رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في الكتاب المقدس استخدم "وضع الأيدي" في أمور كثيرة أهمها: أ. استخدم "وضع الأيدي" لتسليم بركة إلهيّة، كما فعل أبونا يعقوب مع ابني يوسف، فوضع يمينه على الأصغر أفرايم الواقف على يساره، ووضع يساره على الأكبر مَنَسَّى الواقف على يمينه، وكأنه بسط يديه على شكل صليب لتحلّ بركة الرب عليهما... وحين بارك السيد المسيح الأطفال "وضع يديه عليهم" (مت 19: 13، 15). لهذا كان الأسقف يضع يديه على طالبي العماد أثناء الصلاة عليهم قبل العماد، وخاصة أثناء الصلوات الخاصة بطرد الشيطان. ب. كما يُسْتَخْدَم هذا الطقس لنقل بركة الرب، هكذا يُسْتَخْدَم كعلامة لإلقاء حِمْل خطايا الإنسان على آخر ليصير ذبيحة عنه (لا 1: 3، 4؛ 4: 24؛ 16: 21)، كرمز لما حدث مع السيد المسيح "وضع عليه إثم جميعنا" (إش 53: 6). ج. في شفاء المرضى قيل "وضع يديه على مرضى فشفاهم" (مت 9: 18؛ مر 6: 5؛ 8: 23؛ لو 4: 40؛ 13: 13)، وقد استخدم الرسل أحيانًا نفس الطقس (أع 28: 8). يقول القديس كبريانوس بأن خدام الكنيسة يمتثلون بالسيد المسيح الذي كان يضع يديه على المرضى فيشفيهم، هؤلاء الذين هم مرضى روحيًا الذين يأتون تائبين. ولا يزال هذا الطقس قائمًا حيث يضع الكاهن يده على الرأس حين يصلي "تحليلًا" لتائب. د. يذكر القدِّيس إكليمندس الإسكندري وضع الأيدي على العريسين في الزواج لمباركتهما. ه. جاء في سفر الأعمال "وضع الأيدي" عند طلب حلول الروح القدس للمعمدين حديثًا... "وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ" (أع 19: 6)، وبقيت الكنيسة الأولى تمارس هذا الطقس حتى استبدلته بمسحة الميرون، وإن كان للأساقفة حق العودة لهذا الطقس عند الضرورة كما في حالة عماد السيدات فيضع الأسقف يديه عليهن وينفخ في وجوههن نفخة الروح القدس. ز. أخيرًا فإن "وضع الأيدي" ارتبط بالأكثر بالسيامات الكنسيّة، ففي سيامة الشمامسة قيل "اَلَّذِينَ أَقَامُوهُمْ أَمَامَ الرُّسُلِ، فَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمِ الأَيَادِيَ" (أع 6: 6)، وحين أفرز برنابا وشاول للخدمة قيل "فصاموا حينئذٍ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي" (أع 13: 3). وعندما قدَّم الرسول بولس تعليمات عن السيامة، قال: "لا تضع يدًا على أحد بالعجلة ولا تشترك في خطايا الآخرين" (1 تي 5: 22)، كما قال: "أُذكِّرك أن تُضرم أيضًا موهبة الله التي فيك بوضع يديَّ" (2 تي 1: 6). هكذا صار "وضع الأيدي" يحمل معنى "السيامة"، ولا زالت الكنيسة الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة تتطلع بهذا المنظار الإنجيلي، وفي كنيسة إنجلترا يعتبر "وضع الأيدي" هو الطقس الرئيسي في سيامة الأساقفة. |
|