رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قالَ لَهم: كُتِبَ أَنَّ المَسيحَ يَتأَلَّمُ ويقومُ مِن بَينِ الأَمواتِ في اليَومِ الثَّالِث، تشير عبارة "كُتِبَ أَنَّ المَسيحَ يَتأَلَّمُ" إلى نبوءات عن آلامه التي وردت في المزامير " إِلَهي إِلَهي، لماذا تركتَني؟ هَيهاتِ أَن تُخَلِّصَني كَلماتُ زَئيري. جَميعُ الَّذينَ يَرَونَني يَسخَرونَ بي ويَفغَرونَ الشِّفاهَ ويَهُزُّونَ الرُّؤوس ... إلى الرَّبّ سلَّمَ أَمرَه فليَنَجِّهْ ولأَنَّهُ يُحِبُّه فينقِذْه. كالخَزَفِ جَفَّ حَلْقي ولساني لَصِقَ بِفَكِّي وفي تُرابِ المَوتِ أَضجَعْتَني. كِلابٌ كثيرةٌ أَحاطَت بي زُمرَةٌ مِنَ الأَشْرارِ أَحدَقَت بي. ثَقَبوا يَدَيَّ ورِجلَيَّ. وأَحصَوا كُلَّ عِظامي وهمِ يَنظُرونَ وَيرَونَني. يَقتَسِمونَ بَينهم ثِيابي ويَقترِعونَ على لِباسي" (مزمور 20: 2، 8، 9، 16، 17، 18، 19). وكُتب عن آلامه المسيح أيضًا في نبوءات أشعيا "لا صورَةَ لَه ولا بَهاءَ فنَنظُرَ إِلَيه ولا مَنظَرَ فنَشتَهِيَه. مُزدَرًى ومَتْروكٌ مِنَ النَّاس رَجُلُ أَوجاعٍ وعارِفٌ بِالأَلَم ومِثلُ مَن يُستَرُ الوَجهُ عنه مُزدَرًى فلَم نَعبَأْ بِه. لقَد حَمَلَ هو آلاَمَنا وآحتَمَلَ أَوجاعَنا فحَسِبْناه مُصابًا مَضْروبًا مِنَ اللهِ ومُذَلَّلًا. طُعِنَ بِسَبَبِ مَعاصينا وسُحِقَ بِسَبَبِ آثامِنا نَزَلَ بِه العِقابُ مِن أَجلِ سَلامِنا وبجُرحِه شُفينا. كُلُّنا ضَلَلْنا كالغَنَم كُلُّ واحِدٍ مالَ إلى طَريقِه فأَلقى الرَّبّ علَيه إِثمَ كُلِّنا. عُومِلَ بِقَسوَةٍ فتَواضَع ولم يَفتَحْ فاهُ كحَمَلٍ سيقَ إلى الذَّبْحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ ... لِأَنَّه أَسلَمَ نَفْسَه لِلمَوت وأُحصِيَ مع العُصاة وهو حَمَلَ خَطايا الكَثيرين وشَفَعَ في مَعاصيهم" (أشعيا 53: 2-12)؛ وهناك اتفاق تام بين حوادث حياة المسيح وموته والنَّبوءات المكتوبة، وذلك لضرورة موت المسيح لإيفاء عدل الله وحقّه لتحصيل خلاص العَالَم وَفَق تعليم بولس الرَّسول " فيَكونَ هو بارًّا وُيبَرِّرَ من كانَ مِن أَهلِ الإِيمانِ بِيَسوع " (رومة 3: 26). . أمَّا عبارة "يقومُ مِن بَينِ الأَمواتِ في اليَومِ الثَّالِث" فتشير إلى أساس الإيمان المسيحي، بآلام المسيح وموته تمّ فداء كلّ إنسان من خطاياه، وبقيامته أعطى الحياة الجديدة، وبثّ الحياة الإلهيَّة في كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة. ومن سرّ موته وقيامته وُلدت البشريَّة الجديدة المتمثِّلة في الكنيسة، جَسَد المسيح السّرّي. وقام المسيح، كما ترنَّم صاحب المزامير " لن تَترُكَ في مَثْوى الأَمْواتِ نَفْسي ولَن تَدَعَ صَفِيَّكَ يَرى الهوة. ستُبَيَنُ لي سَبيلَ الحَياة. أَمامَ وَجهِكَ فرَحٌ تامّ وعن يَمينكَ نَعيمٌ على الدَّوام " (مزمور 16: 10-11)، وردت أيضًا نبوءات عن قيامة المسيح في نبوءة أشعيا (53: 10-11). |
|