منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 07 - 2024, 09:17 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942



ميتروفان الشهيد | طريق جلجلته


ميتروفان الشهيد الجديد رئيس أساقفة أستراخان



طريق جلجلته

أتت ساعة الرعب في 25 أيار عشية عيد الثالوث الأقدس. كان ﭭﻼديكا يتحضّر لخدمة اليوم التالي عندما أتوا للقبض عليه مباشرة بعد منتصف الليل. في تلك الليلة تمّ توقيف الأسقف أيضاً.

سجن الأسقفان في مبنى التشيكا المحلي. عن طريق احد الحراس، كان الايبوذياكون بوبوﭪ قادراً على جلب بعض الطعام والبطانيات للسجينين. كان كل المؤمنين مقتنعين ببراءتهما وقد حاولوا إيجاد طريقة للحصول على إطلاق سراحهما. لكنه كان من الواضح أن السلطات لم تكن مهتمة بإثبات ذنب ضحيتها. في تلك الظروف، كان همهم إبعادهما عن الناس. لقد أبقى دوكتوروﭪ، قاضي الاستجوابات، المؤمنين على علم بحالة السجينين، والايبوذياكون كان يأتيهما يومياً بالطعام.

في صباح أحد الأيام رُفضت رزمة بوبوﭪ. كان ذلك في 23 حزيران، عيد أيقونة سيدة ﭭﻼديمير. أمسك الحارس بهدوء بيد بوبوﭪ وقاده إلى الشباك في غرفته. نظر الايبوذياكون خارجاً فرأى عربة مكدسة بالجثث، ففهم ما يجري. علمت كل المدينة خلال ساعتين بخبر إعدام السجينين.

بعد علمهم، مصدومين بخبر الإعدام، اندفعت مجموعة من أبناء الابرشية والدموع في مآقيهم إلى التشيكا لالتماس جثة الرئيسين الروحيين. لاحقاً، كتبت امرأة: “ألقت والدة ﭭﻼديكا بنفسها بشكل هستيري على أقدام الحارس متوسلة اليه ليسمح لها بالدخول إلى المفوض أتارباكوﭪ، لكننا أُبعدنا بلا شفقة. الأمر الوحيد الذي رأيناه هو العربة المكدّسة حتى أعلاها بالجثث وهي تقف تحت الشمس. غادرنا والحزن يجتاحنا مقتنعين بأنه سوف يتم أخذ الرئيسين الروحيين مع الباقين إلى مكبّ النفايات حيث سيدفنون كالكلاب”.

صادفت المرأة الحزينة تعزية غير متوقعة. استطاع الأب ديمتري التعرّف إلى الرجال الذين كانت وظيفتهم التعيسة تقضي بنقل الجثث. وافق الرجال بسرية شديدة، ولقاء مبلغ كبير أن يسلموا جسدي الشهيدين في مكان تمّ الاتفاق عليه مسبقاً تحت شرط صارم بأن يدفنا قبل الفجر.

حوالي الساعة الواحدة منتصف الليل، فيما كانت المدينة نائمة، توجّه السائقون إلى عملهم يجرّون وراءهم العربات إلى ضواحي المدينة. توقفّت عربة قرب الجسر الأحمر بينما كان جسدا الشهيدين ينقلان إلى عربة أخرى يجرها حصان كانت تنتظر.

قرب دير العناية وقف حشد من الناس بجانب قبر حُفر حديثاً. كان كلا الفقيدين في الثياب الداخلية. أصبح من الممكن الآن رؤيتهما بوضوح على ضوء مصباح مغطى بوشاح. كانت قميص ﭭﻼديكا ميتروفان ملطخة بالدماء عند الصدر والكمّين، كان صدغه مسحوقا من جهة اليمين، والقسم الباقي من لحيته كان منزوعا، الفم كان ممزقاً، أما مفاصل اليد اليمنى فكانت مليئة بالكدمات. قامت النساء بقص القسم الملطخ بالدماء من القميص. كان الأسقف ليونتي قد قضى بسبب الجروح الثلاثة في قلبه وصدره، إذ قد تمّ قتله بوابل من رصاص بندقية. كان كلاهما قد ألبس ثياباً قد أعدّت لهما. أُلبس ﭭﻼديكا ميتروفان حلّة كهنوتية. نزع حافظ الكنيسة صليبه وقدّمه من أجل ﭭﻼديكا ميتروفان وكان قد ربط بسلسلته صندوق معدني يحوي عرضاً مفصلاً لظروف الموت والدفن. وقد تمّ إيجاد بطرشيلاً للأسقف ليونتي، إذ لم يكن ممكناً الحصول على تابوت او حلة كهنوتية مناسبة بسبب العجلة.

