رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا خلق الله لنا المشاعر؟ إن النفس البشرية (الفِكْر والمشاعر والإرادة) خُلِقَتْ لكي تستخدمها أنت وتقودها وتوجهها لا لكي تعمل هي من تلقاء نفسها فربما تسأل: لماذا عندي يدان؟ أو لماذا عينايّ في هذا المكان؟ لكل عضو خلقه الله فينا هدفٌ لخلقه، وكما بدأ الإنسان في بداية الخلق في التعرف على نفسه ومكونات جسده هكذا المولودون من الله يجب أن يفهموا لماذا توجد المشاعر، لأن عدم الفهم يؤدي إلى مشاكل لدى الكثيرين دون أن يدركوا، فالمشاعر موجودة لكي تستعملها لا لكي تُملي عليك توجهاتك، ولكي تقودها لا أن تقودك، فهي كالسيارة يجب أن تقودها انت وتوجهها وإلا سوف تُصطدَم بشيءٍ ما. “قُلْتُ: «أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَإِ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي». صَمَتُّ صَمْتًا، سَكَتُّ عَنِ الْخَيْرِ، فَتَحَرَّكَ وَجَعِي. حَمِيَ قَلْبِي فِي جَوْفِي. عِنْدَ لَهَجِي اشْتَعَلَتِ النَّارُ. تَكَلَّمْتُ بِلِسَانِي”. (مزمور ١:٣٩-٣). يشرح لنا داود أنه في الوقت الذي فيه فَكَّر في أمر ما ابتدأ الوجع؛ فتفكيره في الأمر أصدر مشاعر، إذًا السبب يكمن في التفكير- فاشتعلت النار. ربما تقول في موقف أساء فيه إليك أحدهم: “ها إنني صمتْ ولا أريد أن أرد على الإساءة بمثلها”، العبرة هنا ليست في السكوت بل فيما يدور في ذهنك، فالذي يدور في ذهنك لن يسكت بل سيشعلك. لذلك حين تلهج في الأمر أي أن تفكر فيه وتتمعن وتتأمله، حينئذ ستشتعل النيران روحيًا فتشتعل وتتوجه تجاه الرب، فإن فكَّرْت في شخص ما قائلاً في نفسك إنه بارد روحيًا، اسأل نفسك هذا السؤال؛ تشخيصك هذا بأي مقياس تقيسه؟ هل تقيسه بروحك أم بنفسك؟ |
|