إن طرق الرب التي عرفها لموسى هي وصاياه، وأفعاله لبني إسرائيل هي قوته التي ظهرت في إخراجهم من أرض مصر بالضربات العشر، وعبور البحر الأحمر. وكذلك عالهم وحفظهم في البرية، وأدخلهم إلى أرض كنعان وتملكوها. فهنا يظهر عدله وقضاءه، بل ورحمته أيضًا. فإن كانوا قد احتملوا ظلمًا في مصر، فالله أنقذهم من العبودية، وعاقب الظالمين، ومتعهم بعشرته بسكناه في وسطهم، بل أعطاهم أيضًا الأرض التي تفيض لبنًا وعسلًا. وكان قد أعلن لهم بوضوح أن يحيوا بطرقه ويلاحظوا أفعاله عندما كلم موسى على الجبل (خر34: 6، 7).
عرف موسى وبني إسرائيل -من خلال أعماله معهم- طرقه، أي خطته للخلاص بتجسده وفدائه للبشرية. فكما حررهم بالضربات العشر، احتمل هو الصليب عنهم وفداهم. وكما عبر موسى والشعب البحر الأحمر، هكذا بالمعمودية ينال المؤمنون في العهد الجديد الخلاص. وهكذا أيضًا الصخرة التي تعطى الماء ترمز للمسيح، والانتصار على عماليق يرمز للإنتصار على الشيطان.