طالما كان يسوع يعيش بين الرسل، لم يخشوا شيئًا، فكان هو بالنِّسبة إليهم الرُّوح الباراقليط الحاضر دائمًا للدفاع عنهم وإنقاذهم من مضايقهم (يوحنا 17: 32). أما بعد رحيله عنهم، فإن الرُّوح سوف يحلّ محله، ليكون لهم الباراقليط (يوحنا 14: 16). وإذ يتميز الرُّوح القُدُس عن يسوع، إلاّ أنه لن يتكلم باسمه الخاص، وإنما دائمًا عن يسوع الذي لا ينفصل عنه والذي "سوف يُمجده" (يوحنا 16: 13-14). كذلك سوف يُذكّر الرُّوح التَّلاميذ بأعمال المسيح وأقواله، ويُعطيهم نعمة فهمها (يوحنا 14: 26)، وسوف يُسبغ عليهم القوَّة حتى يشهدوا لقدرة الله، ويواجهوا العَالَم باسم يسوع ويكتشفوا معنى موته، وليؤدُّوا شَهادة السَّر الإلهي الذي تحقق من خلال هذا الحدث؛ إنّ موهبة الرُّوح القُدُس هي التي تؤهّل للرِّسالة وتقوّي شهادتنا بجعلها صريحة وشُجاعة. والرُّوح القدس يُحي فينا أكثر إذا شهدنا للمسيح كما صرّح يسوع " ومَتى جاءَ المُؤَيِّدُ الَّذي أُرسِلُه إِلَيكُم مِن لَدُنِ الآب رُوحُ الحَقِّ المُنبَثِقُ مِنَ الآب فهُو يَشهَدُ لي" (يوحنا 15: 26).