أخذت الكنيسة على عاتقها كلمات القدّيس بولس الرَّسول القائل: "الوَيلُ لي إِن لم أبَشِّر!" (1 قورنتس 9: 16). وما زالت ترسل المبشّرين دون انقطاع، فتتابع عمل التَّبشير بذاتها. وعلى كلّ تلميذ من تلاميذ الرَّب يسوع المسيح، أن يأخذ قسطه في مهمّة نشر الإيمان. ("نور الأمم، دستور عقائدي في "الكنيسة"، العدد 17). وبفضل المُرْسَلين أصبح عدد أتباعِ يسوع همُ الأكثر في العَالَم، وقد وصل إلى 1.6 مليارِ مُؤمن.
ليس هناك عضو في الكنيسة إلاَّ وله دورٌ. فهو مدعو ومُرْسَل بحكم معموديته وانتمائه. أليس الرُّوح القدس "مسحنا" بالعماد، وختمنا بختمٍ لا يُمحى (2 قورنتس 21: 1) فلنصرخ من أعماق قلوبنا "لَبَّيكَ، يا رَبّ... ماذا أَعمَل، يا ربّ؟" (أعمال الرسل 9: 10؛ 22: 10) أرسلني حيث تشاء، وإلى أيّ مكان." وهكذا أقول مع يسوع "رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لِأَنَّهُ مَسَحَني لِأُبَشِّرَ الفُقَراء وأَرسَلَني لأُعلِنَ لِلمَأسورينَ تَخلِيَةَ سَبيلِهم ولِلعُميانِ عَودَةَ البصَرِ إِلَيهِم وأُفَرِّجَ عنِ الـمَظلومين وأُعلِنَ سَنَةَ رِضًا عِندَ الرَّبّ" (لوقا 4: 18-19)، وذلك كي يُصبح الله كلًا في الكلّ (1قورنتس 15: 28).