19 - 05 - 2012, 06:39 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
المفهوم الروحي للعيد يحمل لنا عيد دخول السيد المسيح أرض مصر تعاليما و رموزا نافعة لنا لذلك رتبت الكنيسة بإرشاد الروح القدس الاحتفال بهذا العيد ودعته من الأعياد السيدية الصغرى لذلك يجب أن ندخل إلى فرح العيد ونتهلل بمجيء الفادي إلى أرضنا، ولكي نفرح بالعيد فرحا روحيا يجب أن ندرك المغزى والمفهوم الروحي فهو واسع و شامل لأمور كثيرة نتأمل في بعض منها فيما يلي: أولا: من مصر دعوت ابني (مت 2: 15) ، (هو 11: 1) : كانت مصر في بعض المواضع رمزا للهروب من الضيقة فقد هرب إبراهيم من ضيقته واستبقاء لحياته حيث فر من المجاعة والتجأ إلى مصر (تك 12: 10-20)، كما أن يعقوب وبنوه دخلوا إلى مصر طلبا للنجاة وهربا من الجوع في أرضهم (تك 46: 1-20)، كما أن يربعام التجأ إلى مصر وهرب طالبا النجاة من وجه سليمان الذي أمر بقتله (1 مل 11: 40) وهكذا صارت مصر مكانا للنجاة وتمت هذه الرموز حين أتى السيد المسيح ومعه أمه القديسة مريم العذراء ويوسف البار و سالومة هربا والتجأ إلى أرض مصر، فكم تملأ نفوسنا البهجة بمجيئه إلى أرضنا فبمجيئه أشرف الفرح والخلاص وإن كان في الظاهر أنه يلتجئ إلى مصر طلبا للنجاة لكنه بفدائه وخلاصه قد وهبنا حقيقة الخلاص و النجاة فلتفرح قلوبنا في هذا اليوم الذي بارك فيه السيد المسيح أرضنا، إنه عيد مصر كلها " مبارك شعبي مصر ". ثانيا: تعلموا مني لأني وديع متواضع (مت 11: 29) : لم يلتجئ السيد المسيح إلى مصر خوفا من هيرودس أو جزعا منه ولكن لكي يعلمنا ضرورة الهروب من الشر حيث أنه أوصانا "لا تقاوموا الشر" (مت 5: 39) بل بمجيئه إلى أرض مصر قد أسس مبدأ الوداعة والتواضع، لأنه كان في سلطانه أن يهلك هيرودس ومع هذا فقد اجتاز كل هذه الرحلة الشاقة والمملوءة أخطارا بوداعة عظيمة وتواضع عجيب، ليتنا في هذا العيد نتدرب على هذا الدرس وهذا التعليم الذي أسسه لنا فادينا بمجيئه إلى أرضنا لتصير فضيلة الوداعة في حياتنا ومعاملاتنا والتواضع سلوكنا وطريقنا الذي نحياه. ثالثا: " هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهة ويذوب قلب مصر في داخلها" (إش 19: 1) : كم م ن الم ع ابد سقطت وكم من الأصنام تحطمت يوم أن دخل السيد المسيح أرض مصر وكم جزعت الشياطين وهربت وهي تصرخ أمام جلال الفادي أثناء سيره في بلدان مصر!! ما أعظم هذا اليوم الذي أتى إلينا فيه السيد المسيح، إذ سقطت الأوثان وتحطمت وهربت منها الشياطين، ففي هذا اليوم بارك الرب أرض مصر فحلت البركة محل اللعنة القديمة وضربات الغضب الإلهي التي حلت بمصر في القديم بسبب تمردها (خر 12: 29)، فبمجيء الرب تبدلت اللعنة بالبركة، وتقدست الأرض، إنه عيد كل مصر. لقد صارت البركة من نصيب كل مصري يدخل المسيح إلى قلبه في هذا العيد المجيد. رابعا: "وأيضا أرسل آيات وعجائب في وسطك يا أرض مصر" (مز 35: 1-9) : بدخول الفادي أرض مصر ذاب القلب القاسي في داخلها " فهوذا الرب صانع عجائب في وسطها " ففي ذلك اليوم يكون مذبح للرب وسط أرض مصر، و عمود للرب عند تخمها... فيعرف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة " (إش 19: 19). لقد صار مذبح للرب في مصر