رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وحيّ من وجه دمشق وآفرايم ليس عند الله محاباة، فإن كان يؤدب الأمم الوثنية مثل موآب لجحدها الإيمان وعجرفتها وتجديفها عليه فإنه يؤدب إسرائيل (أو آفرايم - العشرة أسباط) لأنها تحالفت مع آرام أو سوريا (عاصمتها دمشق) ضد يهوذا متكئين على فرعون مصر ضد آشور. لهذا سمح الله لملك آشور أن يهجم على آرام وآفرايم ويغلبها سريعًا. هذا وقد وجدت علاقات بين دمشق (آرام) وإسرائيل منذ القدم. لقد أوكل إبراهيم الذي في صلبه إسرائيل كل بيته في يدي عبده لعازر الدمشقي؛ وفي أيام أليشع النبي جاء نعمان السرياني لينعم بالشفاء من برصه في مياه الأردن، كما جاءت المرأة الكنعانية السورية إلى السيد المسيح تطلب منه شفاء ابنتها، وكرز التلاميذ في دمشق، وظهر السيد المسيح لشاول الطرسوسي بالقرب من دمشق. تدمير دمشق: 1 وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ دِمَشْقَ: هُوَذَا دِمَشْقُ تُزَالُ مِنْ بَيْنِ الْمُدُنِ وَتَكُونُ رُجْمَةَ رَدْمٍ. 2 مُدُنُ عَرُوعِيرَ مَتْرُوكَةٌ. تَكُونُ لِلْقُطْعَانِ، فَتَرْبِضُ وَلَيْسَ مَنْ يُخِيفُ. تعتبر من أعرق المدن، ورد ذكرها في أيام إبراهيم (تك 14: 15)؛ غزاها داود الملك وأقام فيها حامية (2 صم 8: 5-6؛ 1 أي 18: 5-6). قام رزون وتمكن من تأسيس المملكة السورية ودامت الحرب بينها وبين إسرائيل زمانًا طويلًا لكنهما تحالفا معًا فيما بعد ضد يهوذا وآشور. وقد تعرضت للهزيمة عدة مرات، ففي سنة 843 ق.م. هاجم شلمناصَّر دمشق وهزم ملكها حزائيل، كما هاجمها تغلث فلاسر سنة 732 ق.م.، وقتل ملكها رصين وقاد شعبها إلى السبي (2 مل 16: 5-9؛ إش 7: 1-8؛ عا 1: 3-5). انتقلت بعد ذلك من الآشوريين إلى الكلدانيين ثم إلى الفرس فاليونانيين المقدونيين فالرومان على يدي ميتللوس عام 64 ق.م. لتصير سوريا مقاطعة رومانية عام 63 ق.م. إن كانت دمشق قد تحالفت مع آفرايم ضد يهوذا، فقد حلت العقوبة على دمشق وآفرايم معًا. وهما يمثلان قوى العالم الشريرة المقاومة للحق كما جاء في سفر الرؤيا: "ثم سكب الملاك الرابع جامه على الشمس فأُعطيت أن تحرق الناس بنار، فاحترق الناس احتراقًا عظيمًا وجدفوا على اسم الله الذي له سلطان على هذه الضربات ولم يتوبوا ليعطوه مجدًا" (رؤ 16: 19). "هوذا دمشق تُزال من بين المدن وتكون رجمة ردم؛ مدن عروعير متروكة، تكون للقطعان فتربض وليس من يخيف" [1-2]. كانت دمشق مزدهرة جدًا حتى حاصرها تغلث فلاسر الآشوري وقتل ملكها وَسَبَى شعبها فصارت أشبه برجمة خربة. أما عروعير، فتوجد 3 مدن على الأقل تحمل ذات الاسم [عروعير اسم موآبي معناه "عارية" أو "عرى"]، وهي: مدينة في موآب تُسمى حاليًا عراعير، تبعد حوالي اثني عشر ميلًا شرقي البحر الميت، جنوبي ديبان بقليل، وشمال نهر أرنون؛ وقرية في القسم الجنوبي من اليهودية (1 صم 30: 28) تسمى حاليًا عرعارة على بعد اثني عشر ميلًا جنوب شرق بئر سبع، والثالثة وهي المقصودة هنا(221) مدينة في جلعاد بالقرب من ربة التي هي ربة عمون (يش 30: 25، قض 11: 33) عمان عاصمة الأردن. دمشق وعروعير يمثلان النفس المتشامخة على الله والمتحالفة مع الغير ضد كنيسته، فإنه وإن كان الله يتركها زمانًا لتظهر قوية وناجحة ومزدهرة، لكنها تعود فتنهار من جانبين: أ. تتحول من مدينة عظيمة إلى رجمة خربة، أي تفقد حياتها، لأنها تعتزل الله نفسه مصدر الحياة. ب. تتحول كعروعير من مسكن للناس (مع الله) إلى مرعى للقطعان والحيوانات، وكأن مقاومتنا للحق تفقدنا كرامتنا وتحول حياتنا إلى ملهى لكل حيوان، فنحمل الطبيعة الحيوانية الجسدانية. لهذا يُسبّح القديس مار أفرام السريانيطفل المزود قائلًا: [المجد لذاك الذي نظر إلينا كيف أننا قبلنا أن نُشابه الوحوش في هياجنا وجشعنا، فنزل إلينا وصار واحدًا منا حتى نصير نحن سمائيين]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله حب لا يهدأ |
لن يرتاح القلب ولن يهدأ حتى يملأه الله |
عندما يهدم الله كــُــل شىء حولك |
أراء الناس فيك مجرد أراء من وجهة نظرهم |
تفاصيل القبض على مصور فيتو وإطلاق سراح مصور دوت مصر في اشتباكات الطالبية |