه. يموت كل يوم وهو لا يشعر.

العجيب هنا أن الشيطان – الروح النجس – هو من يقف خلف كل هذا، لكن الخاطئ في غبائه الشديد يفعل ما يمليه عليه الشيطان وكأنه صادر منه. يُجرح نفسه لكن الحقيقة أن الشيطان من أقنعه بالأمر.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مجنون كورة الجدريين ونظرة الناس له
لوقا 8، مجنون كورة الجدريين
حوار مع مجنون كورة الجدريين
مجنون كورة الجدريين
مجنون كورة الجدريين


الساعة الآن 08:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024