وآمن المصريون بالرب، إن هذا اليوم يا إخوتي هو عيد التسبيح والشكر لنا نحن المصريين إنه إعلان التسبيح والشكر للرب على إحساناته وأفضاله علينا حيث أشرق علينا ببركة مجيئه إلى مصر ففاضت نعمته علينا، ففي هذا العيد المجيد الذي أتى إلينا فيه الرب وسقطت الأوثان وانتهت . يجب علينا أن نطهر القلب من كل وثن وصنم، عن كل شهوة ردية أو محبة للمال أو المجد الباطل أو الكبرياء أو التهاون وغير ذلك من أصنام ومنحوتات قد أقمناها داخل القلب. إنه عيد ليدخل السيد المسيح بوداعته وتواضعه ومحبته إلى القلب ويملأه بالبركة فيتحول القلب من الشر إلى عبادة الرب ويصير فيه مذبح تسبيح دائم وتقدمه وصلوات فننال من الرب وعده " مبارك شعبي مصر ". خامسا: في هذا العيد صورة مسبقة للصليب: في هروب السيد المسيح من أورشليم صورة مسبقة للصليب فهي تعلن عن المسيح المرفوض " جاء إلى خاصته و خاصته لم تقبله". فإن المدينة المقدسة لم تقبله وهي التي صرخت فيما بعد "اصلبه.. ليس لنا ملك إلا قيصر" (يو 19: 15). وفي سقوط الأصنام وهروب الشياطين منها عند دخوله إلى مصر، وهي التي كانت تصرخ أمام قوته فيما بعد ( لو 4: 41) صورة مسبقة عن الصليب حيث "جرد الرئاسات" (كو 2: 15) وعتقنا من سلطان الخطية (كو 2: 14). وفي هذا العيد تحقيق النبوة عن عمل الله في المصريين " اصنع آيات وعجائب"، "ويذوب قلب مصر داخلها" وبهذا تظهر صورة مسبقة للصليب الذي عند المخلصين هو قوة الله (1 كو 1: 18) فمن آمن بالمسيح تجري من بطنه أنهار ماء حي فقد تحول قلب مصر القاسي إلى عبادة الله فأنجبت أثناسيوس حامي الإيمان و ديوسقوروس المدافع عن العقيدة وأنطونيوس مؤسس الرهبنة.. . أنها صورة الصليب الذي يحول قلب الإنسان من الشرور إلى محبة الرب. وفي هذا العيد صورة لبركات الصليب "الذي صالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلا العداوة به" (أف 2: 16)، ففي دخول السيد المسيح أر ض فمصر زالت اللعنة القديمة التي صارت عليها بسبب وثنيتها وتم ردها وقلبها القاسي (خر 11: 9) فحلت البركة محل اللعنة "مبارك شعبي مصر ..." وكأن مصر بدخول المسيح إليها تعلن للبشرية بشارة مفرحة (إش 19: 25) بمسامحة الله، أنها صورة مسبقة للمصالحة التي تمت في الصليب. لذلك فدخول السيد المسيح أرض مصر هو عيد مصر والمصريين. فإن الوحي يقول "من مصر دعوت ابني" (هو 1: 11) وهو أيضا عيد البشرية كلها. ليت الرب يقدس قلوبنا في هذا العيد ليدخل فيها فتنكسر وتتحطم أوثانها ويسكن الله فيها فتصير هيكلا مقدسا له فنفرح بمجيئه المبارك ونبتهج بهذا العيد المجيد، آمين . |
||||
19 - 05 - 2012, 07:21 AM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
موضوع رائع ومتكامل يا مجدي
ربنا يبارك حياتك |
||||
19 - 05 - 2012, 06:56 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
شكراً على مروركم الجميل
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن لاهوت السيد المسيح |
موضوع متكامل عن يسوع المسيح |
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر |
موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح |
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر |