منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 07 - 2024, 11:56 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

رعاية الله لكرمه




رعاية الله لكرمه:

"لأُنْشِدَنَّ عَنْ حَبِيبِي نَشِيدَ مُحِبِّي لِكَرْمِهِ: كَانَ لِحَبِيبِي كَرْمٌ عَلَى أَكَمَةٍ خَصِبَةٍ، فَنَقَبَهُ وَنَقَّى حِجَارَتَهُ وَغَرَسَهُ كَرْمَ سَوْرَقَ، وَبَنَى بُرْجًا فِي وَسَطِهِ، وَنَقَرَ فِيهِ أَيْضًا مِعْصَرَةً، فَانْتَظَرَ أَنْ يَصْنَعَ عِنَبًا فَصَنَعَ عِنَبًا رَدِيئًا (بريًا)" [1-2].



يعلن هذا النشيد قصة الحب الإلهي، حيث أحب الله الإنسان ولا يزال يحبه ويرعاه، ويبقى الله مستمرًا في حبه بينما يًقابل الإنسان الحب بالجفاف. تحققت هذه القصة مع أبوينا الأولين آدم وحواء، وتحققت أيضًا مع شعب الله في بداية نشأته، إذ يقول موسى النبي: "إن قِسْمَ الرب هو شعبه، يعقوب حبل نصيبه؛ وجده في أرض قفر وفي خلاء مستوحش خَرِب؛ أحاط به ولاحظه وصانه كحدقة عينه" (تث 32: 9-10). أخرج الله شعبه من العبودية لا ليهبه الأرض التي تفيض عسلًا ولبنًا فحسب وإنما ليقيم كنيسة العهد الجديد التي تملأ الأرض كلها، تنعم بملكوت الله الداخلي، وكما يقول المرتل: "كرمةَ من مصر نقلتَ، طردت أممًا وغرستها، هيأت قدامها فأصَّلتْ أصولها، فملأت الأرض" (مز 80: 8-9).

واضح أن "الكرمة" هنا تُشير إلى الشعب كله: مملكة إسرائيل ويهوذا؛ فماذا قدم الرب لشعبه المحبوب لديه؟



أ. أقامهم على "أكمة خصبة" [1]، إذ دخل بهم إلى كنعان التي تفيض لبنًا وعسلًا، فما يحل من جفاف وما يحدث من مجاعات لا يرجع إلى طبيعة الأرض أو ظروف المنطقة إنما هو ثمر لخطايا الشعب.

أقام الله كنيسة العهد الجديد على أكمة خصبة، فقد رفع قلبها كما إلى السماء لكي يتمتع أبناؤها بدسم الحياة السماوية، فيشبعون ولا يعتازون إلى شيء.

ب. "نقبه (سيَّجَ حوله)" [2]، هذا السياج هو الناموس الذي أحاط به الرب شعبه قديمًا حتى لا يختلط بالأمم الوثنية المحيطة به فينقل عنهم الرجاسات.

وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الشريعة هي سياج، صُنعت من أجل الأمان (إش 8: 20)].
يرى القديس أمبروسيوس أن السور هو "العناية الإلهية بحفظ الكرم من هجوم الوحش الروحي". ويرى القديس جيروم أنه حراسة الملائكة.

ج. "ونقَّى حجارته" [2]: تُشير الحجارة إلى العبادة الوثنية حيث كانت الأصنام الحجرية، هذه التي أنتزعها الرب من وسط شعبه أو انتزع شعبه منها ليعيش الكل في حياة تقوية لائقة. كما تُشير الحجارة أيضًا إلى طبيعة القسوة والعنف التي يريد ربنا يسوع أن ينتزعها من كل قلب بعمل روحه القدوس. جاء على لسان حزقيال النبي "انزع قلب الحجر من لحمهم وأعطيهم قلب لحم" (حز 11: 9). هذا القلب الجديد والروح الجديد (حز 36: 26) إنما يتحقق بنوالنا الميلاد الروحي الجديد في مياه المعمودية المقدسة.

يقول القديس كبريانوس: [إنها المعمودية التي فيها يموت الإنسان القديم ويولد الإنسان الجديد كما يعلن الرسول مؤكدًا أنه خلصنا بغسل التجديد (تي 3: 5)].