بدأ الاب ﭭﻼديمير بخدمة الدفن. رتّل كل المجتمعين تراتيل الجناز وذرفوا دموعاً سخية على الفقيدين الجديدين. كانت تباشير الفجر على وشك البزوغ عندما رتلوا “فليكن ذكرهما مؤبداً”. وُضع ﭭﻼديكا ليونتي أولاً في القبر وفوقه ﭭﻼديكا ميتروفان. تمّ لفّهما كليهما بملاءات وأودعا الثرى. لاحقاً، تمّ نصب شاهدة فوق القبر مكتوب عليها: “رئيس الأساقفة ميتروفان والأسقف ليونتي، في 23 حزيران 1919”. زار المؤلف القبر مرتين سنة 1935 بصحبة رئيس الأساقفة تادروس لإقامة التريصاجيون. دُمرت شاهدة القبر سنة 1930 بسبب تدفق الحجاج. شاهد المؤلف قطعاً من الشاهدة مجمعة بعناية كومة واحدة بيدين تقيتين. هذه القطع اختفت الآن ولم يبقَ أية علامة ظاهرة. فقط، تحت الأرض، وعلى عمق 4-5 أقدام، تكمن علبتان تحويان مقاطع مكتوبة تشهد على المأساة المروّعة.

كتب حافظ الهيكل البيان التالي حول حكم الإعدام: “استطعتُ أخيراً مقابلة شاهد عيان لإعدام الأسقفين. كان رجل متوسط العمر اسمه تريكوف اخبرني بأنه، ليلة إعدامهما، كان هو في نوبة حراسته خارج حجرات السجناء. حوالي الساعة الثالثة ليلاً أتى الكومندون فولوكوف آمر شيكا وضابط الخدمة إلى الزنزانة التي كان الأسقفان محتَجَزين فيها. دخل الآمر إلى الزنزانة وشاهده تريكوف يلكز رئيس الأساقفة بحذائه. سمع صوتا “انهض” ثم شاهد السجين ينهض يرتدي قلنسوته لكن الآمر أمسكه من ياقته صارخاً: “انزعها ففي ذلك العالم الآخر تستطيع تدبر أمرك وأنت ترتدي …” (هنا ذكر قطعة من الملابس الداخلية). باشر الآمر بإمساك السجين من يده وسحبه باتجاه الباب. في الساحة أسرع في الخطى، ممسكاً ضحيته وجاراً إياه وراءه.

كان رئيس الأساقفة ميتروفان حافياً وبثياب النوم. مشى بضعة خطوات ثم تعثّر وسقط أرضاً. ركض تريكوف نحوه منهضاً إياه وقاده مع فولكوف إلى الممشى حيث حصل الإعدام. كان يقف هناك ثلاثة رجال مع بندقياتهم، عندما رآهم رئيس الأساقفة باركهم بيديه الإثنين كما يفعل رئيس الكهنة مما جعل فولكوف يلطمه على يده اليمنى بقبضة مسدسه ثم شدّه من الجزء لحيته الأيسر جاذباً رأسه بقوة حادة نحو الأسفل. وفي هذا الوضع أطلق النار على صدغه الأيسر.

لم يصدق المؤمنون اتهامات البولشفيين الباطلة التي ادعت بأن الأسقفين كانا مشتركين بمؤامرة مناهضة للثورة. بل ندبوا الشهيدين وقامت الكنيسة بالصلاة لأجلهما وما زالت إلى الآن. هذه هي أفضل شهادة للحقيقة التاريخية. “تقوّلوا عليّ بألسنة غاشة ” (مزمور2:108)، لكن “كثيرة هي أحزان الصديقين” (مزمور19:33) ولأجل ذلك “الصديقون يرثون الأرض وفيها يستقرون إلى الأبد” (مزمور29:36).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ميتروفان الشهيد | رئيس موهوب
ميتروفان الشهيد | طفولة معذبّة
القديس ميتروفان الشهيد الجديد رئيس أساقفة أستراخان
إيقونة ميتروفان الشهيد
لماذا كان الإنسان القديم يثقب جمجمته؟


الساعة الآن 09:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024