رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور شكر: 9 كِتَابَةٌ لِحَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا إِذْ مَرِضَ وَشُفِيَ مِنْ مَرَضِهِ: 10 أَنَا قُلْتُ: «فِي عِزِّ أَيَّامِي أَذْهَبُ إِلَى أَبْوَابِ الْهَاوِيَةِ. قَدْ أُعْدِمْتُ بَقِيَّةَ سِنِيَّ. 11 قُلْتُ: لاَ أَرَى الرَّبَّ. الرَّبَّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. لاَ أَنْظُرُ إِنْسَانًا بَعْدُ مَعَ سُكَّانِ الْفَانِيَةِ. 12 مَسْكِنِي قَدِ انْقَلَعَ وَانْتَقَلَ عَنِّي كَخَيْمَةِ الرَّاعِي. لَفَفْتُ كَالْحَائِكِ حَيَاتِي. مِنَ النَّوْلِ يَقْطَعُنِي. النَّهَارَ وَاللَّيْلَ تُفْنِينِي. 13 صَرَخْتُ إِلَى الصَّبَاحِ. كَالأَسَدِ هكَذَا يُهَشِّمُ جَمِيعَ عِظَامِي. النَّهَارَ وَالَّلَيْلَ تُفْنِينِي. 14 كَسُنُونةٍ مُزَقْزِقةٍ هكَذَا أَصِيحُ. أَهْدِرُ كَحَمَامَةٍ. قَدْ ضَعُفَتْ عَيْنَايَ نَاظِرَةً إِلَى العَلاَءِ. يَا رَبُّ، قَدْ تَضَايَقْتُ. كُنْ لِي ضَامِنًا. 15 بِمَاذَا أَتَكَلَّمُ، فَإِنَّهُ قَالَ لِي وَهُوَ قَدْ فَعَلَ. أَتَمَشَّى مُتَمَهِّلًا كُلَّ سِنِيَّ مِن أَجْلِ مَرَارَةِ نَفْسِي. 16 أَيُّهَا السَّيِّدُ، بِهذِهِ يَحْيَوْنَ، وَبِهَا كُلُّ حَيَاةِ رُوحِي فَتَشْفِينِي وَتُحْيِينِي. 17 هُوَذَا لِلسَّلاَمَةِ قَدْ تَحَوَّلَتْ لِيَ الْمَرَارَةُ، وَأَنْتَ تَعَلَّقْتَ بِنَفْسِي مِنْ وَهْدَةِ الْهَلاَكِ، فَإِنَّكَ طَرَحْتَ وَرَاءَ ظَهْرِكَ كُلَّ خَطَايَايَ. 18 لأَنَّ الْهَاوِيَةَ لاَ تَحْمَدُكَ. الْمَوْتُ لاَ يُسَبِّحُكَ. لاَ يَرْجُو الْهَابِطُونَ إِلَى الْجُبِّ أَمَانَتَكَ. 19 الْحَيُّ الْحَيُّ هُوَ يَحْمَدُكَ كَمَا أَنَا الْيَوْمَ. الأَبُ يُعَرِّفُ الْبَنِينَ حَقَّكَ. 20 الرَّبُّ لِخَلاَصِي. فَنَعْزِفُ بِأَوْتَارِنَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِنَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ». أ. كثيرًا ما نذكر الله في وقت الضيق والشدة لكننا ننساه في وقت الفرج والبهجة، أما حزقيا فقد أظهر أنه رجل صلاة ودموع وسط الآلام ورجل تسبيح عند الفرج يعرف كيف يشكر الله على إحساناته. في هذا المزمور أظهر أنه رجل صلاة، رجل تسبيح، شاعر ومرنم، غريب في العالم، مملوء رجاءً في الرب المخلص من الموت وواهب الحياة المفرحة. ب. حسن أن يُقدم حزقيا هذا المزمور كذبيحة شكر لله واهب الحياة، وكان أفضل أن يُقدم حياته ذاتها ذبيحة شكر له؛ لكن للأسف قدم تسبحة شكر دون حياة شكر، إذ قيل: "لكن لم يُرَدَّ حزقيا حسبما أُنعم عليه لأن قلبه ارتفع فكان غضب عليه وعلى يهوذا وأورشليم" (2 أي 32: 25). يليق بنا أن نُسبح الله ليس فقط بألسنتنا فننطق بمزامير حمدٍ له، وإنما أيضًا بكل أعضاء جسدنا ومشاعرنا وأحاسيسنا كما بسلوكنا العملي فتتحول كل حياتنا إلى قيثارة ذات أوتار متباينة تعزف سيمفونية حب لله خالقنا ومخلصنا. ج. يظهر من مزمور حزقيا كيف عانى في البداية من روح اليأس، إذ قال: "أنا قلت في عز أيامي أذهب إلى أبواب الهاوية. قد أُعدِمتُ بقية سِنىَّ" [10]. كان حزقيا قد بلغ حوالي تسعة وثلاثين عامًا من عمره؛ شعر أنه في عز شبابه قد قُطعت أيامه السعيدة وحرم من خدمة الله وشعبه التي كان قد وضع في قلبه أن يكملها عبر سنوات حياته. كأنه يردد كلمات داود الملك: "وأنا قلت في حيرتي إنيّ قد انقطعت من قدام عينيك" (مز 31: 22). د. ربما كان يتوقع حزقيا أن يرى المسيح الرب في أيامه، أو كان يترجى مجيئه متجسدًا من نسله وها هو يموت بلا نسل، لذلك يصرخ في يأس: "قلت لا أرى الرب؛ الرب في أرض الأحياء، لا أنظر إنسانًا بعد مع سكان الفانية" [11]. هكذا كان يترقب أن يرى المسيح الرب هنا أو ينعم بمجد الرب في الحياة الأخرى، لكن اليأس حطمه. "قلت لا أرى الرب"... أي رجاء لنا في هذا العالم أو في العالم الآتي ما لم ننعم برؤية الرب، هنا خلال عيني القلب بالإيمان، وهناك وجهًا لوجه! * طوبى، مثلث الطوبى، بل ومتعدد التطويبات للذين يُحسبون أهلًا لمعاينة ذلك المجد. عن هذا يقول النبي: "لينتزع الشرير فلا يرى مجد الرب" (إش 36: 10 الترجمة السبعينية). ليت الله يهبنا ألا يُنتزع أحد منّا ولا يُستبعد عن معاينة (الرب)... فإنه لماذا نحن نعيش؟ ولماذا نتنفس؟ ماذا يكون حالنا إن فشلنا في معاينة ربنا ولم نُمنح هذا؟! إن كان الذين لا يعاينون نور الشمس يحسبون الحياة أقسى من الموت، فماذا يكون حال من يحرمون من ذاك النور؟! القديس يوحنا الذهبي الفم * قبل أن أريك إلهنا أرنيّ إنسانك؛ واعطني البرهان على أن عيني نفسك تستطيع أن ترى وأن أذني قلبك تستطيع أن تسمع. على العكس من كانت أعينهم مصابة بسحابة الخطية لا يقدرون على معاينة الله... عندما تُنزع من طبيعتك الفاسدة وتلبس عدم الفساد سترى الله إذ تتأهل لذلك. فإن الله سيُحيي جسدك ويجعله مع نفسك غير المائت، حينئذ سترى العديم الموت وحده، إن كنت تؤمن به الآن. القديس ثيؤفيلس الأنطاكي ه. يُقدم عدة تشبيهات يُعبر بها عن حياته الزمنية: التشبيه الأول: خيمة الراعي السريعة التنقل [12]، هذا يخلق الإحساس بالغربة، ليس لنا موضع في العالم نستقر فيه، فنكون كأبينا إبراهيم الذي لا يتوقف عن السير في رحلة حياته... نبقى في هذه الخيمة المتنقلة حتى نعبر إلى مسكن أبدي ليس من صنع يد بشرية. وقد استخدم هذا التشبيه معلمنا بولس الرسول (2 كو 5: 1) وأيضًا القديس بطرس (2 بط 1: 14). التشبيه الثاني: النسيج، "لفقت كالحائك حياتي، من النول يقطعني، النهار والليل تفنيني" [12]. هكذا يحيك الله حياتنا كثوب مقطوع من النول يُحاك حسب حجم جسد كل واحد منا، لا يدم كثيرًا بل إلى حين، كمن يلبسه يومًا واحدًا وليلة واحدة ثم يُخلع. وكما يقول أليفاز التيماني: "يُسحقون مثل العث، بين الصباح والمساء يُحطمون" (أي 4: 19-20]. التشبيه الثالث: الفريسة التي يُحطمها الأسد جميع عظامها بين نهار وليلة واحدة [13]. التشبيه الرابع: كسنونة مزقزقة يصيح في ضعف، إذ خَفتَ صوته بسبب المرض أو بالحري بسبب يأسه من الشفاء، صار صوته كهدير حمامة [14]، وصارت عيناه عاجزتين عن التطلع إلى العلاء [14]. و. نجد تحوُّلًا سريعًا من الشعور بمرارة النفس اليائسة [15] إلى خبرة الحياة الجديدة، إذ يقول بلا مقدمات: "أيها السيد بهذه يحيون وبها كل حياة روحي فتشفيني وتحيني" [16]... ينتقل من الموت إلى الحياة ومن المرارة إلى السلامة [17]؛ سرّ ذلك تدخل السيد المسيح، واكتشاف عمله الإلهي الخلاصي، إذ يقول: "فإنك طرحت وراء ظهرك كل خطاياي... الرب لخلاصي، فنعزف بأوتارنا كل أيام حياتنا في بيت الرب" [17، 20]. ماذا وجد في مخلصه؟ أولًا: تحولت حياته من رحلة مرعبة للغاية ومرُّة النفس إلى حياة هادئة مملوءة سلامًا، خلالها لا يخاف المؤمن حتى من الهاوية [17]. ثانيًا: تتهلل نفسه لا من أجل شفائه من المرض وطول عمره وإنما من أجل غفران خطاياه كلها [17]. ثالثًا: صار مشتاقًا أن يُسلم الأجيال القادمة هذه الحياة الجديدة، أو حق الله [19]. رابعًا: تحولت كل بقية حياته إلى مزمور فرح لا ينقطع [20]، يترنم به كما في بيت الرب، لذلك يحدثنا القديس أثناسيوس الرسولي عن العيد (أو الفرح) بكونه هو "المسيح" كسِرّ بهجتنا الدائمة. كما قال: [الذين يعيشون في المسيح هم وحدهم يستطيعون أن يمجدوا الله ويباركوه، بهذا يصعدون إلى العيد]. على أي الأحوال المؤمن الذي يعيش في المسيح ينعم بحياة فرح دائم وأيضًا شكر دائم، في وسط آلامه وأفراحه. * ليس وقت أنسب للإنسان أن يحمل فيه مشاعر شكر نحو الله مثلما عندما يكون في تجارب ومتاعب. وليس وقت أفضل لتقديم التشكرات مثلما عندما يأتي إلى الراحة بعد صراعات وتجارب. القديس أثناسيوس الرسولي * الصلاة فرح تعّبر عن نفسها في الشكر. الأب أوغريس * بالصلاة الروحية ومنطوقات الشكر نرتفع عن الأرض إلى الأعالي. الأب مرتيروس |
|