د. "غرسه كرم سورق (كرمًا مختارًا)" [2]، أي غرسه كرمًا من أفضل أنواع الكروم، كشعب مختار نال عهدًا مع الله، لكي يحمل "الحق" فيه، كقول الرب: "وأنا قد غرستك كرمة سورق زرع حق كلها، فكيف تحولت لي سروغ جفنة غريبة؟!" (إر 2: 21).

أما بالنسبة لكنيسة العهد الجديد فقد جاء "الحق" نفسه، كلمة الله المتجسد ليُقدم نفسه كرم يحملنا فيه أغصانًا حية تأتي بثمر كثير (يو 15: 5).

ه. "وبنى برجًا في وسطه" [2]، يسكن فيه صاحب الكرم أو الرقيب لحراسة الكرم من هجمات اللصوص والحيوانات المفترسة. يرى بعض الدارسين أن البرج هو جماعة الأنبياء والكهنة وكل القيادات الروحية والمدنية التي كان يجب أن تسهر على الرعية وتحفظها من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم.

في العهد الجديد البرج هو مذبح الرب الذي يُقام داخل النفس، عليه يقدم المؤمن صلواته وأصوامه وعطاياه وكل حياته ذبيحة محرقة للرب، خلال اتحاده بالمسيح الذبيح. خلال هذا البرج الروحي تُحفظ كنيسة المسيح في كل قلب قوية وفعّالة، حيث يتمتع المؤمنون بشركة واتحاد مع الرب نفسه.

و. "ونقر فيه معصرة" [2]، لعصر العنب وعمل خمر الحب الذي يقدم للفرح الروحي. ما هذه المعصرة إلاَّ صليب ربنا يسوع المسيح الذي اجتاز المعصرة وحده ولم يكن معه أحد من الأمم (إش 63: 3). قدم دمه المبذول خمر حب يفرح كل قلب مؤمن.


يقول القديس أمبروسيوس: [حفر معصرة، لأن أسرار آلام المسيح تبدو كالخمر الجديد... وقد ظن الجمع أن التلاميذ سكارى حين نالوا الروح القدس (أع 2: 13). حفر حوض معصرة لكي يُسكب فيه الثمر الداخلي].

يقول القديس ايريناؤس: [غرس الله كرم الجنس البشري عندما خلق آدم أولًا واختار الآباء، ثم أودعه في أيدي الكرامين عندما أقام التدبير الموسوي، وسيَّج حوله بتقديم تعاليم خاصة بعبادتهم له، وبنى برجًا باختياره أورشليم، وحفر معصرة إذ أعدَ وعاء للروح النبوي. وهكذا أرسل أنبياء قبل سبي بابل ثم أنبياء أكثر (أثناء السبي وبعده) يطلب الثمار...].

ماذا قدم الكرم لصاحبه؟

"فانتظر أن يصنع عنبًا فصنع عنبًا رديًا (بريًا)" [2]. أنتظر الرب أن يجتني حُبًا مقابل الحب، وتربة وندامة مقابل غفران خطاياه، لكنه وجد قلوبًا متحجرة لا تصنع ثمارًا تليق بالتوبة. الكل زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله، لذا كان يليق بكلمة الله أن ينزل إلينا ككرم جديد، هو وحده يغرسنا فيه فنأتي بثمر كثير (يو 15: 5).

* عندما يقول: "أنا هو الكرمة الحقيقية" (يو 15: 1) يميز نفسه دون شك عن تلك التي وجه إليها الكلمات: "كيف تحولت لي سروغ جفنة غريبة؟" (إر 2: 21)، إذ كيف يمكن لكرمة حقيقية يُنتظر أن تصنع عنبًا فصنعت شوكًا؟!.

* انتظرت أن تصنع ثمرًا فوجدت خطية.

القديس أغسطينوس

* اشتقت أن تعطي (الكرمة) خمرًا فأخرجت شوكًا. ها أنتم ترون الإكليل الذي أتزين به.

القديس كيرلس الأورشليمي

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أظهر داود ثقته في رعاية الله التي تشبه العناية بحدقة العين والاحتماء بجناح الله
أكرمه الله على ذلك، وأنجح طريقه
محبة ربِّ البيت لكرمه
أدركوا أن الله أكرم الشخص الذي أكرمه
من خدمنى أكرمه أبى


الساعة الآن 07:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024