رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما لا تعرفه عن القديس إسحق قس القلالي وهو أحد أبرز الشخصيات المقدسة الذين تركوا خلفهم ثروة رهبانية عظيمة، فهو أحد القديسين الذي وهبوا حياتهم للحياة الرهبانية ونشر الفكر الديني ونقل تعاليم مبادئ الكتاب المقدس، وتعاليم القديسين والاوليين فقد حفظت الكتب آدب الشخصيات أحد فروع الأدب القبطي التي اهتمت بحفظ التراث البشري التي تذخر به الكنيسة القبطية، هذا القديس العظيم الملتزم بالشروط الرهبانية والدعوة إليه. وُلد هذا القديس بإحدى قرى الصعيد المصري عام 350م، وكان يحيى بين أبوين فقيرين أثرياء الإيمان، واشتهر هذا الأنبا القديس بين أقرانه بحبه للخير منذ الصغر، فقد كان في طفولته المبكرة يرى القديس الأنبا أنطونيوس أبو الرهبان و مؤسس الفكر الديري في مصر، وتأثر بحياته الرهبانية، ومبادئه التي كانت تدعو إلى زهد الحياة و محبة الله و الاخلاص لإقامة الطقوس العبادات. كل هذا ما جعله تردد في صغره على دير "بسبير" وتتلمذ فيه على يدي القديس مكاريوس رئيس الدير، وحين تدفق حب الله في قلبه قرر أن يوهب حياته إلى الايمان فترهب عام 370م في نتريا وعاش مع معلمه كرونيوس حتى شيخوخته، وفي عام 395م، تسلم رئاسة القلالى من معلمه. ويخبرنا " بلاديوس" أحد أهم مؤرخي الرهبنة القبطية، الذين ترددوا على منطقة نتريا والقلالي، وكان صديقًا للقديس مقاريوس الإسكندري، لكنه كان بفكره أكثر قربًا للقديس أوغريس البنطي بل يُحسب تلميذًا له و قد نقل هذا المؤرخ عن القديس إسحق أنه كان رئيساً على مائتي وعشرة رهبان، و قد قام خلال تلك الفتره بتطوير الاديره لراحة الرهبان و الزائرين فبنى مضيفة للغرباء في منطقة القلالى. عاش إسحق في نُسكه نحو مايقرب من 30 عام، وكان واحداً ضمن مجمع الثمانية شيوخ الذين كانوا يرأسون نتريا والقلالى، وكان حاضراً في وقت مجيء البابا ثاؤفيلس إلى نتريا لبحث موضوع الإخوة الطوال، فأصابه ما أصاب آخرين، وهو الطرد من نتريا إلى فلسطين نحو عام 400م مع الأب إسحق قس شيهيت. عاد نحو سنة 403م من فلسطين إلى نتريا وأصيب في آخر أيامه بمرض خطير وشديد أنهك قواه فأقعده عن القيام بالخدمة الكنسية، و قد روت الكتب التراثية التي تناولت سيرة هذا القديس العظيم أنه ذات ليله جاءه الرهبان بالطعام فرفضه وقال " إني سأكون راضياً وشاكراً لو عشت في مرضى هذا ثلاثين عام "، و أبى أن يتناول الطعام لاستكمال عبادة الصوم. يعد هذا القديس أحد الشخصيات المؤثرة و المساهمة في نقل الفكر الرهباني بين أبناء الكنيسة القبطية الارثوذكسية، فقد ساهم في نقل مبادئ القديس الأنبا بموا، و كان متشددًا في الالتزام بقواعد الرهبان، وكان حريصًا على الالتزام بشروط الرهبنة الصحيحة فقد نقلت بعض الكتب القبطية أحد المواقف التي تسل حرص هذا القديس على شروط الرهبنة العظيمة، فقد كان غيوراً في تمسكه بالحشمة وحُكيَ عنه أنه رأى راهبًا وهو يلبس قلنسوة قصيرة بدرجة أقل عن المعتاد، فوبخه أنبا إسحق توبيخاً قاسياً ، وقلنسوة عبارة عن غطاء تشبة القبعة يضعه الرجال الكبار في السن في أنحاء مُختلفة وهي كلمة يونانية تسمى كولوليون أو كوكلس. وكانت تستعمل قديمًا للحماية من البرد القارص أو الحر الشديد، وكانت أحدى الرموز الخاصة بالراهب القبطي وغضب القديس الراحل بعدم التزام أحد الرهبان عندما وجده غير ملتزم بالزى المعروف بين الرهبان. وقد روت بعض الكتب التراثية أنه قد رأى ذات ليله الشيطان مطلاً من طاقة يقول له لقد صرت من أتباعنا، فلما فحص نفسه تذكر أنه تجرأ على التناول ثلاثة آحاد متتالية وهو غير صافح عن أحد الإخوة، فللحال قام مسرعاً، وطلب من الأخ السماح ببكاء وتوسل، حضر هذا القديس الغارة الأولى للبربر عام 407م، وعند نياحته نقل تلاميذه وصيته الاخيره التي رددها قبل انتقاله إلى الأمجاد السماوية، وكانت وصيتة الاخيرة هى:"اجتهدوا أن تسيروا كما كنت أسير والله قادر أن يحفظكم". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس مكاريوس الاسكندرى اب القلالى |
قصة عن القديس الأنبا ايسيذيروس قس القلالي |
القديس إسحاق قس القلالى |
القس إسحق قس القلالي |
دموع القديس إيسيذوروس قس القلالي |