تشير عبارة "أَلاَّ يَعلَمَ أَحَدٌ" إلى امر يسوع بالصَّمت وكتم السَّر لأنَّ الوقت لم يأتِ بعد للتَّعرف على قدرة يسوع في القيامة، وأنَّه ابن الله القادر على إقامة الموتى، لأنَّ هذه المعجزة لا يُدرك معناها حقاّ إلاَّ على ضوء قيامة يسوع وبعد قيامته. وبالرَّغم من أنَّ الصَّمت أمرٌ صعبٌ في مثل هذا الوضع وفي تلك الظُّروف، لكن لا يحق للتلاميذ أن يبوحوا الآن بهذا السَّر، لأنَّ الشَّعب بحاجة إلى بعض الوقت لكي يتعرّف على هوية يسوع الذي ما جاء للتَّظاهر، بل للدَّعوة إلى ملكوت الله الذي يمرُّ في الآلام والموت قبل أن يبلغ إلى القيامة. قيامة الموتى هي العلامة المسيحانيَّة الأولى التي يطبق عليها مرقس الإنجيلي نظريَّة السَّر. لكن هذا الوحي بقي سرًا لا يعرفه إلاَّ التَّلاميذ. والجدير بالذكر أنَّ يسوع فرض الصمت في شفاء الأصم الأبكم (مرقس 7: 32-37) وشفاء اعمى بيت صيدا (مرقس (8: 22-26).