منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 08 - 2024, 02:25 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,978

هل يمكنني أن أغفر لشخص غير تائب




هل يمكنني أن أغفر لشخص غير تائب؟



يمس هذا السؤال أحد أكثر جوانب الغفران المسيحي تحديًا. من الطبيعي أن نشعر أن الغفران يجب أن يكون مشروطًا بتوبة الجاني. لكن المسيح يدعونا إلى مستوى أعلى من المحبة والرحمة.

لنتذكر كلمات يسوع على الصليب: "يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" (لوقا 23:34). في هذه اللحظة من التضحية السامية، قدم ربنا الغفران لأولئك الذين لم يتوبوا، واضعًا لنا جميعًا مثالاً. هذا الغفران الجذري هو جوهر رسالة الإنجيل.

من المهم أن نفهم أن الغفران لا يعني التسامح أو التغاضي عن السلوك المؤذي (تنكيري، 2000). بل هو بالأحرى قرار بالإعفاء من الدين المستحق لنا من قبل الجاني، مفوضين العدالة إلى الله. كما يذكّرنا القديس بولس: "لا تنتقموا بل اتركوا مجالاً لغضب الله، لأنه مكتوب: "لِي أَنْ أَنْتَقِمَ وَأَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ" (رومية 12: 19).

قد يكون مسامحة شخص غير تائب أمرًا صعبًا بشكل خاص لأننا قد نشعر بأننا نتركه "يفلت من العقاب" أو نسمح للظلم أن يسود. لكن يجب أن نتذكر أن المسامحة هي في المقام الأول من أجل سلامتنا الروحية والعاطفية. إن التمسك بالاستياء والمرارة لا يؤدي إلا إلى مزيد من الأذى لنا، في حين أن المسامحة تحررنا من عبء الغضب وتسمح لنا بالمضي قدمًا في سلام (تنكيري، 2000).

ومع ذلك، فإن المسامحة لا تعني دائمًا المصالحة أو استعادة الثقة، خاصة في حالات السلوك الضار المستمر (ستانلي وآخرون، 2013). يمكننا أن نغفر لشخص ما في قلوبنا مع الحفاظ على حدود صحية لحماية أنفسنا من المزيد من الأذى. هذا تمييز مهم يجب القيام به، خاصة في حالات الإساءة أو سوء المعاملة المستمرة.

لكي نغفر لشخص غير تائب، يجب علينا أولاً أن نعترف بعمق الأذى الذي لحق بنا ونطرحه أمام الله في الصلاة. اطلبوا النعمة لرؤية الجاني من خلال عيون الله التي فيها المحبة والرحمة. تذكّر أنهم أيضًا أبناء الله، وإن كانوا قد ضلوا الطريق. هذا المنظور يمكن أن يساعدنا على تليين قلوبنا ويجعل المغفرة ممكنة.

قد يكون من المفيد أيضًا أن نتأمل في حاجتنا إلى الغفران. كما يعلمنا يسوع في مثل العبد الذي لا يغفر (متى 18: 21-35)، نحن الذين غفر الله لنا الكثير، نحن مدعوون إلى تقديم نفس الغفران للآخرين، حتى عندما يكون ذلك صعبًا (تنكويري، 2000).

قد تشمل الخطوات العملية نحو الغفران الصلاة من أجل عافية الجاني وتحوله، واختيار التخلي عن الأفكار الانتقامية، والتركيز على شفائنا ونمونا بدلاً من التركيز على عدم توبة الجاني. قد يكون من المفيد أيضًا طلب الدعم من مرشد روحي أو مستشار روحي للعمل من خلال المشاعر المعقدة التي تنطوي عليها هذه العملية.

تذكر أن المسامحة غالبًا ما تكون رحلة وليست فعلًا واحدًا. كن صبورًا مع نفسك وأنت تعمل على التخلص من الاستياء وتقبل المسامحة. حتى لو كنت لا تشعر بأنك مستعد للمسامحة الكاملة، يمكنك أن تبدأ بسؤال الله أن يساعدك على الرغبة في المسامحة.

في حين أنه من الصعب بلا شك أن نغفر لشخص غير تائب، إلا أنه ممكن وضروري لنمونا الروحي ورفاهيتنا. باختيارنا الغفران، فإننا ننحاز إلى قلب المسيح ونفتح أنفسنا للقوة التحويلية لمحبة الله ورحمته.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
درس لكل تائب
تضرع تائب
تضرع تائب
كل تائب...
يايسوع.لاأستطيع أن أغفر لهذا الرجل فساعدنى لكى أغفر له...النازيون والفتاة


الساعة الآن 11:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024